وزير النفط: "إمبراطورية الكذب" تقوم بتجويع الشعب السوري
© Sputnik . Muhammad Alnajm
تابعنا عبر
عبرت أوساط سورية وروسية عن أملها بعودة السيطرة السورية على حقول النفط في منطقة الجزيرة السورية (شرق نهر الفرات).
وأشارت هذه الأوساط إلى أن الاحتلال الأمريكي يسرق النفط السوري فيما يعاني الشعب السوري أزمة خانقة في قطاع الوقود والطاقة.
ولم يكن معرض سورية الدولي للبترول والغاز والطاقة "سيربيترو 2022" الذي انطلق في مدينة المعارض بدمشق بعيداً عن سياق هذا الحديث الذي يترافق مع استمرار "سياسة الخنق" الاقتصادي التي تتبعها الولايات المتحدة والدول الغربية ضد سوريا، من خلال الحصار النفطي على البلاد فضلاً عن سيطرة قوات الاحتلال الأمريكي على أهم وأغزر حقول النفط والغاز في الشرق السوري والتي تحرم الدولة السورية والشعب السوري من هذه الثروة الهامة لحل مشكلة الطاقة التي تعاني منها سورية منذ سنوات عدة.
الاحتلال الأمريكي يقوم بتجويع الشعب السوري
في هذا السياق وخلال مؤتمر صحفي في افتتاح المعرض أشار وزير النفط السوري المهندس بسام طعمة في رده على سؤال لمراسل وكالة "سبوتنيك" حول حقول نفط شرق سوريا إلى أن "الاحتلال الأمريكي للجزيرة السورية هو سبب معاناة السوريين، ويجب ألا ننسى أن سبب الأزمة الحالية في سورية بمجال الطاقة والغذاء وهو الاحتلال الأمريكي".
وأضاف الوزير طعمة: "الاحتلال الأمريكي يقوم بسرقة النفط والقمح السوري، وإن امبراطورية الكذب (الأمريكية) تقوم بتجويع الشعب السوري".
وأردف الوزير السوري قائلاً: "لدى الجيش العربي السوري الإرادة والقدرة على بسط السيطرة على هذه المنطقة لكي تعود خيراتها إلى الشعب السوري".
وزير النفط: إمبراطورية الكذب (الأمريكية) تقوم بتجويع الشعب السوري
© Sputnik . Muhammad Alnajm
وحول سؤال آخر لـ "سبوتنيك" حول التعاون بين سوريا وروسيا في مجال النفط والغاز رد الوزير طعمة بالقول: "التعاون مع الجانب الروسي مهم، ولدينا مجموعة من العقود التي يتم تنفيذها مع الشركات الروسية، وهي مشاريع في غاية الأهمية"، منوهاً بأن "التعاون في هذا المجال يقتصر على الشركات الصديقة فقط".
سوخوف: القمة الثلاثية في طهران حملت تطور إيجابياً
في هذا السياق أيضاً أشار مستشار السفير الروسي ومدير المركز الثقافي الروسي في دمشق نيكولاي سوخوف في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك" إلى أن "معظم حقول النفط اليوم تقع تحت السيطرة الأمريكية للأسف"، ولفت إلى أن "القمة الثلاثية في طهران حملت تطورا إيجابياً بالنسبة لسوريا حول هذه الحقول والتي من شأنها تزويد مجالات الاقتصاد السوري بالطاقة النفطية".
وزير النفط: إمبراطورية الكذب (الأمريكية) تقوم بتجويع الشعب السوري
© Sputnik . Muhammad Alnajm
وتعليقا على دعوة الرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (في قمة طهران الثلاثية) إلى ضرورة بسط سيطرة الدولة السورية على منطقة شرق نهر الفرات، قال سوخوف: "طبعاً هذا شيء منطقي وهو تصريح سياسي من أعلى مستوى روسي أثناء لقاء رؤساء روسيا وإيران وتركيا، فروسيا وإيران تبذلان جهودهما لإعادة سيطرة سوريا على كل أراضيها واستعادة ثرواتها النفطية والزراعية وهذا مهم جداً".
وأضاف: "أثناء هذه القمة تناولت المحادثات عدم التدخل التركي في الأراضي السورية حتى يتمكن الشعب السوري بمساعدة حلفائه وحكومته من طرد الاحتلال الأمريكي وعملائه من الأراضي السورية".
