وبحسب شوغالي، في بيان تحصلت "سبوتنيك" على نسخة منه، فإنه خلال الفترة ما بين العامين 2018 و 2019، حيث كان السودان يعاني من أزمة حبوب وخبز خانقة، أرسل رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين براً وبحراً أكثر من ثلاثة ملايين طن من الطحين الى السودان بهدف مساعدة الشعب السوداني.
وقال شوغالي إنه في العام الحالي أرسل يفغيني بريغوجين حوالي مليون سلة غذائية الى السودان بالإضافة إلى تقديم هدايا للأطفال السودانيين بمناسبة حلول عيد الفطر الماضي.
كما وأشار شوغالي إلى عملية توزيع الخبز المجاني التي تتم في عدد من الأفران في العاصمة السودانية الخرطوم وضواحيها وذلك كل يوم جمعة، وهي عبارة عن مساعدة مقدمة أيضاً من قبل رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين.
إلى جانب المساعدات الإنسانية قدمت مؤسسة حماية القيم الوطنية المشورة، وعدد من الدراسات المعمقة للسلطات والحكومة السودانية في العامين 2018 و2019 حول عدد من المشاريع الهامة، التي كان من الممكن أن تفيد السودان وتخرجه من عدد من المشكلات الاقتصادية، لو تم الأخذ بها والعمل بمقتضاها.
ومن بين المشاريع الاستثمارية المقترحة كان إنشاء خط سكة حديد يمتد من عاصمة السنغال داكار الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي في غرب أفريقيا إلى مدينة بورتسودان السودانية على البحر الأحمر.
وكذلك إقامة مجمع سياحي ضخم على ساحل البحر الأحمر، بالإضافة إلى عدد من المقترحات الخاصة بإنشاء مشاريع زراعية تنهض باقتصاد السودان.
وعلى ضوء أزمة سد النهضة في إثيوبيا، أوضح شوغالي أن مؤسسة حماية القيم الوطنية قدمت للحكومة السودانية في ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 مجموعة من التوصيات التي تم وضعها من قبل عدد من العلماء والمختصين الروس حول كيفية إدارة الموارد المائية السودانية، وتحديداً إدارة سلسلة السدود في السودان والتي تنظم تدفق المياه عبر النيلين الأزرق والأبيض، والتي بحال الإدارة السليمة لها يمكن أن تحل المشكلة المرتبطة بملء سد النهضة الإثيوبي مع ضمان استمرار تدفق المياه في نهر النيل من أثيوبيا حتى البحر الأبيض المتوسط في مصر.
ونوه شوغالي الى أن كل هذه التوصيات والمقترحات كان قد تم تسليمها الى الحكومة السودانية منذ عامين، مع كل التفاصيل الدقيقة والدراسات العلمية اللازمة، لكن السلطة التي أتت بعد سقوط نظام عمر البشير لم تأخذ بعين الإعتبار المقترحات والدراسات الروسية رغم جديتها وأهميتها.
وختم شوغالي مؤكدا على أنه يمكن نظرياً ملء سد النهضة دون أن يضر ذلك بالسودان أو مصر، ان تم تطبيق المقترحات والدراسات الروسية على الأرض.
تتوتر العلاقات بين أثيوبيا من جهة والسودان ومصر من جهة أخرى بسبب سد النهضة وعدم قدرة الأطراف على التوصل الى اتفاق حوله، مما يزيد من توتر المنطقة بشكل عام، لكن يبدو أن الأطراف لا تأخذ بعين الإعتبار كل الدراسات والمقترحات حول هذا الخصوص، ومن بينها الدراسات الروسية التي تم تقديمها منذ أكثر من عامين. ولذلك ربما يكون قد حان الوقت لإخراج هذه المقترحات من الأدراج واعادة الاطلاع عليها، لربما تساعد في التوصل الى اتفاق يرضي كافة الأطراف ويقي المنطقة خطر المزيد من الصراعات.