وطالب العسكريون حينها بإعادة البلاد إلى المسار الصحيح وتجنيبها أي عواقب قد تطرأ على المشهد، وأن الدافع وراء رسالتهم هو التنبه لـ "المخاطر الجسيمة التي تهدد البلاد" نتيجة الأزمة المتفاقمة.
فيما حذر اقتصاديون من انهيار الوضع في تونس، خاصة مع التداعيات التي خلفتها جائحة كورونا وتراجع التصنيف الائتماني لتونس.
وقال العميد مختار بن نصر، أحد الموقعين على الرسالة، إنها لا علاقة لها بأي طرف سياسي.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك" أن المبادرة جاءت من طرف الجنرال محمد المؤدب، الذي اقترحها على المجموعة الموقعة، بعد تحليل عميق للوضع وفهم عميق لاستفحال الأزمة السياسية، والقناعة بأن رئيس الجمهورية الضامن للدستور، ورئيس مجلس الأمن القومي هو الوحيد القادر على تجميع مختلف الفرقاء، والدفع نحو حلحلة الأزمة.
وفيما يتعلق بالتفاعل مع المبادرة أو النتائج التي توصلت إليها، أوضح أنه لا يوجد أي تجاوب حتى الآن مع الرسالة، فيما ارتفعت أصوات مشابهة بعد طرحها تطالب الرئيس بحلحلة الأزمة من عدة أطراف سياسية وحقوقية ونقابية، ومن المجتمع المدني.
وأوضح أن السياسيين دخلوا في جدل "لجهلهم" بأبسط القوانين العسكرية، وتهيبوا من ضرب حياد المؤسسة العسكرية، بينما الرسالة قدمها عسكريون متقاعدون، لا ينتمون حتى لجيش الاحتياط.
وفي هذا الإطار قال عبد القادر ساكري، الخبير الاستراتيجي التونسي، إن رسالة بعض الضباط العسكريين المتقاعدين بمثابة حدث جديد على الساحة السياسية لأنها خرجت من ضباط متقاعدين.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك" أن الرسالة كانت موجهة إلى رئيس الجمهورية التونسية المنتخب وصاحب الشرعية الشعبية، وتضمنت بنودا واضحة في دعوة الرئيس إلى حوار مع رئيس البرلمان ورئيس الحكومة وتصفية المناخ السياسي.
وأوضح عبد القادر ساكري، أن تقاطع المبادرة مع رغبة الحزام البرلماني الحاكم بقيادة حزب النهضة الإسلامي، دفع الكثير من الأطراف السياسية لاعتبار رسالة الضباط المتقاعدين، طوق نجاة لحركة النهضة، وأنها على ارتباط بها.
الرسالة المفتوحة لرئيس الجمهورية، لم تكن لها نتيجة ملموسة من حيث موازين القوى السياسية، حيث استهجن العديد من الأطراف إمضاء المبادرة من طرف ضباط متقاعدين، خوفا من أن يكون ذلك مدخلا بإدخال المؤسسة العسكرية في الصراع السياسي.
ويرى أن أنصار النهضة الإسلامية حاولوا الركوب على هذه الرسالة، واستغلالها في دعم موقفهم من الحوار، وإذابة الجليد مع رئيس الجمهورية، في حين أن المعارضة الوطنية التقدمية اعتبرتها غير متوازنة.
وفي نهاية مايو/ آيار الماضي وتحت عنوان "مبادرة حل.. الأمل الأخير لإنقاذ تونس"، نشر العميد مختار بن نصير، الرئيس السابق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، مبادرة وقع عليها عدد من الضباط المتقاعدين، طالبوا خلالها بإعادة البلاد إلى المسار الصحيح وتجنب أي مخاطر قد تطرأ نتيجة أي صراع سياسي، مشددين على أن دافعهم الأول لتلك الرسالة هو "المخاطر الجسيمة التي تهدد البلاد".