https://sputnikarabic.ae/20221118/وزير-الدفاع-اللبناني-يؤكد-في-حوار-لسبوتنيك-أن-الجيش-لا-يتدخل-في-العملية-السياسية-والوضع-الأمني-1070305139.html
وزير الدفاع اللبناني في حوار مع "سبوتنيك": الجيش لا يتدخل في العملية السياسية والوضع الأمني مستقر
وزير الدفاع اللبناني في حوار مع "سبوتنيك": الجيش لا يتدخل في العملية السياسية والوضع الأمني مستقر
سبوتنيك عربي
في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، يواجه لبنان تحديًا أمنيا كبيرا داخليا وخارجيا، لا سيما مع استمرار الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، وتنامي نشاط... 18.11.2022, سبوتنيك عربي
2022-11-18T14:31+0000
2022-11-18T14:31+0000
2022-11-18T15:22+0000
حصري
حوارات
لبنان
أخبار لبنان
ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل
https://cdn1.img.sputnikarabic.ae/img/07e6/0b/12/1070304473_0:0:1280:721_1920x0_80_0_0_cbc8402e4913d9f6e1e13a9ef2797034.jpg
ويرى موريس سليم، وزير الدفاع اللبناني، أن الوضع الأمني في بلاده مستقر، وأن الجيش ينتشر على كامل أراضي الوطن، ويواجه التهديدات الداخلية والخارجية كافة، ونجح في تقويد عمل الجماعات الإرهابية وملاحقة عمليات التهريب، مشيرًا إلى أن الجيش لا يتدخل بالعملية السياسية، التي لا يعتقد أنها قد تقود إلى أي اضطراب أمني في المستقبل، ولا تخرج عن كونها عملية ديمقراطية طبيعية.وكشف الوزير في حوار مع "سبوتنيك"، أن الوضع الاقتصادي غير المسبوق ألقى بثقله وتداعياته العميقة على وضع المؤسسة العسكرية وباقي القوى الأمنية نتيجة انهيار قيمة العملة الوطنية وتداعياتها على المؤسسات والأفراد على حد سواء، إلا أن الإجراءات المتعددة التي تم اتخاذها لتدارك تلك الانعكاسات على أداء المؤسسة العسكرية أدت إلى استمرارها في القيام بمهامها الأمنية.وإلى نص الحوار...بداية.. في ظل الشغور الرئاسي صف لنا الوضع الأمني في لبنان؟يشهد الوضع الأمني في لبنان استقرارا طبيعيا، وذلك بفضل الجهود التي يبذلها الجيش اللبناني الذي ينتشر على كامل أراضي الوطن، وباقي القوى الأمنية التي تقوم بدورها كلٌّ وفق اختصاصه ومسؤولياته، لكن هذا لا يعني أنه لا تحصل بعض الحوادث أو التجاوزات الأمنية بين الحين والآخر كما يحصل في أي مكان في العالم، بيد أن العمليات الأمنية والعمليات الاستباقية التي يقوم بها الجيش والقوى الأمنية تؤدي إلى السيطرة على الوضع وتوقيف المطلوبين وسوقهم إلى العدالة.كشف لبنان عدة خلايا إرهابية تنتمي لـ"داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودول عديدة)... حدثنا عن هذه الاكتشافات وهل عاد التنظيم ينشط مجددًا في الداخل اللبناني وإلى أي مدى تتواجد مثل هذه الخلايا هناك؟شهد لبنان منذ عقود محطات عديدة شكل فيها الإرهاب سببًا لاضطراب الأوضاع الأمنية في مناطق معينة من لبنان، وكانت للجيش مواجهات حادة استطاع فيها أن يقتلع تلك المجموعات من أماكن تغلغلها وانتشارها. ففي عام 2000 كانت المواجهات بين الجيش ومجموعات إرهابية في الضنية بشمال لبنان، وفي العام 2007 قاتل الجيش مجموعات إرهابية كانت تتمركز في مخيم نهر البارد وآخر هذه المواجهات كانت في جرود لبنان الشرقية حيث خاض الجيش عام 2017 معركة حاسمة ضد المجموعات الإرهابية التي تقدمت من الأراضي السورية إلى تلك المنطقة الشرقية من لبنان وتمركزت فيها.