هل ستغامر واشنطن بفتح جبهة جديدة مع الصين؟
هل ستغامر واشنطن بفتح جبهة جديدة مع الصين؟
تابعنا عبر
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الصيني الجديد، تشين غانغ، إنهما يرفضان السياسة الأمريكية المتمثلة في إثارة المواجهة مع الصين وروسيا.
وأشار بيان الخارجية الروسية، الاثنين، إلى أن حديث الوزيرين انتهى إلى "رفض التدخل في الشؤون الداخلية، ورفض محاولات الغرب لكبح جماح تنمية بلادنا من خلال فرض العقوبات وغيرها من الأساليب غير المشروعة"، كما تم التأكيد على "وحدة مقاربات موسكو وبكين تجاه المشاكل الأساسية للتنمية العالمية".
ويقول مراقبون إن واشنطن تعكف حاليا على تصميم مواجهة تستدرج إليها الصين، وأفادت وكالة "بلومبرغ" بأنه "إذا بدأت الحرب بين الولايات المتحدة والصين، لن تكون مجرد معركة من أجل تايوان أو أي بقعة ساخنة أخرى، بل ستكون معركة من أجل الهيمنة في المنطقة الأكثر أهمية، وعلى كل النفوذ العالمي لاحقا".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال أستاذ العلاقات الدولية الأردني، حسن المومني، إن "بكين وواشنطن لا يرغبان بمواجهة مباشرة، لكن هناك تنافس مفتوح في السياق السياسي والاقتصادي، وهناك أيضا عرض للقوة، وفي نفس الوقت هناك محاولات دبلوماسية لإدارة هذه الحالة التنافسية التي قد تتطور إلى صراع".
وأشار إلى أن "هناك حاليا نزعة تغييرية تعتصر العالم حاليا، وهناك تحولات في موازين القوة، وتتسم هذه المرحلة عادة بعدم الوضوح، وقد توترت العلاقة بين الطرفين منذ زيارة بيلوسي لتايوان، وقبل أيام كاد يحدث تصادم لطائرتين، وقد تحدث الحوادث".
وأوضح الخبير أن "العلاقة بين بكين وواشنطن تدار في سياقين أحدهما تنافسي، وفي نفس الوقت تسعى الولايات المتحدة لتعزيز تحالفاتها في الشرق الأقصى، من خلال تحالفات أوكوس مع أستراليا، وكواد مع الهند، كما تقوم بتعزيز الحضور العسكري لها في بحر الصين الجنوبي، واليابان أيضا تعزز قوتها العسكرية، وبدا كأن هناك سباق تسلح يدور في هذه المنطقة".
ولفت إلى أن "استراتيجية الأمن القومي التي قدمتها واشنطن قبل أسابيع تقوم على التنافس مع الصين وتقييد روسيا، إلا أن الصين لديها وعي بقدراتها، وكلا البلدين لا يرغبان بالمواجهة إلا إذا وقعت حوادث وخرجت عن السيطرة".
وأكدت أستاذة العلوم السياسية، والباحثة في الشأن الصيني، نادية حلمي أنه "من غير الوارد أن تصير مواجهة بين بكين وواشنطن، لكن قد نشهد سياسيات متشددة في العلاقات، وقد ظهر هذا في حديث بلينكن عن أن الصين هي أكبر تحد للولايات المتحدة، وتعهده بنهج أكثر تشددا، خاصة أن هناك استقطابا في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهناك إجماع على ضرورة مواجهة سياسات الصين الاقتصادية والتجارية".
وأشارت إلى أن "مجلس الأمن القومي سرب قبل أشهر وثيقة تتضمن تفاصيل الاستراتيجية الشاملة الأمريكية تجاه الصين، ومنها خطط تقوم على احتواء الصين في الإقليم من خلال حشد الحلفاء الإقليميين، ومساعدتهم على مواجهة تطلعات بكين، وقالت الوثيقة إنه يتعين على واشنطن الحفاظ على التفوق الدبلوماسي والعسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع منع الصين من إنشاء مناطق جديدة غير ليبرالية".
وأوضحت حلمي أنه "من غير الوارد دخول بكين وواشنطن إلى حرب باردة لأن اقتصادي البلدين مترابطتين بصورة لا يمكن معها لأحدهما الاستغناء عن الجانب الآخر، ويبقى الأمر في إطار الضغط الأمريكي للحفاظ على مكانتها كأكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم".
وأشار مدير مركز المعلومات ودراسات الطاقة مصطفى البازركان، إلى أنه "رغم أنه كانت هناك حرب اقتصادية مستعرة بين الصين والولايات المتحدة قبل جائحة كورونا، إلا أن الوضع الاقتصادي الدولي والأمريكي لا يتحمل حاليا كلفة مواجهة عسكرية، خاصة أن مسألة تايوان قديمة وتم احتوائها في وقت سابق".
ولفت إلى أن "وقوع مواجهة من شأنه إحداث تأثير هائل لن يتحمله الاقتصاد العالمي ولا الأمريكي، ورأينا كيف أن العقوبات الاقتصادية ضد روسيا ارتدت على أوروبا، وعندما دخلت الصين على الخط شهدنا تأثيرات ذلك على أسواق الطاقة".
وأوضح الخبير أن "الصورة بالنسبة للاقتصاد العالمي لا تزال غير واضحة، حيث يمر حاليا بمرحلة إعادة تشكيل، ونظام طاقة عالمي جديد، ولهذا يصعب التكهن بما سيكون عليه الوضع، ولابد من الانتظار لأن عملية التشكيل ستأخذ وقتا، إلا أن أساسيات هذا النظام باتت واضحة، ومع ارتفاع التضخم والركود المتوقع للاقتصاد العالمي سيتغير شكل هذا الاقتصاد العالمي خلال سنوات".
يمكنكم متابعة المزيد من خلال برنامج ملفات ساخنة
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
