https://sputnikarabic.ae/20220815/بعد-دعوة-الصدر-لتظاهرات-جديدة-هل-يتجه-العراق-إلى-الهاوية؟-1066445219.html
بعد دعوة الصدر لتظاهرات جديدة.. هل يتجه العراق إلى الهاوية؟
بعد دعوة الصدر لتظاهرات جديدة.. هل يتجه العراق إلى الهاوية؟
سبوتنيك عربي
مع مرور الوقت تتعقد الأزمة السياسية في العراق وتتلاشى الحلول السياسية واحدة تلو الأخرى في ظل سيناريوهات التصعيد بين طرفي الصراع التيار الصدري والإطار التنسيقي،... 15.08.2022, سبوتنيك عربي
2022-08-15T15:58+0000
2022-08-15T15:58+0000
2022-08-15T15:58+0000
العراق
أخبار العراق اليوم
العالم العربي
https://cdn1.img.sputnikarabic.ae/img/07e6/08/01/1065865201_0:196:3000:1884_1920x0_80_0_0_e475ef013815f2a96c1add77f6f41801.jpg
يرى مراقبون أن هناك تصلبا في المواقف من جانب الفصيلين الشيعيين، وأن الجلوس إلى الحوار ربما يكون بعيدا في الوقت الذي يرى فيه البعض أن الاشتباكات التي قد تكون مسلحة واردة في المشهد وإن كانت مؤجلة رغم ضعف الدور الإيراني في تلك المرحلة، والشىء الذي لا يزال يمثل بارقة أمل في تلك الأزمة هو الدور الذي تلعبه المبعوثة الأممي بلاسخارتبداية تقول الأكاديمية و الباحثة العراقية، رنا علوان، على الرغم من أن الصدر هو حجز زاوية وركيزة أساسية منذ نظام الاحتلال الأمريكي 2003 وبارك جميع الحكومات منذ الغزو حتى الانتخابات الاخيرة، هناك صراع نفوذ وهيمنة على القرار السياسي والمقدرات الاقتصادية بين الفصائل ذات التوجه الواحد.الصدر والثورةوأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك": "بعد اندلاع ثورة تشرين/أكتوبر 2019، حاول الصدر ركوب موجتها و تصدير فكرة أن تياره هو من أشعل فتيل الثورة، حيث استغل "التيار" فترة الإغلاق العام نتيجة لجائحة كورونا و سلطوا ميليشياتهم وقتلتهم لمهاجمة الثوار المعتصمين بالخيام واغتيالهم و مطاردة البعض الآخر وذلك بدعم و تناغم مع جهاز سيادي عراقي كان يزودهم بكافة المعلومات الشخصية للثوار والناشطين.وتابعت علوان، من هنا لمسنا التحالف الخفي مابين تيار مقتدى الصدر و الجهاز السيادي الذي كان يقوده رئيس الحكومة الحالي، وبعد طرح عدد من الأسماء بارك الصدر حكومة الكاظمي عن طريق ممارسة الضغط على شركائه فوافقوا على تسلم الكاظمي رئاسة الحكومة ولكن على مضض والتي كانت من أهم واجباتها تنظيم انتخابات مبكرة، وهنا بدأت ملامح المشروع الأمريكي تتضح جليا، بتوجيه البرلمان وقتها لسن قانون انتخابات مفصل على مقاس القوى المتعاونة مع المشروع الأمريكي التي ستشكل الأغلبية في البرلمان القادم.قانون الانتخاباتوأشارت الباحثة السياسية إلى أن "الصدريين احتفلوا بعد ذلك في الساحات بانتصارهم بسن قانون الانتخابات الجديد علي يد حكومة الكاظمي، ويبدو أن إخوتهم ممن أطلقوا على أنفسهم الإطار التنسيقي فيما بعد لم ينتبهوا لخديعة الصدر لهم، لأنهم كانوا متوقعين أنهم سيتحالفون بعد الانتخابات كما في سالف المرات، وجاءت دعوتنا كثوار لمقاطعة الانتخابات بمثابة الضربة القاصمة للجميع وبالتحديد للصدر".