وماذا عن الوقت الراهن؟يقوم الجيش بطبيعة الحال برصد أي نشاط لخلايا إرهابية على الأراضي اللبنانية، وقد قام مؤخرا بكشف خلية إرهابية في منطقة طرابلس ونفذ عملية نوعية أسفرت عن توقيف عدد من الرؤوس فيها؛ وقد تبين أنه كان من ضمن أهداف هذه الخلية تجنيد أشخاص في لبنان وتنفيذ ضربات أمنية في الداخل اللبناني تطال تجمعات بشرية لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا عبر عمليات انتحارية أحادية أو مزدوجة.إن ما يقوم به الجيش في هذا الإطار هو رصد مستمر لهذه الخلايا حيث يقوم بتنفيذ العمليات النوعية المطلوبة وفق مقتضيات كل حالة. ويتخذ خطوات استباقية لكشف مكامنهم.كيف تقيم الوضع الأمني على الحدود بين لبنان والدول المجاورة وأبرز التهديدات؟يسود الحدود اللبنانية كافة حالة من الاستقرار يعززها الدور الذي تقوم به وحدات الجيش لحفظ حدود الوطن على امتداد هذه الحدود برا وبحرا، ففي الجنوب ينتشر الجيش وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان ويسود التعاون الميداني ويوفر الأمن والاستقرار لكل أبناء المنطقة الحدودية.وعلى الحدود الشرقية والشمالية بين لبنان وسوريا يقوم الجيش بضبط حركة الأشخاص والبضائع فيكافح عمليات التهريب بكل أشكالها خصوصا إن هذه الحدود متداخلة وتشهد محاولات متكررة للعبور بين البلدين، إما بهدف تهريب البضائع أو لمصالح تتعلق بحياة هؤلاء الناس اليومية.برأيك لماذا تنشط عمليات التهريب على الحدود اللبنانية وكيف تتعاملون معها؟يقوم الجيش بمكافحة عمليات التهريب عبر الحدود ويحقق نتائجا ملموسة في هذا المجال، خصوصا وأن أفواج الحدود البرية تتميز بكفاءة عالية وتجهيزات تقنية خاصة، وإرادة صلبة لمعالجة هذه المسألة، إلا أن هذا لا يعني أن عملية مكافحة التهريب يمكن أن تمنع حصول ذلك مائة في المائة وهذا يعود إلى طبيعة الحدود حيث تتداخل المناطق اللبنانية بالمناطق السورية المجاورة وحيث تسمح طبيعة الأرض بسهولة العبور في أماكن معينة، كما أن هناك تقاربا واختلاطا اجتماعيا بين السكان والعائلات.خلال عمليات إعادة اللاجئين السوريين.. هل يشهد لبنان أي اضطرابات أمنية نتيجة هذه العودة؟إن عودة النازحين السوريين من لبنان إلى سوريا لم تشهد زخما كافيا ومسارا واسعا بعد، غير أن هذه العملية شهدت محطات متفرقة، وعدد الذين عادوا إلى بلادهم لا يتعدى الآلاف في الوقت الذي يستضيف لبنان حوالى مليوني نازح سوري، أما عمليات العودة الطوعية هذه فهي تحصل بتنسيق كامل وتعاون بين الدولتين عبر الأجهزة المعنية في كل منهما.في ظل التناحر السياسي.. هل تعتقد أن ثمة انفلاتا أمنيًا واقتتالا داخليًا قد يحدث بين الفرقاء السياسيين؟لا خوف إطلاقا من احتمال حصول ذلك، لأن الدور الأمني الذي يقوم به الجيش والقوى الأمنية يضمن السيطرة على أي خلل أمني قد يحصل في أي منطقة من بلدنا، كما أنه ليس في لبنان أي صراع سياسي يقود إلى صدام أمني ولا توجد عند القوى السياسية أي نوايا أو اتجاهات للاحتكام إلى الوسائل العنفية.وما موقف المؤسسة العسكرية من العملية السياسية المضطربة في لبنان؟