وحول التعاون القائم بين سوريا وروسيا في مجال النفط والغاز بيّن شوخوف أن "هناك تنسيقا وتعاونا تقنيا وعلما بين البلدين" مضيفاً أن "مشاركة المركز الثقافي الروسي في المعرض تأتي في سياق التعريف بحركة المعارض السورية لدى السوق الروسية وعبر المجال الإعلامي الروسي، وقال: "من المهم في أي مجال وليس فقط مجال النفط أن يعرف الروس أن هناك حركة ومعارض وفرص للتعاون المثمر والرابح للجميع، ويجب تنشيط وتشجيع الشركات الروسية للوصول إلى السوق السورية للعمل المشترك مع الشركات السورية وأنا أرى أن هناك فرصا مهمة وكثيرة ومهمة للتعاون وهي بحاجة إلى تسويق".
وزير النفط: إمبراطورية الكذب (الأمريكية) تقوم بتجويع الشعب السوري
© Sputnik . Muhammad Alnajm
وتابع: "نحن نشارك في هذا المعرض كمركز ثقافي روسي مع مجلس الأعمال السوري الروسي لندعمه في تطوير عملية الإنتاج عموماً لاسيما ما يتعلق بتقنيات صناعة النفط، وهذا أمر مهم جداً، فسابقاً قام الاتحاد السوفياتي مساعدة سوريا في تطوير حقول وصناعة النفط، والآن الوقت مناسب للتعاون السوري والروسي في مجال استخراج وتكرير النفط، فهناك مصانع وخبراء روس موجودين حالياً في سوريا".
أحمد: الفترة القادمة تحمل معها الكثير من الآمال
بدوره قال مستشار المركز الثقافي الروسي بدمشق علي أحمد لوكالة "سبوتنيك": "الحديث في المعرض له آماله وآلامه لكن لاشك بأن الآمال أصبحت أكبر بكثير خاصة بعد لقاء الدول الضامنة لمسار أستانا وما تضمنه البيان الختامي لرؤساء روسيا وإيران وتركيا، فمن الواضح أن هناك ملامح برنامج عمل يتعلق بشمال شرق سوريا".
وزير النفط: إمبراطورية الكذب (الأمريكية) تقوم بتجويع الشعب السوري
© Sputnik . Muhammad Alnajm
وتابع: "فيما يتعلق بالتنسيق السوري الروسي إن كان على المستوى التقني أو المستوى التجاري والعلمي والمستويات الأخرى الاقتصادية والثقافية، وحتى لو لم يكن في المعرض حضوراً مباشراً لشركات روسية، لكن هناك تمثيل لهذه الشركات سواء من خلال الوكالات أو من خلال الشركات السورية والمؤسسات العلمية التي تتعاون بشكل مباشر مع الجانب الروسي، فالحضور المعرفي والعلمي الروسي بالتأكيد موجود في العمق في كثير مما ينتج في سوريا".
وقال أحمد: "فيما يتعلق بنا كمركز ثقافي روسي باعتبارنا معنيين بالشأن الاقتصادي والعلمي والتطويري نعتبر أن من واجبنا أن ندعم أي علاقات تقدم شيئاً لسوريا، ونحن حاضرون هنا من خلال مجلس الأعمال السوري الروسي ومن خلال الحضور غير المباشر للشركات الروسية، وأعتقد أن الفترة القادمة تحمل معها الكثير من الآمال لسوريا لاسيما في في منطقة شمال شرق سوريا، وكذلك حين نتحدث عن استكشافات جديدة خاصة في موضوع الطاقة الأحفورية والطاقة المتجددة، وهذا الموضوع من المواضيع المهمة في سوريا والتي إذا تم حلها ستفتح آفاقاً لكل أنواع الإنتاج والاستثمار فيها وسترفع على مستوى معيشة المواطن وأيضاً على مستوى الاستثمار الصناعي".
مجلس الأعمال السوري الروسي: نخطط لإقامة معارض مشتركة
وفي الإشارة إلى المشاركة الروسية في المعرض قالت الدكتورة مروة إيتوني رئيسة سيدات الأعمال الصناعيات وعضو مجلس الأعمال السوري الروسي في تصريح لـ سبوتنيك: "نشارك في هذا المعرض بجناح خاص بمجلس الأعمال السوري الروسي من خلال شركة تطوير النظم الصناعية التجارية DICS وهي الشركة الوحيدة في القطاع الخاص السوري لتصنيع أسطوانات الغاز وكذلك من خلال مشاركة شركةOPTIMAL INDUCTION المتخصصة في توفير الطاقة، حيث نعرض صناعاتنا الوطنية في سوريا".