وأوضحت علوان: "رغم حصول الصدر على 73 مقعدا إلا أنه لم يستطع أحد منهم أن يحصل على الأغلبية لتشكيل الحكومة، فكان الصدر أول من ركل الدستور الذي شرعه بريمر سيء الصيت بمخالفته وانتهاكه المدد الدستورية، وكلنا يعرف ما تلاه من أحداث انتهت بانسحابه واستقالة نوابه، و حفاظا على ماء وجهه للخروج من ورطة تسرعه المعتاد، أخذ يؤجج الشارع ليوحي للعالم إنه الزعيم الوطني الذي يلتف حوله الشعب.صراع الهيمنةواستطردت: بالمقابل غريمه الإطار التنسيقي غير قادر على تشكيل حكومة وغير قادر على لم شمل البرلمان لعقده في رواقه الدستوري، وبعد عجزه أخذ يستخدم شارعه لمجابهة شارع الصدر، من هنا يتبين أن الصراع هو صراع مصالح ونفوذ وهيمنة على الدولة وتسخيرها لمصلحته، عاجلا أم اجلا سيتواجهان "السلاح بالسلاح" وسيقضي أحدهما على الآخر".وأكدت علوان أن "الشعب الحر لن ينجر خلف صراعهما وسيقول كلمته في الوقت المناسب، فلا يزال الطرفان يتمتعان بمطاطية نسبية لتأخير المواجهة وما زالت هناك منطقة أمان تفصل بين أتباع الجهتين، لكن شرارة المواجهة من الممكن أن تشتعل في أي وقت تاركة وراءها حطاما أسود".تصعيد متبادلمن جانبه يقول الأمين العام للائتلاف الوطني لإنقاذ العراق، الدكتور خالد النعيمي، إن التطورات التي حدثت خلال الأسابيع الماضية في العراق، خاصة بعد انسحاب نواب التيار الصدري من البرلمان احتجاجا على إصرار جماعة الإطار وهي مجموعة أحزاب وقوى شيعية تحالفت تحت هذا المسمى بهدف إفشال مساعي مقتدى الصدر لتشكيل حكومة ائتلافية بعيدة عن المحاصصة من خلال تحالف أطلق عليه "إنقاذ وطن" بمشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البرزاني وتحالف السيادة برئاسة الخنجر - الحلبوسي ، من خلال استخدام ما يسمى الثلث المعطل وهو مبدأ استحدثته المحكمة الاتحادية كشرط لانتخاب رئيس الجمهورية في البرلمان ويعني حصول موافقة الثلثين زائد واحد من الأعضاء".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، لقد حاولت جماعة الإطار استغلال انسحاب جماعة مقتدى الصدر لملء الفراغ، من خلال صعود نواب تابعين لهم كبدلاء للنواب الصدريين المنسحبين، وكذلك ترشيح رئيس وزراء من جماعتهم والدعوة لعقد جلسة لمجلس النواب لتمرير انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، الأمر الذي أثار غضب وامتعاض الصدر، واعتبر هذا التصرف من قبل جماعة الإطار استهانة بدور التيار الصدري ومكانته في الشارع العراقي، ومحاولة خبيثة ومرفوضة من قبل القوى الشيعية الخاسرة في الانتخابات للتحكم في العملية السياسية وهذا ما يرفضه تماما".المواجهة المحتملةوتابع النعيمي، بعد تلك الخطوات التي قام بها الإطار والتي استفزت التيار الصدري، قام التيار بالدعوة لصلاة الجمعة الموحدة في مدينة الصدر وبحشد كبير ليوصل رسالة أولية لمناوئيه بأن جمهوره ومؤيديه لهم الثقل الأكبر في الشارع، ولما لم يُعر الطرف المقابل أي أهمية لذلك بل صدرت تصريحات مناوئة، خاصة من قبل نوري المالكي أمين عام حزب الدعوة، وفيها نوع من التحدي للصدر واتباعه، لذلك قام الصدر بتوجيه جماعته لاقتحام المنطقة الخضراء والسيطرة على مبنى مجلس النواب بحشود بشرية هائلة لمنع انعقاد أي جلسة بدون موافقته، وقد دخلت بدون أي عقبات أو موانع من قبل القوات الحكومية المسؤولة عن تأمين وحماية مقرات ومؤسسات الحكومة المهمة ولكن هذه المرة بتنظيم وانضباط عال".