ويثير هذا التطور تساؤلات جدية أمام الولايات المتحدة والدول الأخرى والمنظمات الدولية التي لها بعثات في كابول، بخصوص كيفية إجلاء العاملين فيها بأمان من أفغانستان، وهي دولة حبيسة لا تطل على مسطحات مائية، في حالة نشوب قتال يهدد العاصمة.
في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو إن:
"تركيا دائماً تعمل ضمن اتفاقيات دولية ولا تعمل بمفردها وثانياً تريد تركيا أن تكون جسر لضبط الأمن والاستقرار سواء في أفغانستان أو أي منطقة أخرى عموما، وبالنسبة لقضية سحب القوات التركية من أفغانستان فهي ليست قوات تركية فقط بل هي عبارة عن قوات للأمم المتحدة وبالتالي فأي مطالبات من ذلك القبيل لابد أن تكون تحت مظلة أممية".
وأضاف أن تركيا دائماً تدعو للحوار وفتح قنوات للتواصل وهذا ما طالبت به تركيا من خلال انعقاد مؤتمر يضم جميع الفرقاء، يضم كل من الحكومة الأفغانية وطالبان والدول المعنية الأخرى، وبالتالي فإن تركيا هي صمام الأمان وتعد عاملا إيجابيا ومؤثرا وليست طرفا للنزاع بقدر ما هي طرف لإرساء قنوات الاتصال.
على جانبٍ آخر، قال الخبير في العلاقات الدولية رائد المصري: "إن مطالبة حركة طالبان تركيا بالانسحاب من أفغانستان تعد تطورا على المستوى الأفغاني ويتعلق باتفاقية الدوحة والمرتبطة وهذا الأمر يندرج تحت لعبة أو محاولة الإستفراد بالحكم لأنه بات واضحاً أن حركة طالبان باتت تقوى على الساحة الأفغانية وأن هناك نوعا من الحالة السياسية الضعيفة نسبياً لمواجهة الحركة سواء من خلال الاستحقاقات الإنتخابية أو على مستوى السلطة والسيطرة العسكرية وبالتالي هذه المساحة من الفراغ التي تركتها الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تقبل حركة "طالبان" أن تأخذها دولة أخرى لتتقاسم مع الحركة المكانة والقوة، وهذا هو الواقع التي تريد أن تفرضه حركة "طالبان" في المنطقة وفي أفغانستان".
إعداد وتقديم: نوران عطاالله