يرى مراقبون أن المصالح بين الدول تفرض تغييرات أو مناورات بالمواقف، والجميع يبحث عن مصالحه بما فيها تركيا، وقد شاهدنا أنقرة تقترب مجددا من السعودية والإمارات وقبلها تحركات نحو مصر وغيرها من الدول، وآخرها الاتفاق مع إثيوبيا والذي اعتبره بعض المراقبين موجها ضد مصر.
تركيا والعرب
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، ليست هناك أي علاقة أو رابط بين دول حوض النيل وبين علاقة تركيا بإثيوبيا.
وحول إمكانية التقارب العربي- التركي في المرحلة القادمة بعد الزيارات المتبادلة بين تركيا والإمارات والسودان وقبلهما مصر والسعودية، أوضح عضو العدالة والتنمية، أن الإجابة على هذا الطرح يجب أن تخرج من الجامعة العربية وليس من تركيا، مشيرا إلى أن التحركات التي تقوم بها أنقرة، هى عبارة عن تبادل مصالح مع كل دول العالم، وكما تبحث دول العالم عن مصالحها، أيضا تركيا تفعل نفس الشيء.
موقف ثابت
وأشار أتاجان إلى أن، تقارب المصالح لا يعني تقارب السياسات والأهداف، لأن تركيا لها موقف واضح جدا، وهذا يتضح من مواقفها سواء من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، بما في ذلك الدول العربية كلها، وما بها من ملفات سواء كانت في ليبيا أو سوريا، فالعلاقات لا تعتمد على الاقتصاد فقط، فيمكن أن تشمل الجانب العسكري، وإبرام تركيا اتفاقات أو تبادل زيارات مع إثيوبيا لا يعني أن هذا موجه ضد مصر على سبيل المثال.
تحسين العلاقات
من ناحيته أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، أن تركيا لا تستطيع أن تقوم بعقد اتفاق مع إثيوبيا ضد مصر، لأن أنقرة منذ فترة تحاول تحسين العلاقات مع القاهرة، وقد أرسلت نائب وزير الخارجية وحدثت مشاورات، علاوة على أن الرئيس التركي بدأ في التراجع عن بعض تصريحاته السابقة.
أزمة سد النهضة
وحول إمكانية أن تلعب تركيا دورا في أزمة سد النهضة قال بيومي، إذا تدخلت تركيا في أزمة سد النهضة يمكن أن تحاول لعب دور إيجابي، لأن إثيوبيا لن تفعل شيئا بالأمطار المتساقطة والتي تغذي، لا تستخدمها في الزراعة ولا في أشياء أخرى، فليس لدى إثيوبيا نظام ري، وبالتالي أي عاقل يحاول أن تكون له إسهامات إيجابية في تلك الأزمة.
تغيير الواقع
أما المدير التنفيذي للمجلس المصري للعلاقات الخارجية، السفير عزت سعد، فيرى أنه من الطبيعي في ظل الأزمة التي يعاني منها النظام الإثيوبي في الداخل أن يبحث عن متنفس له، في الوقت الذي يعاني فيه النظام التركي أيضا من مشاكل وأزمات داخلية، وهنا تبرز أهمية تلاقي المصالح بين الأطراف، مشيرا إلى أن التقارب التركي الإثيوبي لن يغير واقعا فيما يخص أزمة سد النهضة.
وأشار في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن تحركات الرئيس التركي في عدد الملفات هى نوع من المناورة، وهذا أمر طبيعي في العلاقات الدولية لتوصيل رسائل سواء كانت سلبية أو إيجابية.
وحول ما إذا كانت المرحلة القادمة سوف تشهد تطورا في العلاقات العربية- التركية، قال سعد: من خلال متابعتي لعلاقات تركيا مع دول الإقليم والعالم، أرى أنه من السابق لأوانه أن نحكم أن هناك مرحلة جديدة في تلك العلاقات رغم المؤشرات التي تحدث من جانب أنقرة والتي تحمل مقاربات بها نوع من التهدئة.
قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، إن زيارة رئيس الوزراء آبي أحمد إلى تركيا كانت ناجحة، وشهدت توقيع اتفاقيات عدة بين البلدين.
ووقعت الدولتان على اتفاقيات للتعاون فى مجال التنمية المائية والدفاع، وفقاً لما قاله المتحدث دينا مفتي في مؤتمره الأسبوعي.
وبحسب المتحدث، فقد أظهر القائدان التزاما لتعزيز العلاقات الثنائية فى المستقبل.
وقد عقدت مناقشات بين رئيس الوزراء والرئيس التركي حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والقضايا الإقليمية، وفقا للمتحدث.
وكان أحمد قال إن أديس أبابا تولي أهمية كبيرة للصداقة والشراكة مع تركيا، التي أكد أنها تتمتع بنفوذ دولي ولها دور في هيكلة العلاقات العالمية.
وكان أردوغان استقبل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قبل استقبال رئيس وزراء إثيوبيا، وعرض الوساطة لإنهاء التوتر بين الجارتين الأفريقيتين، فيما يوحي بأنه يولي أهمية لهذا الملف، تزامنا مع ركود مياه المصالحة مع مصر.
وأبدى أردوغان قلقه من التوتر بين السودان وإثيوبيا بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي.