مسؤول فلسطيني: حكومة بنيامين نتنياهو الأخيرة هي حكومة حرب
© Sputnik . Ali Hashem
تابعنا عبر
أكد مدير عام دائرة العلاقات العربية في منظمة التحرير الفلسطينية، أنور عبد الهادي، أن الحكومة الإسرائيلية التي شكلها بنيامين نتنياهو أخيرا هي حكومة حرب على الشعب الفلسطيني وخاصة في الضفة الغربية.
وكشف عبد الهادي في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، عن مجموعة من المواقف اللافتة إزاء ما يجري في المنطقة العربية والعالم، مشيرًا إلى أن "إسرائيل ستزول" بسبب سياساتها، وأن نتنياهو مستعد لقتل مليون إسرائيلي في سبيل السلطة.
وانتقد عبد الهادي ما وصفه بـ "تقاعس حركة حماس" عن المقاومة، منتقدًا رغبتها في إقامة دولة مسلوبة الأمن في غزة، موضحًا أن "ما يقلق إسرائيل، هو أن عدد الفلسطينيين اليوم أصبح أكثر من عدد الإسرائيليين بمائتي ألف".
وعبّر عن الشعور بالخذلان من الدول العربية التي "لم تقدم أي فلس للفلسطينيين منذ عام 2017".
وحول أوكرانيا، اعتبر عبد الهادي أن روسيا تدافع عن نفسها في وجه الناتو بكامله، وأن انتصارها حتمي لإعادة التوازن الدولي، مؤكدًا أن "للصبر حدود.. إذا تمادوا سوف تقوم حرب عالمية ثالثة، وروسيا لن تسمح لهم بذلك، والصاروخ الروسي سوف يصل إلى واشنطن قبل أن يصلوا إلى روسيا، وأوروبا ستكون الضحية في ذلك".
30 يناير 2023, 19:23 GMT
وقال عبد الهادي إن "زيلنسكي إسرائيلي، ويخدم المصالح الأمريكية كما خدم في الجيش الإسرائيلي، وأضاف أن "إسرائيل تقاتل وترسل الجنود إلى أوكرانيا".
وفيما يلي النص الكامل لحديث السفير أنور عبد الهادي، مدير عام دائرة العلاقات العربية في منظمة التحرير الفلسطينية.
ضم صامت للأراضي
أشار عبد الهادي في تصريح خاص لمراسل "سبوتنيك" في دمشق، إلى أن "حكومة نتنياهو المتطرفة تعتبر الضفة الغربية أرضاً إسرائيلية ولا تريد الانسحاب منها وتسميها يهودا والسامرا، ضمن سياسة ضم صامت تعتمدها من خلال إجراءات الاستيطان ومحاولة تهجير الشعب الفلسطيني عبر ممارسة جرائم القتل وتدمير البيوت".
وحول أهداف الحكومة الإسرائيلية من التصعيد الأخير في الأراضي الفلسطينية لاسيما في الضفة الغربية قال عبد الهادي: "جرائم الحكومة الإسرائيلية لا تختلف عن جرائم أي حكومة أخرى، ولكن هذه الحكومة تختلف عن الحكومات الأخرى بأنها تقوم بعملية الضم بشكل بارد بدون إعلان رسمي، وهذا يمثل خطراً كبيراً لكن هل ستنجح في ذلك؟ هي واهمة، فالشعب الفلسطيني ثابت على أرضه ولا يمكن أن يترك أرضه".
إسرائيل لا تريد السلام
وتابع: "حتى حيفا ويافا وعكا هي أرض فلسطينية، فالقانون الدولي وكل الشرائع الدولية تؤكد ذلك، نحن عندما قبلنا بالسلام قدمنا تنازلات ولكن إسرائيل لا تريد السلام، وللأسف أيضاً الولايات المتحدة لا تريد السلام، لأنها الداعم الأول لكل ما تمارسه إسرائيل من جرائم، ليس فقط في فلسطين، بل في سوريا وكل المنطقة العربية، وتقوم بهذه الجرائم إما من خلال العمل العسكري المباشر أو من خلال الحصار الاقتصادي، وأكبر دليل أن ما يسمى الربيع العربي الذي يهدف إلى تدمير القوة العربية لكي تسيطر إسرائيل على هذه المنطقة".
"إسرائيل ستزول"
وأردف عبد الهادي: "الذي أنشأ ما يسمى بالربيع العربي هي الولايات المتحدة وبريطانيا وتنظيم الإخوان المسلمين وإسرائيل لكي يأتوا بحكومات عميلة وخاصة في الدول المحيطة بفلسطين، لذلك نحن لسنا متفاجئين من التطرف الإسرائيلي، ولكن كما قلت لن ينجحوا، فشعبنا متمسك بأرضه، والاحتلال سيرحل مهما طال الزمن، لأنه ليس له جذور في الأرض، حتى أن الكثير من الكتاب الإسرائيليين يكتبون بأن ممارسة سياسة إسرائيل إجرامية وعدم إقتناعها بالقانون الدولي سيؤدي إلى انتهائها وزوالها، وقد وجه عميد إسرائيلي رسالة لنتنياهو قال له فيها: أنت تدفع الشعب الإسرائيلي إلى الموت وتقوم بالجرائم، وما يفعله الفلسطينيون هي ردات فعل".
وأكمل عبد الهادي: "نحن لدينا ثقة بشعبنا ولدينا ثقة بحقوقنا ونحن مستمرون بالنضال مهما طال الزمن ليس فقط الضفة الغربية وقطاع غزة لأن إسرائيل مصنعة في الغرب وليس لها جذور في الأرض".
الشعب الفلسطيني سيرد الصاع صاعين
وعن قراءته لتصاعد عمليات المقاومة في فلسطين، قال مدير العلاقات العربية في منظمة التحرير الفلسطينية:
"المقاومة مستمرة بكل الوسائل، وهي ليست فقط بالبندقية بل هي أيضاً حقوق ومواجهة في المجتمع الدولي، واتخاذ الكثير من القرارات الدولية التي تدين إسرائيل، نحن حقنا مثبت في القانون، ولكن نحن بحاجة لتثبيته على الأرض، وهذه المقاومة هي جزء من مقاومتنا الشاملة، وهي تتصاعد وتخف حسب الظرف والمكان وحسب الإمكانات، وكما هو معروف الشعب الفلسطيني شبه أعزل، ولا يملك لا سلاح ولا دبابات ولا طائرات إنما يملك مسدساً وبندقية فقط، وحين يأتي الوقت المناسب لتلقين درس لإسرائيل سيقوم شعبنا بذلك وهو ليس بحاجة لتعليمات أحد، فأي مواطن هو قائد للشعب الفلسطيني كما فعل الشهيد حاتم الذي قام بعمليته وقال للكيان الصهيوني أن الشعب الفلسطيني لن يقبل ولن ينام على جرائمكم وسيرد لكم الصاع صاعين، فهذه العملية التي جرت هي سياسية أكثر مما هي عسكرية".
نحن أكثر منهم بـ 200 ألف
وأضاف عبد الهادي: "كل المستوطنين هم جيش إسرائيلي، وأي مستوطن نعتبره عنصراً في الجيش الإسرائيلي، نحن لا نقتل مدنيين فالمستوطن في أرضنا هو محتل والمحتل عسكري ومقاتل، وفي هذا الإطار نحن مستمرون في ذلك، وكما تعلم أنت الحدود مغلقة والحصار شديد من العالم كله وهناك حصار مالي علينا، ولايزال الشعب الفلسطيني صامداً وهذا ما يقلق إسرائيل، فعدد الفلسطينيين اليوم أكثر من عدد الإسرائيليين بمئة ألف، هم ستة ملايين ونصف، ونحن أصبحنا ستة ملايين وسبعمئة ألف فلسطيني، وهذا ما يقلقهم جداً، وجودك على الأرض هو بحد ذاته مقاومة".