وزير النفط: إمبراطورية الكذب (الأمريكية) تقوم بتجويع الشعب السوري
© Sputnik . Muhammad Alnajm
وتابعت: "نخطط لإقامة معارض مشتركة سورية روسية ونأمل بأن يكون هناك تعاون بين القطاع الخاص في البلدين في المجالات الاقتصادي والزراعية والسياحية والثقافية وهذا ما نعمل عليه في المجلس".
وحول آفاق التعاون مع الجانب الروسي قالت: "نأمل ذلك وهذا ما لمسناه من حضور السيد نيكولاي سوخوف مدير المركز الثقافي الروسي في دمشق الذي أكد ضرورة تشجيع التعاون بين القطاع الخاص في البلدين" وأضافت: "تمثل المجلس في هذا الجناح كل
بدوره قال الدكتور أحمد قنطقجي عضو مجلس رجال الأعمال السوري الروسي في تصريح لـ سبوتنيك: "مجلس الأعمال السوري الروسي يفتح أفق تعاون كبير بين رجال الأعمال والصناعيين السوريين والروس ومن شأن ذلك مواكبة التطور ومن ثم التصدير إلى روسيا ونحاول استيراد ما هم مهم من روسيا".
وأضاف: "نشارك في هذا الجناح من خلال شركتين ونحن كأعضاء مجلس هناك معمل لتصنيع أسطوانات الغاز وهو الوحيد في سوريا في القطاع الخاص وشركة "أوبتيمال إندكشن" المتخصصة بتجميع تقنية رفع كفاءة الوقود الأحفوري الموجود في سوريا والذي يستخدم فيها، وهما شركتان وطنيتان سوريتان بخبرات وطنية وبعمال وطنيين ورأسمال سوري، ونتلقى الدعم من مجلس الأعمال السوري الروسي لنا الدعم من خلال المركز الثقافي الروسي ومؤسسة التعاون السوري الروسي وسعادة السفير الروسي".
تعاون علمي وتقني بين سوريا وروسيا
لم يقتصر التعاون بين سوريا وروسيا على مجال التنقيب والاستكشاف في مجال النفط والغاز بل يتعدى ذلك إلى المستوى التقني والعلمي.
في هذا الإطار صرح مكزون علي رئيس دائرة الإعلام في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بالقول: "وقع المعهد مؤخراً اتفاقيتين مع كل من جامعة سان بيتربورغ الحكومية ومعهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، ونحضر للتوقيع مع جامعة "بوليتكنيك" سان بيتربورغ وجامعة ياروسلافل، حيث تنص هذه الاتفاقيات على تبادل الخبرات والطلاب والمدرسين للاستفادة من المخابر الموجودة لدى كلا الجانبين، وسيتم تنفيذ هذه الاتفاقيات في الفترة القريبة القادمة، وسنلمس تغيراً نوعياً بمستوى التدريس في البلدين من خلال تبادل الخبرات بين الجانبين، بالإضافة إلى أننا سنتواصل مع جامعة موسكو الحكومية".
سبق سوري في اختصار زمن التفسير السايزمي
وفقاً لما ذكره الخبراء السوريون، لم تقتصر الشركات السورية العاملة في مجال النفط على الاستعانة بالتقنيات والمعطيات العلمية الموجودة في السوق العالمية بل عملت على تطويرها من خلال الخبرات والكفاءات السورية الموجودة لديها.
في هذا السياق قال المهندس رائد شاهين رئيس مجلس إدارة شركة إيبلا للنفط والغاز في تصريح لوكالة "سبوتنيك": "كل الشركات النفطية تقوم بخدمات الاستكشاف لكن ما يميز شركة إيبلا هي دخول كودات جديدة للاستكشاف من خلال الكوادر العاملة معنا ولم يسبقنا إلى ذلك أحد في الوطن العربي، وهي كودات موجودة من خلال خبرائنا، فالكودات الاستكشافية تختصر زمن التفسير السايزمي الذي يمكن القيام به لمعرفة محتوى الطبقات الأرضية من الهيدروكربون ولأول مرة يستخدم في ذلك الذكاء الصناعي".
في تفاصيل هذا الشأن أيضاً صرح الدكتور معتز الرياحي الاستشاري في شركة إيبلا بالقول: "اليوم وضمن التطورات الجديدة في قطاع النفط والغاز اختلفت آليات الاستكشاف بمقدار 180 درجة عن السابق، فما كان صالحاً منذ سنة أو سنتين لم يعد يصلح حالياً، فالتوجه الآن يصب نحو الطاقات البديلة والاستثمارات في الوقود الأحفوري، وهذا يحتم علينا الاتجاه نحو تسريع تخفيف تكلفة الاستكشاف".