بطبيعة النظام السياسي اللبناني وما درجت عليه المؤسسة العسكرية في لبنان من عقيدة وممارسة، فهي لا تتدخل في العملية السياسية بل تقوم، إلى جانب دورها الدفاعي، بحفظ الأمن والاستقرار في الداخل وتترك العملية السياسية لأصحاب الشأن وهمها دائما سلامة المجتمع والمحافظة على الانتظام العام.كيف ترى انعكاسات الوضع الاقتصادي على الوضع الأمني في لبنان وعلى المؤسسة العسكرية تحديدًا؟لقد أرخى الوضع الاقتصادي غير المسبوق بثقله وتداعياته العميقة على وضع المؤسسة العسكرية وباقي القوى الأمنية نتيجة انهيار قيمة العملة الوطنية وتداعياتها على المؤسسات والأفراد على حد سواء، إلا أن الإجراءات المتعددة التي تم اتخاذها لتدارك تلك الانعكاسات على أداء المؤسسة العسكرية أدت إلى استمرارها في القيام بمهامتها الأمنية، كما لأن القناعات الوطنية الراسخة لدى العسكريين جعلتهم يتعالون دائما على الجراح ويضحون كعادتهم في سبيل حفظ الوطن وصون أمنه واستقراره بصرف النظر عن معاناتهم الاجتماعية.وهل هناك أي مساعدات أو مساهمات دولية وعربية لدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية؟إن محبة الأصدقاء والأشقاء لبلدنا ومع دخول لبنان في الأزمة التي ما زال يعاني منها، دفعت بالعديد منهم لمد يد المساعدة عبر تقديم الدعم المالي والعيني للمجتمع اللبناني وللمؤسسات العسكرية في الأسلاك كافة، وقد ساهم ذلك في المساعدة على التخفيف من تداعيات الأزمة على هذه القوى والمحافظة على الحد المطلوب من الإمكانات للاستمرار بأداء الدور المطلوب.كيف ترى نجاح لبنان في ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وبرأيك هل قدم لبنان أي تنازلات تشكل تهديدا أمنيًا له في هذا الإطار؟بدأ لبنان بخطوات ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة على حدوده الجنوبية منذ أكثر من عقد وقد اعتمد في ذلك على حقوقه التي يقرها القانون الدولي بهذا الشأن. وفي المرحلة الأخيرة لإنجاز هذا الأمر، والذي حصل بوساطة أمريكية، كان لبنان مُجمِعا على التمسك بحقوقه إلى أن تحقق له ذلك بموجب الاتفاق الذي تم.دائمًا ما ينتقد البعض مهام قوات اليونيفيل.. كيف ترى أهمية تواجد هذه القوى وأين وصل الوضع الأمني في الجنوب؟مضى على وجود قوات اليونيفيل في لبنان اكثر من أربعة عقود وهي تقوم بدورها بالتعاون مع وحدات الجيش اللبناني المنتشرة على حدودنا الجنوبية بتنسيق كامل ما ساهم إلى حد بعيد باستتباب الأمن والاستقرار وارتياح الناس إلى وجودها.إن بلدنا يقدر عاليا جهود وتضحيات هذه القوى التي تساهم فيها دول عديدة تحت علم الأمم المتحدة، لقد نشأت على امتداد سنوات وجود هذه القوى في جنوب لبنان علاقات تعاون وثقة بينها وبين السكان وهي تقدم لهم خدمات انسانية متعددة هي محل تقدير على المستويين الرسمي والشعبي.إلى أي مدى تواصل إسرائيل خروقاتها الأمنية على لبنان وكيف تتعاملون معها؟يلتزم لبنان بالقرارات الدولية التي تفرض عدم حصول أي اعتداءات على جانبي حدودنا الجنوبية في حين تتكرر الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا على مرأى ومسمع المجتمع الدولي. ويقوم لبنان بإبلاغ الأمم المتحدة تباعا وتكرارا بهذه الخروقات كما تقوم بذلك قيادة قوات اليونيفيل أيضا.حدثنا عن التعاون الأمني والعسكري بين لبنان وروسيا؟إن علاقة الصداقة بين لبنان وروسيا تمتد عميقا لعقود طويلة وقد سادها دائما جو من التعاون في مجالات مختلفة. وقد وقفت روسيا دائما إلى جانب لبنان في محطات عديدة، كما قدمت المساعدات إلى بلدنا خلال الأزمات أو الأحداث المؤلمة التي تعرض لها. وقد شهدت العلاقة تواصلا في مناسبات عسكرية وأمنية على أكثر من مستوى ويبقى لبنان منفتحا على مزيد من التعاون في كل الأوقات.أجرى الحوار: وائل مجدي
https://sputnikarabic.ae/20221106/وزيرة-الدفاع-الألمانية-تتعهد-بمساعدة-البحرية-اللبنانية-على-ضمان-أمنها-ذاتيا-1069885095.html
https://sputnikarabic.ae/20220908/وزير-الدفاع-اللبناني-يدعو-الجيش-الإسرائيلي-للانسحاب-من-مزارع-شبعا-وبقية-الأراضي-اللبنانية-المحتلة-1067474794.html
https://sputnikarabic.ae/20220904/أسطول-بحري-لبناني-للدفاع-عن-الثروة-البحرية-وقوارب-بمواجهة-زوارق-إسرائيلية-صور-وفيديو-1067288204.html
https://sputnikarabic.ae/20220705/وزير-الدفاع-اللبناني-يلتقي-وزير-القوات-المسلحة-البريطاني-ويشكره-على-الدعم-1064674490.html
لبنان
أخبار لبنان
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
2022
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
https://cdn1.img.sputnikarabic.ae/img/07e6/0b/12/1070304473_143:0:1280:853_1920x0_80_0_0_08ed60ac9ec5f352d992dea02e9a51d0.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
حصري, حوارات, لبنان, أخبار لبنان, ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل
حصري, حوارات, لبنان, أخبار لبنان, ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل
وزير الدفاع اللبناني في حوار مع "سبوتنيك": الجيش لا يتدخل في العملية السياسية والوضع الأمني مستقر
14:31 GMT 18.11.2022 (تم التحديث: 15:22 GMT 18.11.2022) في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، يواجه لبنان تحديًا أمنيا كبيرا داخليا وخارجيا، لا سيما مع استمرار الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، وتنامي نشاط تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودول عديدة) والمجموعات الإرهابية على الحدود، وانتشار عمليات التهريب، وكذلك التناحرات السياسية التي يتخوف البعض من أن تدفع البلاد إلى الفوضى.
ويرى موريس سليم، وزير الدفاع اللبناني، أن الوضع الأمني في بلاده مستقر، وأن الجيش ينتشر على كامل أراضي الوطن، ويواجه التهديدات الداخلية والخارجية كافة، ونجح في تقويد عمل الجماعات الإرهابية وملاحقة عمليات التهريب، مشيرًا إلى أن الجيش لا يتدخل بالعملية السياسية، التي لا يعتقد أنها قد تقود إلى أي اضطراب أمني في المستقبل، ولا تخرج عن كونها عملية ديمقراطية طبيعية.
وكشف الوزير في حوار مع "
سبوتنيك"، أن الوضع الاقتصادي غير المسبوق ألقى بثقله وتداعياته العميقة على وضع المؤسسة العسكرية وباقي القوى الأمنية نتيجة انهيار قيمة العملة الوطنية وتداعياتها على المؤسسات والأفراد على حد سواء، إلا أن الإجراءات المتعددة التي تم اتخاذها لتدارك تلك الانعكاسات على أداء المؤسسة العسكرية أدت إلى استمرارها في القيام بمهامها الأمنية.
