بعد عامين من التوقيع.. ما الذي قدمته اتفاقيات أبراهام لإسرائيل وكيف أثرت على فلسطين؟
© Photo / Amos Ben-Gershom/ GPO الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في أبو ظبي
© Photo / Amos Ben-Gershom/ GPO
تابعنا عبر
مع مرور عامين على توقيع إسرائيل اتفاقيات إبراهام مع بعض الدول العربية، طرح البعض تساؤلات بشأن تداعيات وتأثيرات هذه الصفقات على القضية الفلسطينية، لا سيما في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وعمليات الاستيطان.
وتؤكد إسرائيل دائمًا أهمية هذه الاتفاقيات، وسعيها لتوسيع قاعدة الدول العربية الموقعة عليها، بينما يرى المراقبون أنها فشلت في إدماج إسرائيل بالمنطقة، وأن الدول العربية لا تزال تقدم الدعم للقضية الفلسطينية.
وأعلن وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، عيساوي فريج، عن إلغاء مؤتمر كان سيعقد في إسرائيل، الشهر المقبل، للاحتفال بمرور عامين على "اتفاقيات أبراهام" للتطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، بسبب رفض ممثلين عن دول عربية المشاركة فيه، لا سيما مع تزامن انعقاده مع حملة انتخابات الكنيست.
طموحات لم تتحقق
اعتبر زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن اتفاقيات أبراهام التي أبرمتها إسرائيل مع دول الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، لم تكف لاندماج إسرائيل بالمنطقة العربية، على الرغم من مرور عامين على توقيعها؛ وذلك لأن العرب ينظرون لإسرائيل ككيان معادي ومحتل للقدس وللأراضي العربية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن فلسطين تحترم السياسات الخارجية للدول العربية كافة، ولا تتدخل بها على الإطلاق، بيد أنها لا تزال ترى أن التطبيع مع إسرائيل يلحق ضررًا بالغًا بالمطوحات السياسية للشعب الفلسطيني، لا سيما وأن إسرائيل تسعى من خلال هذه الاتفاقيات إلى القفز على القضية الفلسطينية وإبقاء الصراع مع الشعب الفلسطيني قائمًا، في ظل سعيه للتطبيع مع الدول العربية.
وأكد أن فلسطين لم تشعر للحظة واحدة، أنها تستفيد من مثل هذه الاتفاقيات، نظرًا لاستمرار جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين، خاصة على صعيد توسيع المستوطنات وتهويد مدينة القدس، والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، وقتل الأطفال والمدنيين في قطاع غزة والضفة والقدس، أمام المجتمع الدولي، الذي لا يزال يغض الطرف عن هذه الجرائم.
وأوضح الأيوبي أن الشعب الفلسطيني يرحب بالجهود التي تبذلها أي دولة عربية لمساندته وتجسيد سيادته الحقيقية على أرضه التاريخية، مؤكدًا ضرورة تكثيف هذا السعي من خلال البوابة المصرية، والتنسيق معها باعتبارها الشقيقة الكبرى والمؤتمنة على الحق الفلسطيني وتطلعات الفلسطينيين وأحلامهم المشروعة.
ويرى القيادي في حركة فتح، أن دعم فلسطين لا يمكن أن يكون من خلال التطبيع مع إسرائيل، وإرساء اتفاقيات أمنية واقتصادية معها، إنما يكون الدعم بمقاطعة إسرائيل وعزلها في المنطقة، وإرغامها على الانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، بما فيها القدس الشريف.
موقف فلسطيني ثابت
بدوره قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، إن اتفاقيات أبرهام الموقعة منذ عامين بين إسرائيل وبعض البلدان العربية، لم تحقق للدول المشاركة فيها أي إنجاز يذكر، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، أو على المستوى الأمني.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن هذه الاتفاقيات كانت ضمن خطة السلام الأمريكية التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تحت اسم "صفقة القرن"، وهدفت وقتها إلى الضغط على القيادة الفلسطينية لإجبارها على التنازل عن القدس، وعن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، والتنازل عن كافة الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني على أرضه.
وأوضح شعث بأنه ثبت عدم فعالية هذه الاتفاقيات، وعدم تأثيرها على القضية الفلسطينية؛ فالمحاولات الأمريكية والإسرائيلية وكل الضغوط والتهديدات والحصار المالي والاقتصادي والسياسي والدبلوماسي، والإجراءات الأمنية والعسكرية المتبعة، مع استمرار عمليات القمع والعدوان على شعبنا لم تثن القيادة الفلسطينية عن ثوابتها السياسية، والشعب الفلسطيني لا يزال صامدًا ولم يأبه أو يستسلم لكل هذه الضغوط.
ويرى السياسي الفلسطيني أن القضية الفلسطينية عادت بقوة في الخطاب السياسي العربي، وبات من الملاحظ للجميع خطابات القادة العرب التي تتحدث عن الحقوق الفلسطينية، لا سيما في قمة جدة الأخيرة التي جمعتهم مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ومع مرور هذا الوقت على توقيع الاتفاقيات -والكلام لا يزال على لسان شعث- ثبت للجميع بأن إسرائيل لا تأبه بالسلام ولا تحترم الاتفاقيات، وأن الطريق إلى السلام في المنطقة يجب أن يمر عبر حل الصراع، على أساس حل الدولتين المتفق عليه دوليًا، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
وفي أيلول/سبتمبر من العام قبل الماضي، وقعت إسرائيل وكل من البحرين، والإمارات على "اتفاقيات أبراهام"، التي تشمل تطبيع العلاقات؛ ولحقت بهما المغرب والسودان.
وجاء ذلك بعد عقود على توقيع إسرائيل اتفاقيتي سلام مع مصر والأردن.