واستطرد: في مقابل تحركات الصدر في الشارع بدأت مجموعات الإطار بدعوة جماهيرها للتظاهر والتجمع أمام أسوار المنطقة الخضراء، لينتقل الصراع من الأطر الرسمية ومجلس النواب إلى الشارع بين طرفين شيعيين، وصلت الخلافات بينهما حد الاحتقان، رافقتها الهتافات والشعارات والتهديد والتنديد بديلا عن صوت الحوار، لذا بات ضبط هذا الإيقاع والسيطرة عليه أمرا مشكوك به، وقد تحدث مناوشات أو اشتباكات قد تتحول لا سمح الله إلى استخدام السلاح، وهذا ما تخشاه وتترقبه شرائح كثيرة من المواطنين، خاصة وأن الطرفين يمتلكون ميليشيات مسلحة".ترقب وانتظارولفت النعيمي إلى أنه رغم الانسداد في المشهد إلا أنه يبقى دور المساعي التي تقوم بها ممثلة الأمم المتحدة في العراق بلاسخارت، إضافة إلى التأثيرات الإقليمية والدولية خاصة الدور الإيراني الذي أصبح هذه المرة أقل تأثيرا على الأطراف الشيعية بعد غياب قاسم سليماني عن المشهد العراقي، وهنا يمكن وصف الحالة الآن بحالة ترقب وانتظار، ولكن الذي ينبأ بالخطر هو تصريحات نوري المالكي وتصعيده المتعمد باستفزاز مقتدى الصدر، الأمر الذي قد يدعو بعض أطراف الإطار، خاصة العامري والعبادي بعد تأييدهم دعوة الصدر لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة للابتعاد عن المالكي، وهذا قد يكون مخرجا للأزمة".حدد التيار الصدري في العراق، السبت المقبل، موعدا لتظاهراته "المليونية"، التي دعا إليها مؤخرا، مشددا على ضرورة "التجمع بساحة التحرير ثم المسير لساحة الاحتفالات".وقال صالح محمد العراقي وزير الصدر، عبر حسابه على تويتر، إن "المظاهرة السبت المقبل والتجمع بساحة التحرير ثم المسير لساحة الاحتفالات"، مشيرا إلى أن "الصدر أكد أن تكون المظاهرة سلمية ولا مثيل لها من حيث العدد".ويعاني العراق منذ إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021 من أزمة سياسية حادة، حيث لم تفض المشاورات بين الأطراف السياسية لتسمية رئيس للوزراء إلى نتيجة.ودعا الصدر، في وقت سابق، إلى حل البرلمان الحالي وإجراء انتخابات مبكرة، معبرًا عن رفضه الدخول في الحوار الذي دعا له رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لحل الخلاف السياسي حول تشكيل الحكومة الجديدة.فيما رفض زعيم ائتلاف "دولة القانون" في العراق نوري المالكي، دعوة زعيم التيار الصدري لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، مشترطا عودة البرلمان إلى الانعقاد ومناقشة تلك المطالب.من جانبه، أعلن "الإطار التنسيقي" في العراق، دعمه لأي مسار دستوري لمعالجة الأزمات السياسية وتحقيق مصالح الشعب بما في ذلك الانتخابات المبكرة بعد تحقيق الإجماع الوطني وتوفير الأجواء الآمنة.ونظم المتظاهرون المؤيدون للتيار الصدري احتجاجات داخل المنطقة الخضراء في بغداد، اعتراضا على ترشيح تحالف "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني، لمنصب رئيس الحكومة.
https://sputnikarabic.ae/20220814/التيار-الصدري-في-العراق-يتهم-الإطار-التنسيقي-بـقصف-أربيل-والأنبار-1066404903.html
https://sputnikarabic.ae/20220814/مجلس-القضاء-الأعلى-العراقي-ردا-على-الصدر-لا-نمتلك-صلاحية-حل-مجلس-النواب-1066382582.html
العراق
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
2022
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
العراق, أخبار العراق اليوم, العالم العربي
العراق, أخبار العراق اليوم, العالم العربي
بعد دعوة الصدر لتظاهرات جديدة.. هل يتجه العراق إلى الهاوية؟
مع مرور الوقت تتعقد الأزمة السياسية في العراق وتتلاشى الحلول السياسية واحدة تلو الأخرى في ظل سيناريوهات التصعيد بين طرفي الصراع التيار الصدري والإطار التنسيقي، والتي كان آخرها إعلان التيار عن مليونية حاشدة السبت القادم.
يرى مراقبون أن هناك تصلبا في المواقف من جانب الفصيلين الشيعيين، وأن الجلوس إلى الحوار ربما يكون بعيدا في الوقت الذي يرى فيه البعض أن الاشتباكات التي قد تكون مسلحة واردة في المشهد وإن كانت مؤجلة رغم ضعف الدور الإيراني في تلك المرحلة، والشىء الذي لا يزال يمثل بارقة أمل في تلك الأزمة هو الدور الذي تلعبه المبعوثة الأممي بلاسخارت
بداية تقول الأكاديمية و الباحثة العراقية، رنا علوان، على الرغم من أن الصدر هو حجز زاوية وركيزة أساسية منذ نظام الاحتلال الأمريكي 2003 وبارك جميع الحكومات منذ الغزو حتى الانتخابات الاخيرة، هناك
صراع نفوذ وهيمنة على القرار السياسي والمقدرات الاقتصادية بين الفصائل ذات التوجه الواحد.
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك": "بعد اندلاع ثورة تشرين/أكتوبر 2019، حاول الصدر ركوب موجتها و تصدير فكرة أن تياره هو من أشعل فتيل الثورة، حيث استغل "التيار" فترة الإغلاق العام نتيجة لجائحة كورونا و سلطوا ميليشياتهم وقتلتهم لمهاجمة الثوار المعتصمين بالخيام واغتيالهم و مطاردة البعض الآخر وذلك بدعم و تناغم مع جهاز سيادي عراقي كان يزودهم بكافة المعلومات الشخصية للثوار والناشطين.
وتابعت علوان، من هنا لمسنا التحالف الخفي مابين تيار مقتدى الصدر و الجهاز السيادي الذي كان يقوده رئيس الحكومة الحالي، وبعد طرح عدد من الأسماء بارك الصدر حكومة الكاظمي عن طريق
ممارسة الضغط على شركائه فوافقوا على تسلم الكاظمي رئاسة الحكومة ولكن على مضض والتي كانت من أهم واجباتها تنظيم انتخابات مبكرة، وهنا بدأت ملامح المشروع الأمريكي تتضح جليا، بتوجيه البرلمان وقتها لسن قانون انتخابات مفصل على مقاس القوى المتعاونة مع المشروع الأمريكي التي ستشكل الأغلبية في البرلمان القادم.
وأشارت الباحثة السياسية إلى أن "الصدريين احتفلوا بعد ذلك في الساحات بانتصارهم بسن قانون الانتخابات الجديد علي يد حكومة الكاظمي، ويبدو أن إخوتهم ممن أطلقوا على أنفسهم الإطار التنسيقي فيما بعد لم ينتبهوا لخديعة الصدر لهم، لأنهم كانوا متوقعين أنهم سيتحالفون بعد الانتخابات كما في سالف المرات، وجاءت دعوتنا كثوار لمقاطعة الانتخابات بمثابة الضربة القاصمة للجميع وبالتحديد للصدر".