"انطلاقاً من ذلك توجهت الشركة إلى أن نكون سباقين في إدخال تقنيات التعلم الآلي والذكاء الصنعي في عالم استكشاف النفط والغاز، فاليوم الذكاء الصنعي والبرمجة هما جزء أساسي في أي عمل جيولوجي أو استكشافي، فما نقدمه اليوم هو تطوير كودات برمجية تسريع عبر سوفت ويرات يتم العمل عليها لتسريع عملية الاستكشاف وتحديد دقة أعلى، فإذا كنا بحاجة في التفسير السايزمي والتكتوني إلى فترة 70 -90 يوم (وهي الفترة المعتادة عادة عالمياً) يمكن اختصار هذه المدة إلى عشرة أيام، وهذا يمثل سبقاً في عالم التنقيب والاستكشاف".
وتابع قائلاُ: "إلى جانب ذلك وفي بعض المناطق التي تظهر فيها صعوبة في التنقيب لدينا من خلال الكودات البرمجية شواردهيدروكربونية ضمن مناطق محدودة أو ضمن ظروف جيولوجية صعبة، ومن خلال الكودات البرمية الجديدة نستطيع إعادة بناء الوضع الجيولوجي وإعادة بناء نمذجة كاملة للمنطقة بشكل دقيق بما يسرع عملية الاستكشاف ويخفض التكاليف وتحقيق نتائج مضمونة يبنى عليها استراتيجيات الاستكشاف في أي شركة".
وأردف: "وقد طورنا الكودات البرمجية بخبرات سورية فالعلم في النهاية اليوم هو نتيجة تراكمية وقد استفدنا بما قدم في العالم ثم أعدنا تطوير الكودات بما يتناسب مع عملنا، فالظروف الجيولوجية مختلفة في كل بلد ولكل بلد خصوصيته ووضعه التكتوني ولذلك نحن قمنا بإعادة برمجة الكودرات ليتناسب مع الوضع الخاص فينا، ولذلك قمنا بإعادة صياغة كودات مكتبة من الكودات البرمجية الخاصة بالأعمال الاستكشافية".
إقبال متزايد على دراسة هندسة البترول
على خلاف توقعات القائمين على الجامعات السورية بانخفاض عدد الطلاب المقبلين على دراسة هندسة البترول بعد خروج حقول شمال شرق سوريا عن سيطرة الحكومة السورية شهدت أعداد الطلاب المقبلين على دراسة هذا الاختصاص زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة.
22 يوليو 2022, 11:45 GMT
وصرحت لوكالة "سبوتنيك" عن ذلك أستاذة الكيمياء في الجامعة السورية الخاصة هناء حلواني بقولها: "في العام الماضي استقبلنا 200 طالب في الجامعة السورية الخاصة في السنة الأولى، وكنا نتوقع عدداً أقل بعد خروج حقول النفط في منطقة الجزيرة عن سيطرة الدولة السورية بسبب الاحتلال الأمريكي، ومع ذلك وجدنا إصراراً كبيراً من الطلاب لللإقبال على دراسة هندسة البترول وكلهم أمل بتحرير هذه الحقول وبعودة المشتقات النفطية لسوريا مجدداً".
وأضافت: نأمل بمساعدة روسيا أن نتمكن من استكشاف الثروة الغازية تحت مياه البحر المتوسط، ونحن بحاجة إلى خبرات عالمية أعلى تسبقنا في هذا المجال كالخبرات الروسية، بالإضافة إلى خبراتنا الوطنية وبالتعاون معهم سنصل إلى مراحل أفضل".
يشار إلى أن معرض سورية الدولي للبترول والغاز والطاقة "سيربيترو 2022”" الذي تنظمه مجموعة مشهداني للمعارض والمؤتمرات شهد هذا العام مشاركة 60 شركة محلية متخصصة في الصناعات النفطية وعمليات التنقيب والدراسات والاستشارات.
ووفقاً لما ذكره مدير الشركة المنظمة للمعرض خلف مشهداني يشكل معرض "سيربيترو" فرصة لعقد الصفقات وإبرام العقود المتعلقة بصناعة النفط والغاز وخدماتهما وهو يقدم في الوقت نفسه منصة نموذجية لعرض أحدث التقنيات والابتكارات التي تخص القطاع النفطي" مشيراً إلى أن المعرض "سيكون متاحاً افتراضياً لمن لم تمكنهم الظروف من الحضور أو المشاركة".
وتشارك في الدورة الحالية للمعرض /60/ شركة محلية ودولية متخصصة في الصناعات النفطية وعمليات التنقيب والدراسات والاستشارات.