بداية.. في ظل الشغور الرئاسي صف لنا الوضع الأمني في لبنان؟
يشهد الوضع الأمني في لبنان استقرارا طبيعيا، وذلك بفضل الجهود التي يبذلها الجيش اللبناني الذي ينتشر على كامل أراضي الوطن، وباقي القوى الأمنية التي تقوم بدورها كلٌّ وفق اختصاصه ومسؤولياته، لكن هذا لا يعني أنه لا تحصل بعض الحوادث أو التجاوزات الأمنية بين الحين والآخر كما يحصل في أي مكان في العالم، بيد أن العمليات الأمنية والعمليات الاستباقية التي يقوم بها الجيش والقوى الأمنية تؤدي إلى السيطرة على الوضع وتوقيف المطلوبين وسوقهم إلى العدالة.
الجيش يقوم بعمليات أمنية يومية حيث يُداهم معاقل تجار المخدرات وعصابات السرقة والمجرمين في أوكارهم، ويوقف من يلقي القبض عليهم ويدمر قواعدهم اللوجستية من مصانع مخدرات أو مخابئ سيارات مسروقة أو ممرات غير شرعية لتهريب البضائع أو الأشخاص عبر الحدود.
كشف لبنان عدة خلايا إرهابية تنتمي لـ"داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودول عديدة)... حدثنا عن هذه الاكتشافات وهل عاد التنظيم ينشط مجددًا في الداخل اللبناني وإلى أي مدى تتواجد مثل هذه الخلايا هناك؟
شهد لبنان منذ عقود محطات عديدة شكل فيها الإرهاب سببًا لاضطراب
الأوضاع الأمنية في مناطق معينة من لبنان، وكانت للجيش مواجهات حادة استطاع فيها أن يقتلع تلك المجموعات من أماكن تغلغلها وانتشارها. ففي عام 2000 كانت المواجهات بين الجيش ومجموعات إرهابية في الضنية بشمال لبنان، وفي العام 2007 قاتل الجيش مجموعات إرهابية كانت تتمركز في مخيم نهر البارد وآخر هذه المواجهات كانت في جرود لبنان الشرقية حيث خاض الجيش عام 2017 معركة حاسمة ضد المجموعات الإرهابية التي تقدمت من الأراضي السورية إلى تلك المنطقة الشرقية من لبنان وتمركزت فيها.
يقوم الجيش بطبيعة الحال برصد أي نشاط لخلايا إرهابية على الأراضي اللبنانية، وقد قام مؤخرا بكشف خلية إرهابية في منطقة طرابلس ونفذ عملية نوعية أسفرت عن توقيف عدد من الرؤوس فيها؛ وقد تبين أنه كان من ضمن أهداف هذه الخلية تجنيد أشخاص في لبنان وتنفيذ ضربات أمنية في الداخل اللبناني تطال تجمعات بشرية لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا عبر عمليات انتحارية أحادية أو مزدوجة.
إن ما يقوم به الجيش في هذا الإطار هو رصد مستمر لهذه الخلايا حيث يقوم بتنفيذ العمليات النوعية المطلوبة وفق مقتضيات كل حالة. ويتخذ خطوات استباقية لكشف مكامنهم.
كيف تقيم الوضع الأمني على الحدود بين لبنان والدول المجاورة وأبرز التهديدات؟
يسود الحدود اللبنانية كافة حالة من الاستقرار يعززها الدور الذي تقوم به وحدات الجيش لحفظ حدود الوطن على امتداد هذه الحدود برا وبحرا، ففي الجنوب ينتشر الجيش وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان ويسود التعاون الميداني ويوفر الأمن والاستقرار لكل أبناء المنطقة الحدودية.
وعلى الحدود الشرقية والشمالية بين لبنان وسوريا يقوم الجيش بضبط حركة الأشخاص والبضائع فيكافح عمليات التهريب بكل أشكالها خصوصا إن هذه الحدود متداخلة وتشهد محاولات متكررة للعبور بين البلدين، إما بهدف تهريب البضائع أو لمصالح تتعلق بحياة هؤلاء الناس اليومية.
