وبحسب لجنة الصحة الوطنية الصينية، فقد منحت البلاد حتى يوم الجمعة أكثر من 990 مليون جرعة من اللقاحات في البلاد.
وبدأت الصين حملتها الوطنية للتطعيم بلقاح مضاد لفيروس "كورونا" المستجد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وعلى الرغم من أن بداية التطعيم كانت بطيئة، بسبب انخفاض استعداد الجمهور لتلقي اللقاح، نظرا لمدى السيطرة على الوباء، فقد شهدت البلاد ارتفاعا في الجرعات اليومية.
ومنذ شهر مايو/ أيار الماضي، بلغ عدد المتلقين للقاح في الصين أكثر من 10 ملايين يوميا، وأحيانا ضعف هذا الرقم، وذلك في أعقاب تفشي المرض المستمر غير المتوقع في مقاطعات لياونينغ في شمال شرق الصين، وآنهوي بشرق الصين، ومقاطعة قوانغدونغ في جنوب الصين.
وأكد الخبراء أن التعزيز المستمر في إنتاج لقاح فيروس "كورونا" المستجد، وبدء التطعيم السريع في الصين يعكس استجابة الحكومة السريعة في كل من أبحاث اللقاحات، وخطة التلقيح الشامل ضد تفشي المرض، كما أنه نتيجة لنظام الحوكمة عالي الكفاءة في الصين.
وقال رئيس جمعية صناعة اللقاحات الصينية، فنغ جوجيا، لـصحيفة "غلوبال تايمز" الصينية "إن هذا الإنجاز يشير إلى أن الصين لا تقترب فقط من الحماية المناعية المحلية الكاملة، وإنما تقدم أيضا مساهمة كبيرة في الحرب العالمية ضد الوباء".
وتابع أن "إمداد الصين الفعلي تجاوز الاستخدام المحلي بشكل كبير، وتواصل الصين تقديم جرعات في الخارج ".
وأشار فنغ إلى أن "التسجيل لتلقي اللقاح سيستمر بنشاط، نظرا لثقة الجمهور في اللقاحات الحكومية والصينية".
وشدد فنغ أن "ضمان معدل تطعيم أكثر من 80 بالمئة من السكان لم يعد مشكلة، ولكن ما يجب حله الآن هو كيفية ضمان توفير تأثير مناعي مثالي بعد التطعيم العام الكامل".
ووفقا لفنغ، فإنه يرى أنه "بالنسبة لدولة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، فإن الحصول على مليار جرعة من اللقاح هو مجرد خطوة أولى في بناء مناعة القطيع".
وأكد فنغ جوجيا أنه لا يوجد قلق كبير من فشل اللقاح نتيجة الانتشار المتزايد للسلالات المحورة لفيروس "كورونا" المستجد في جميع أنحاء العالم، منوها إلى أنه في الملاحظة التي أجراها الخبراء بعد ما يقرب من عام واحد، لم يتم رصد نقطة انعطاف واضحة في فعاليته".
وأردف: "حتى في أسوأ السيناريوهات، فقد بدأت الصين في إعداد لقاحات بسلالات متحولة، بحيث يمكن استخدام اللقاح الجديد بسرعة إذا لزم الأمر".
وأضاف: "لن يكون أبدا الحصول على جرعات مبكرة من اللقاح أمر غير ضروري، لأنه يوفر حماية مستدامة لنا".
من جانبه، قال عالم مناعة مقيم في بكين لصحيفة "غلوبال تايمز"، اليوم الأحد، والذي رفض عدم الكشف عن هويته، إنه "يجب على الصين أيضا تعزيز الاستثمار في أبحاث اللقاحات وتطويرها لتحسين المنتجات، وكذلك استكشاف أفضل إجراء للتطعيم لزيادة الفعالية".
ولفت إلى أن الخطوة التالية هي "تحسين اللقاحات حتى تتمكن من التعامل مع طفرات الفيروس، وكذلك جعلها آمنة لكبار السن".
وفي 27 مارس/ آذار الماضي، تجاوزت الصين عتبة إعطاء 100 مليون جرعة من لقاح (كوفيد-19)، وتسارعت وتيرة التطعيم منذ ذلك الحين، وسجلت الأرقام القياسية مرة أخرى في وقت لاحق، وفي 28 مايو تجاوز عدد التطعيمات في الصين 600 مليون جرعة، بعد خمسة أيام فقط من وصولها إلى 500 مليون، ليتم الحفاظ على المعدل السريع والعالي في التطعيم منذ ذلك الحين، حتى أصبحت 900 مليون جرعة في 14 يونيو، ثم مليار جرعة في 19 يونيو، أي بعد خمسة أيام فقط.
