لماذا طغت السياسية على مونديال قطر 2022
13:37 GMT 21.11.2022 (تم التحديث: 14:44 GMT 21.11.2022)
لماذا طغت السياسية على مونديال قطر 2022
تابعنا عبر
انطلقت في قطر، الأحد، بطولة كأس العالم لكرة القدم، في دورته الثانية والعشرين، وشهد "ملعب البيت" في مدينة الخور حفل افتتاح ضخما مزج بين الموروث الثقافي لقطر والتطور التكنولوجي.
وفي دورة غلب عليها الطابع السياسي، بدأت المباريات، وسط جدل كبير بشأن عدد من القضايا السياسية التي تتعلق بحقوق الإنسان والتعددية الثقافية، فيما شهدت الدوحة لقاءات سياسية تاريخية على مستوى القمة، أبرزها لقاء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بحضور أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. كما شهد الحفل مصافحة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون.
وفي أول لقاءات البطولة، فاز المنتخب الإكوادوري على نظيره القطري، صاحب الأرض والجمهور، بهدفين دون مقابل، وشهد اللقاء حضور جماهير غفيرة صنعت أجواء مميزة داخل الملعب وخارجه.
وفي حديثه لـ"راديو سبوتنيك"، قال الإعلامي والمحلل السياسي صالح غريب إن "الأمور السياسية بدأت تهيمن على بطولة كأس العالم خلال السنوات الأخيرة، وسبق أن حدث ذلك في السابق مع روسيا، وهو يتكرر الآن مع قطر فيما يتعلق بأوضاع حقوق الانسان والعمال وغيرها من القضايا، كأن القضايا الكروية ليست ذات أهمية بقدر هذه الحقوق، ومع هذا تعاملت قطر مع الانتقادات التي وجهت لها، وعدلت قوانينها، وقال أمير البلاد إنه استفاد من النقد الذي وجه للدوحة في بداية الحملة التي وصفها بالشرسة والممنهجة".
وأوضح غريب أن "هذه الحملة ضد قطر لم تمنع الحضور الكبير من رؤساء الدول والحكومات وشعوب من شتى بقاع العالم، بل شاهدنا أيضا لقاءات جانبية بين الرؤساء الذين حضروا حفل الافتتاح منها لقاء الرئيس المصري والتركي بحضور أمير قطر، رغم بعض الشائعات بأن هناك أزمة جديدة قد تبرز إلى السطح بعد أن قامت قطر بتقريب وجهات النظر في تفاهمات العلا".
وعلى المستوى الرياضي، أوضح الناقد الرياضي عصام شلتوت أن "زيادة أعداد الفرق أوجدت متسعا لفرق، من فئة أقل تميزا، حتى يكون هناك زخم من اللقاءات، وذلك لاعتبارات تتعلق باقتصاديات المونديال"، مشيرا إلى أن هناك خريطة كروية للمجموعات و"بدأت المجموعة الأولى التي تضم قطر والسنغال وهولندا والإكوادور، وضيع الفريق القطري حلما استمر عشرة أعوام، وأفسد بهجة الافتتاح، بهزيمة قد تبعده عن حلم الوصول للدور الثاني، أما السنغال فستكون مكسورة الجناح في غياب المهاجم ساديو مانيه، ومن المتوقع أن تتصدر هولندا هذه المجموعة"، مشيرا إلى أن "التمثيل العربي في هذه البطولة ضعيف إلا أن تونس، والمغرب تمتلكان فرصا قد تجعل منهما الحصان الأسود في هذه البطولة".
وحول توقعات المربع الذهبي، أوضح الناقد أن "هناك مرشحين دائمين للمربع الذهبي مثل البرازيل، والأرجنتين، كما أن الكرة الفرنسية لديها نفس الفرصة، في حين لا يمكن التعويل على بلجيكا في غياب لوكاكو، وقد تفعلها البرتغال أو إنجلترا أيضا، لكن يبقى الأمر نظريا".
وأكد رئيس تحرير جريدة "الشرق" القطرية صادق محمد العماري أن "الأوروبيين غير مقتنعين بأن الشرق الأوسط والمنطقة العربية تستحق أن تكون فيها أحداث مفرحة تجمع العالم بسبب الصورة النمطية التي روجوها لسكان الشرق الأوسط بأنهم همجيون ويحملون السلاح ويعيشون في مناطق غير مستقرة، ولهذا فقد بدأوا منذ اليوم الأول الذي حصلت فيه قطر على حق تنظيم البطولة في تضخيم الكثير من الملفات، ومن بينها ملف العمال " مشيرا إلى أن "العدد المحدود من حالات تأخير الرواتب وغيرها من المخالفات بحق العمال يعود إلى الشركات، وقد أنشأت الدولة صندوقا للتعويضات عن هذه الأضرار، لهذا لايوجد أي مبرر لما تقوم به هذه الدول الأوروبية سوى رغبتها في المحافظة على الصورة النمطية السلبية التي زرعتها في ذهن المواطن الأوروبي عن دول المنطقة".
واعتبر الناقد الرياضي مدير تحرير صحيفة "روز اليوسف"، كمال عامر"هذه البطولة كشفت ان الغرب يتعامل بازدواجية، فهم من كان يدعي أن الرياضة رسالة سلام ومحبة، هو يستخدمها الآن كسلاح، وعندما رحب في البداية باستضافة قطر للبطولة كان يعتقد أنها لن تستطيع، وعندما أيقن أن قطر جاهزة، وأنفقت 220 مليار دولار استعداد للبطولة، انزعج الغرب وبدأ يهاجم قطر بل وطالب بنقل البطولة، أو تقسيمها على عدة دول، لكن رغم هذا نجحت قطر كأول دولة في الشرق الأوسط تنظم هذه البطولة في أن تقدم نسخة استثنائية".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