برأيك لماذا تنشط عمليات التهريب على الحدود اللبنانية وكيف تتعاملون معها؟
يقوم الجيش بمكافحة عمليات التهريب عبر الحدود ويحقق نتائجا ملموسة في هذا المجال، خصوصا وأن أفواج الحدود البرية تتميز بكفاءة عالية وتجهيزات تقنية خاصة، وإرادة صلبة لمعالجة هذه المسألة، إلا أن هذا لا يعني أن عملية مكافحة التهريب يمكن أن تمنع حصول ذلك مائة في المائة وهذا يعود إلى طبيعة الحدود حيث تتداخل المناطق اللبنانية بالمناطق السورية المجاورة وحيث تسمح طبيعة الأرض بسهولة العبور في أماكن معينة، كما أن هناك تقاربا واختلاطا اجتماعيا بين السكان والعائلات.
خلال عمليات إعادة اللاجئين السوريين.. هل يشهد لبنان أي اضطرابات أمنية نتيجة هذه العودة؟
إن عودة
النازحين السوريين من لبنان إلى سوريا لم تشهد زخما كافيا ومسارا واسعا بعد، غير أن هذه العملية شهدت محطات متفرقة، وعدد الذين عادوا إلى بلادهم لا يتعدى الآلاف في الوقت الذي يستضيف لبنان حوالى مليوني نازح سوري، أما عمليات العودة الطوعية هذه فهي تحصل بتنسيق كامل وتعاون بين الدولتين عبر الأجهزة المعنية في كل منهما.
في ظل التناحر السياسي.. هل تعتقد أن ثمة انفلاتا أمنيًا واقتتالا داخليًا قد يحدث بين الفرقاء السياسيين؟
لا خوف إطلاقا من احتمال حصول ذلك، لأن الدور الأمني الذي يقوم به الجيش والقوى الأمنية يضمن السيطرة على أي خلل أمني قد يحصل في أي منطقة من بلدنا، كما أنه ليس في لبنان أي صراع سياسي يقود إلى صدام أمني ولا توجد عند القوى السياسية أي نوايا أو اتجاهات للاحتكام إلى الوسائل العنفية.
إن كل ما يحصل على الساحة السياسية يبقى ضمن الأطر الديمقراطية خصوصا أن جميع الفرقاء السياسيين يُجمعون على التوصل إلى حلول للواقع الحالي تصب في مصلحة خدمة الوطن وإخراجه من دوامة الأزمة الكبرى التي يجتازها وبصورة أدق الأزمة الاجتماعية غير المسبوقة التي يعاني منها كل الشعب اللبناني ويأمل الجميع بتخطيها عبر تضافر الجهود الوطنية لتحقيق ذلك.
وما موقف المؤسسة العسكرية من العملية السياسية المضطربة في لبنان؟
بطبيعة النظام السياسي اللبناني وما درجت عليه المؤسسة العسكرية في لبنان من عقيدة وممارسة، فهي لا تتدخل في العملية السياسية بل تقوم، إلى جانب دورها الدفاعي، بحفظ
الأمن والاستقرار في الداخل وتترك العملية السياسية لأصحاب الشأن وهمها دائما سلامة المجتمع والمحافظة على الانتظام العام.
كيف ترى انعكاسات الوضع الاقتصادي على الوضع الأمني في لبنان وعلى المؤسسة العسكرية تحديدًا؟
لقد أرخى الوضع الاقتصادي غير المسبوق بثقله وتداعياته العميقة على وضع المؤسسة العسكرية وباقي القوى الأمنية نتيجة انهيار قيمة العملة الوطنية وتداعياتها على المؤسسات والأفراد على حد سواء، إلا أن الإجراءات المتعددة التي تم اتخاذها لتدارك تلك الانعكاسات على أداء المؤسسة العسكرية أدت إلى استمرارها في القيام بمهامتها الأمنية، كما لأن القناعات الوطنية الراسخة لدى العسكريين جعلتهم يتعالون دائما على الجراح ويضحون كعادتهم في سبيل حفظ الوطن وصون أمنه واستقراره بصرف النظر عن معاناتهم الاجتماعية.
