هل ينجح مؤتمر مستقبل الاستثمار الدولي في بلورة نظام عالمي جديد
18~10 Mesaha Houra
تابعنا عبر
يستعد تجمع دولي، يضم مجموعة من رؤساء الشركات الدولية وكبار العقول الاقتصادية حول العالم للمشاركة في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" بنسختها السادسة، والمقرر أن يعقد نهاية الشهر الجاري في الرياض.
تحت شعار "الاستثمار في الإنسانية - تمكين نظام عالمي جديد" ينطلق المؤتمر الذي سيسعى إلى وضع الحلول المستدامة أمام التحديات الاقتصادية والإنسانية التي تواجه العالم في الفترة الراهنة.
من أبرز الموضوعات المطروحة على جدول أعمال المؤتمر محاولة إيجاد حلول مستدامة لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان العالم، والتحديات التي يطرحها النظام العالمي الجديد، فضلاً عن الفرص التي تنشأ عنه، مثل إنشاء نظام اقتصادي يحسن نوعية الحياة للمواطنين حول العالم.
كما سيناقش المؤتمر قضايا "اقتصاد الطاقة الجديد" لطرح رؤية علماء الاقتصاد حول الوضع الحالي لقطاع التمويل والاقتصاد العالمي، ودور بعض الدول في تمويل الطاقة المستدامة.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الخبير الاقتصادي الدكتور حبيب الله تركستاني، إن "مؤتمر مستقبل الاستثمار وهذا الحشد العالمي الكبير سيشهد تحولا في نظرة الاستثمار والاقتصاد في ضوء المعطيات التي استجدت على ساحة الاقتصاد العالمي ككل، مع التركيز على الناحية الانسانية في مجال الاستثمار من أجل حل مشكلات الإنسان أينما كان".
وأشار إلى أنه "يتعين أن يوجه الاقتصاد باتجاه تحقيق الرفاهية للإنسان وإبعاد شبح المجاعة والاحتياج عنه، والحد من التضخم، وتوفير الوظائف، وغيرها من الأمور التي يتعين أن يهتم المشاركون في المؤتمر بها، وهذا المؤتمر يتناول الكثير من هذه المعطيات".
وحول شعار الدورة الحالية للمؤتمر " الاستثمار في الإنسانية - تمكين نظام عالمي جديد"، قال الخبير إن "النظام العالمي الجديد سيكون مركزا نحو الإنسان، وهو العمود الفقري لأي اقتصاد، وعندما توجه الاستثمارات لتمكين الإنسان يكون لهذا انعكاسات إيجابية على أجيال المستقبل"، مشيرا إلى أنه "عندما يتم تغليب السياسة على المصالح الاقتصادية للفرد يحدث خلل كبير".
ومن جانبه، أوضح المستشار الاقتصادي، تركي فدعق، أن "المؤتمر هو أحد التجمعات الاقتصادية الدولية الحديثة الذي انطلق في عام 2017، وهو يتطرق إلى التغييرات والمخاطر والتحديات والفرص العالمية الجديدة التي يمكن أن تشكل النظام العالمي الجديد، ويسعى بالتالي إلى طرحها وتلمس خارطة طريق لتكون تطبيقاتها على أرض الواقع"، مشيرا إلى أن "نتائج المؤتمر لا تقتصر على توصيات علمية، وكان من تطبيقات الدورات السابقة ظهور مدينة نيوم".
وأكد فدعق أن " العلماء المشاركين في الدورة الحالية يبحثون التحديات التي تواجه سكان العالم والمخاطر والتحديات والفرص، وسيحاولون نقل رؤيتهم إلى المشرعين والسياسيين وعرض أهم الأفكار من وجهة نظرهم، لكن نقل هذه الأفكار على أرض الواقع هو شأن المشرعين وصناع القرار، ودور العلماء هنا هو إعادة صياغة هذه الرؤى بما يراعي المعطيات على أرض الواقع".
ويقول أستاذ الاستثمار والتمويل الدكتور وائل النحاس إن "رسالة مؤتمر مستقبل الاستثمار ستوجه إلى العالم لكن كان الأجدر أن تتم مناقشة المشكلات الداخلية أولا من حيث احتمالات التأزم وارتفاع أسعار المحروقات، ومن ثم الذهاب إلى العالمية".
وأشار إلى أن "الفترة المقبلة ستشهد حرب عملات، وحرب طاقة، وهناك مخاطر تحيط بمنطقة الخليج خاصة في 2024 حيث من المتوقع أن تتأثر بعض الصناديق السيادية في أوروبا وأمريكا نتيجة الركود، وبالتالي ستكون هناك عوائد سلبية على استثمارات دول الخليج في هذه المناطق، والتي تقدر بـ 2 تريليون دولار، و كان الأجدر أن يتضمن هذا المؤتمر أوراق بحثية وورش عمل لمناقشة هذه الأمور، ثم بعد ذلك يناقش مقترحات تنويع الاستثمارات والتحوط، أو إيجاد دور في الطاقة المتجددة تحسبا للتأثيرات السلبية لانخفاض أسعار الطاقة".
وأكد أن "ما يحتاجه العالم الآن هو التكاتف ومناقشة قضاياه الحقيقية وإيجاد حلول لها".
يمكنكم متابعة المزيد من خلال برنامج مساحة حرة
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