وأوضحت علوان: "رغم حصول الصدر على 73 مقعدا إلا أنه لم يستطع أحد منهم أن يحصل على الأغلبية لتشكيل الحكومة، فكان الصدر أول من ركل الدستور الذي شرعه بريمر سيء الصيت بمخالفته وانتهاكه المدد الدستورية، وكلنا يعرف ما تلاه من أحداث انتهت بانسحابه واستقالة نوابه، و حفاظا على ماء وجهه للخروج من ورطة تسرعه المعتاد، أخذ يؤجج الشارع ليوحي للعالم إنه الزعيم الوطني الذي يلتف حوله الشعب.
واستطردت: بالمقابل غريمه الإطار التنسيقي غير قادر على تشكيل حكومة وغير قادر على لم شمل البرلمان لعقده في رواقه الدستوري، وبعد عجزه أخذ يستخدم شارعه لمجابهة شارع الصدر، من هنا يتبين أن الصراع هو
صراع مصالح ونفوذ وهيمنة على الدولة وتسخيرها لمصلحته، عاجلا أم اجلا سيتواجهان "السلاح بالسلاح" وسيقضي أحدهما على الآخر".
وأكدت علوان أن "الشعب الحر لن ينجر خلف صراعهما وسيقول كلمته في الوقت المناسب، فلا يزال الطرفان يتمتعان بمطاطية نسبية لتأخير المواجهة وما زالت هناك منطقة أمان تفصل بين أتباع الجهتين، لكن شرارة المواجهة من الممكن أن تشتعل في أي وقت تاركة وراءها حطاما أسود".
من جانبه يقول الأمين العام للائتلاف الوطني لإنقاذ العراق، الدكتور خالد النعيمي، إن التطورات التي حدثت خلال الأسابيع الماضية في العراق، خاصة بعد انسحاب نواب التيار الصدري من البرلمان احتجاجا على إصرار جماعة الإطار وهي مجموعة أحزاب وقوى شيعية تحالفت تحت هذا المسمى بهدف إفشال مساعي مقتدى الصدر لتشكيل حكومة ائتلافية بعيدة عن المحاصصة من خلال تحالف أطلق عليه "إنقاذ وطن" بمشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البرزاني وتحالف السيادة برئاسة الخنجر - الحلبوسي ، من خلال استخدام ما يسمى الثلث المعطل وهو مبدأ استحدثته المحكمة الاتحادية كشرط لانتخاب رئيس الجمهورية في البرلمان ويعني حصول موافقة الثلثين زائد واحد من الأعضاء".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، لقد حاولت جماعة الإطار استغلال انسحاب جماعة مقتدى الصدر لملء الفراغ، من خلال صعود نواب تابعين لهم كبدلاء للنواب الصدريين المنسحبين، وكذلك ترشيح رئيس وزراء من جماعتهم والدعوة لعقد جلسة لمجلس النواب لتمرير انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، الأمر الذي أثار غضب وامتعاض الصدر، واعتبر هذا التصرف من قبل جماعة الإطار استهانة بدور التيار الصدري ومكانته في الشارع العراقي، ومحاولة خبيثة ومرفوضة من قبل القوى الشيعية الخاسرة في الانتخابات للتحكم في العملية السياسية وهذا ما يرفضه تماما".
وتابع النعيمي، بعد تلك الخطوات التي قام بها الإطار والتي استفزت التيار الصدري، قام التيار بالدعوة لصلاة الجمعة الموحدة في مدينة الصدر وبحشد كبير ليوصل رسالة أولية لمناوئيه بأن جمهوره ومؤيديه لهم الثقل الأكبر في الشارع، ولما لم يُعر الطرف المقابل أي أهمية لذلك بل صدرت تصريحات مناوئة، خاصة من قبل نوري المالكي أمين عام حزب الدعوة، وفيها نوع من التحدي للصدر واتباعه، لذلك قام الصدر بتوجيه جماعته لاقتحام المنطقة الخضراء والسيطرة على مبنى مجلس النواب بحشود بشرية هائلة لمنع انعقاد أي جلسة بدون موافقته، وقد دخلت بدون أي عقبات أو موانع من قبل القوات الحكومية المسؤولة عن تأمين وحماية مقرات ومؤسسات الحكومة المهمة ولكن هذه المرة بتنظيم وانضباط عال".