وهل هناك أي مساعدات أو مساهمات دولية وعربية لدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية؟
إن محبة الأصدقاء والأشقاء لبلدنا ومع دخول لبنان في الأزمة التي ما زال يعاني منها، دفعت بالعديد منهم لمد يد المساعدة عبر تقديم الدعم المالي والعيني للمجتمع اللبناني وللمؤسسات العسكرية في الأسلاك كافة، وقد ساهم ذلك في المساعدة على التخفيف من تداعيات الأزمة على هذه القوى والمحافظة على الحد المطلوب من الإمكانات للاستمرار بأداء الدور المطلوب.
كيف ترى نجاح لبنان في ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وبرأيك هل قدم لبنان أي تنازلات تشكل تهديدا أمنيًا له في هذا الإطار؟
بدأ لبنان بخطوات
ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة على حدوده الجنوبية منذ أكثر من عقد وقد اعتمد في ذلك على حقوقه التي يقرها القانون الدولي بهذا الشأن. وفي المرحلة الأخيرة لإنجاز هذا الأمر، والذي حصل بوساطة أمريكية، كان لبنان مُجمِعا على التمسك بحقوقه إلى أن تحقق له ذلك بموجب الاتفاق الذي تم.
لا يمكن أن يشكل حصول لبنان على حقوقه في تلك المنطقة أي تهديد أمني له، وهو بذلك يكون قد دخل إلى مرحلة جديدة تتيح له استثمار ثرواته الوطنية دون أي انتقاص، وهذا سيفتح المجال لاستعادة عافيته الاقتصادية وبناء قدراته من جديد لخير شعبه الذي ما كان يوما إلا شعبا يطمح إلى التقدم وتطوير مستقبل أجياله ليعود إلى سابق عهده بين الأمم.
دائمًا ما ينتقد البعض مهام قوات اليونيفيل.. كيف ترى أهمية تواجد هذه القوى وأين وصل الوضع الأمني في الجنوب؟
مضى على وجود قوات اليونيفيل في لبنان اكثر من أربعة عقود وهي تقوم بدورها بالتعاون مع وحدات الجيش اللبناني المنتشرة على حدودنا الجنوبية بتنسيق كامل ما ساهم إلى حد بعيد باستتباب الأمن والاستقرار وارتياح الناس إلى وجودها.
إن بلدنا يقدر عاليا جهود وتضحيات هذه القوى التي تساهم فيها دول عديدة تحت علم الأمم المتحدة، لقد نشأت على امتداد سنوات وجود هذه القوى في جنوب لبنان علاقات تعاون وثقة بينها وبين السكان وهي تقدم لهم خدمات انسانية متعددة هي محل تقدير على المستويين الرسمي والشعبي.
إلى أي مدى تواصل إسرائيل خروقاتها الأمنية على لبنان وكيف تتعاملون معها؟
يلتزم لبنان بالقرارات الدولية التي تفرض عدم حصول أي اعتداءات على جانبي حدودنا الجنوبية في حين تتكرر الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا على مرأى ومسمع المجتمع الدولي. ويقوم لبنان بإبلاغ الأمم المتحدة تباعا وتكرارا بهذه الخروقات كما تقوم بذلك قيادة قوات اليونيفيل أيضا.
حدثنا عن التعاون الأمني والعسكري بين لبنان وروسيا؟
إن علاقة
الصداقة بين لبنان وروسيا تمتد عميقا لعقود طويلة وقد سادها دائما جو من التعاون في مجالات مختلفة. وقد وقفت روسيا دائما إلى جانب لبنان في محطات عديدة، كما قدمت المساعدات إلى بلدنا خلال الأزمات أو الأحداث المؤلمة التي تعرض لها. وقد شهدت العلاقة تواصلا في مناسبات عسكرية وأمنية على أكثر من مستوى ويبقى لبنان منفتحا على مزيد من التعاون في كل الأوقات.