وقال مصدر عسكري لمراسل "سبوتنيك" أن دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى حي (درعا البلد) يأتي في سياق تنفيذ بنود الاتفاق الأخير الذي تم إقراره ما بين الجانب الروسي وضباط من الجيش السوري، مع وجهاء من منطقة (درعا البلد) والقاضي بخروج المسلحين المتحصنين في الحي الرافضين للتسوية.
وقال مراسل "سبوتتيك" إن عناصر من اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، الخاضع لسيطرة القوات الروسية العاملة في سوريا، رافقوا أرتال الشرطة الروسية.
وفي وقت سابق، نقل مراسل "سبوتنيك" في درعا عن مصدر سوري مسؤول في المحافظة، أنه تم تجهيز كافة الاستعدادات اللازمة لتنفيذ الاتفاق المتعلق بملف حي (درعا البلد).
وأضاف المصدر: "تم تكليف لجان أمنية لتسوية أوضاع المطلوبين، بالإضافة إلى تجهيز (باصات النقل الداخلي الخضراء) لترحيل المسلحين الرافضين للاتفاق، إضافة إلى المتطلبات اللوجستية الأخرى عبر معبر "السرايا" في محيط الحي، وذلك بحضور دوريات الشرطة العسكرية الروسية، كما تم أيضا تجهيز مقر لرصد عمليات الخروقات لقرار وقف إطلاق النار".
ويتضمن الاتفاق الذي قدمه الجانب الروسي والذي يتوزع على عدة بنود ونقاط، من ضمنها التزام المجموعات المسلحة في (حي درعا البلد) بتسليم أسلحتها للدولة السورية امتثالا لبنود اتفاق المصالحة الذي عقد برعاية روسية في 2018، وخروج المسلحين الرافضين للاتفاق نحو مناطق سيطرة "جبهة النصرة" شمالي سوريا، إضافة إلى بنود تقنية أخرى تضمن عودة الأمان والاستقرار إلى الحي الذي تسيطر عليه تلك المجموعات.
وخلال الأسبوعين الأخيرين، جرت اشتباكات متقطعة للجيش السوري مع المجموعات المسلحة في درعا، إثر قيام المجموعات المسلحة بالاعتداء على نقاطه بمحيط (حي درعا البلد) مطلع أغسطس/آب الجاري، ليلي ذلك توافد أرتال من القوى الأمنية مدعومة بوحدات ثقيلة من الجيش السوري إلى المدينة، بهدف ضبط الفلتان الأمني وعمليات الاغتيال المستمرة في هذه المحافظة المحاذية للحدود مع المملكة الأردنية، ومنطقة الجولان التي يحتلها الجيش الإسرائيلي.
وخلال شهر يوليو/ تموز الماضي، قتل نحو 70 مواطنا في درعا، معظمهم قضى في عمليات اغتيال نفذها إرهابيون استهدفوا عناصر الجيش والقوى الأمنية والوحدات الشعبية، كما طالت الاغتيالات عوائل تمت تصفية أفرادها بزعم أن أحد أفرادها يعمل في الحكومة السورية.