واستطرد: في مقابل تحركات الصدر في الشارع بدأت مجموعات الإطار بدعوة جماهيرها للتظاهر والتجمع أمام أسوار المنطقة الخضراء، لينتقل الصراع من الأطر الرسمية ومجلس النواب إلى الشارع بين طرفين شيعيين، وصلت الخلافات بينهما حد الاحتقان، رافقتها الهتافات والشعارات والتهديد والتنديد بديلا عن
صوت الحوار، لذا بات ضبط هذا الإيقاع والسيطرة عليه أمرا مشكوك به، وقد تحدث مناوشات أو اشتباكات قد تتحول لا سمح الله إلى استخدام السلاح، وهذا ما تخشاه وتترقبه شرائح كثيرة من المواطنين، خاصة وأن الطرفين يمتلكون ميليشيات مسلحة".
ولفت النعيمي إلى أنه رغم الانسداد في المشهد إلا أنه يبقى دور المساعي التي تقوم بها ممثلة الأمم المتحدة في العراق بلاسخارت، إضافة إلى التأثيرات الإقليمية والدولية خاصة الدور الإيراني الذي أصبح هذه المرة أقل تأثيرا على الأطراف الشيعية بعد غياب قاسم سليماني عن المشهد العراقي، وهنا يمكن وصف الحالة الآن بحالة ترقب وانتظار، ولكن الذي ينبأ بالخطر هو تصريحات نوري المالكي وتصعيده المتعمد باستفزاز مقتدى الصدر، الأمر الذي قد يدعو بعض أطراف الإطار، خاصة العامري والعبادي بعد تأييدهم دعوة الصدر لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة للابتعاد عن المالكي، وهذا قد يكون مخرجا للأزمة".
حدد التيار الصدري في العراق، السبت المقبل، موعدا لتظاهراته "المليونية"، التي دعا إليها مؤخرا، مشددا على ضرورة "التجمع بساحة التحرير ثم المسير لساحة الاحتفالات".
وقال صالح محمد العراقي وزير الصدر، عبر حسابه على تويتر، إن "المظاهرة السبت المقبل والتجمع بساحة التحرير ثم المسير لساحة الاحتفالات"، مشيرا إلى أن "الصدر أكد أن تكون المظاهرة سلمية ولا مثيل لها من حيث العدد".
ويعاني العراق منذ إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021 من أزمة سياسية حادة، حيث لم تفض المشاورات بين الأطراف السياسية لتسمية رئيس للوزراء إلى نتيجة.
ودعا الصدر، في وقت سابق، إلى حل البرلمان الحالي وإجراء انتخابات مبكرة، معبرًا عن رفضه الدخول في الحوار الذي دعا له رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لحل الخلاف السياسي حول تشكيل الحكومة الجديدة.
فيما رفض زعيم ائتلاف "دولة القانون" في العراق نوري المالكي، دعوة زعيم التيار الصدري لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، مشترطا عودة البرلمان إلى الانعقاد ومناقشة تلك المطالب.
من جانبه، أعلن "الإطار التنسيقي" في العراق، دعمه لأي مسار دستوري لمعالجة الأزمات السياسية وتحقيق مصالح الشعب بما في ذلك الانتخابات المبكرة بعد تحقيق الإجماع الوطني وتوفير الأجواء الآمنة.
ونظم المتظاهرون المؤيدون للتيار الصدري احتجاجات داخل المنطقة الخضراء في بغداد، اعتراضا على ترشيح تحالف "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني، لمنصب رئيس الحكومة.