إسرائيل تستغل انشغال العالم بأوكرانيا
وحول تزامن التصعيد الإسرائيلي مع تطورات الأحداث على الساحة الدولية، قال عبد الهادي:
30 يناير 2023, 15:14 GMT
"إسرائيل تستغل انشغال المجتمع الدولي في مشاكل أخرى متل الحرب في أوكرانيا أو هي حرب روسيا مع حلف الناتو، فروسيا تقاتل حلف الناتو وتقاتل من أجل مبادئ وقيم ومن أجل القانون الدولي، بينما حلف الناتو هو حلف عصابات من أجل السيطرة والهيمنة على خيرات الشعوب، ومن هذا المنطلق تستغل إسرئيل انشغال المجتمع الدولي لكي تتمكن من تنفيذ أكبر قدر ممكن من مشروعها وهو ضم الضفة الغربية، وبالمناسبة المشكلة هي في الضفة الغربية وليس في غزة".
حماس وقفت متفرجة
وأردف عبد الهادي: "إسرائيل تريد القول للفلسطينيين: دولتكم في غزة، وللأسف حماس تسير في هذا المشروع بشكل غير مباشر، فعندما يكون الظرف مناسباً للقيام بعمليات مقاومة تقف حماس متفرجة، كما جرى قبل مدة حين خاضت حركة الجهاد الإسلامي المعركة لوحدها، أيضاً في هذه الظروف ماذا تفعل حماس؟ ويوم أمس أعلن السيد السنوار عن المقاومة السلمية وأوقف المقاومة المسلحة، هم لا يؤمنون بالدولة المستقلة على الضفة وغزة، فتنظيم الإخوان المسلمين يدعمهم وكذلك إسرائيل تدعمهم وجزء كبير يدعمهم بشكل خفي، وهذا طرح إسرائيلي أمريكي، أي أعلن دولتك في غزة والضفة ونحن نتقاسم معك وظيفياً أن تدير السكان والأمن أما السيادة فلنا".
واستطرد قائلا:
"هذا لن ينجح هو ما يسعون لتحقيقه، لكن لن ينجح لأن الشعب الفلسطيني أوعى وأكبر من كل هذه التوقعات، تصفية القضية الفلسطينية بدأت منذ عام 1936وكل مشروع لتصفيتها كنا نفشله كفلسطينيين، وهذا المشروع سيفشل ونتنياهو سيذهب إلى مزبلة التاريخ".
نتنياهو مستعد لقتل مليون إسرائيلي
وأضاف عبد الهادي: "الآن المجتمع الإسرائيلي بدأ إلى حد ما يعرف حقيقة حكوماته التي هي تقوم فقط بالحفاظ على السلطة، نتنياهو مستعد في سبيل السلطة لأن يقتل مليون إسرائيلي من أجل حب السلطة ولتنفيذ مخطط إستراتيجي، نتنياهو له كتاب هو وجده اسمه "مكان تحت الشمس"، ويقول بأن الضفة هي أرض إسرائيل، لذلك هو يسعى لتحقيق هذا الحلم، وهو نفسه يشكك عندما يلقي خطاباً يقول فيه صار عمرنا 75 سنة، يعني نتمنى أن نتجاوز عمر إسرائيل 80 سنة، وكل إسرائيلي يعرف أنهم لن يستمروا في هذه الأرض".
إسرائيل لا تحترم أي وسيط... والموقف العربي متفسخ
وعن دور الوسطاء الذين يتدخلون للتهدئة من حين لآخر في فلسطين، قال عبد الهادي: "للأسف إسرائيل لا تحمل وزناً لأي وسيط وكل الوسطاء ضعفاء، هم يملكون أوراقاً ضاغطة لكن لا يستخدموها، وإسرائيل لا تحترم أي وسيط، إسرائيل فقط يرعاها أمريكا وبريطانيا وهما يدعمانها بكل ما تمارسه من جرائم، وأنت تعرف لدينا 800 قرار في الأمم المتحدة وحوالي 75 قرار في مجلس الأمن، ولكن لم يتخذ أي قرار بسبب الولايات المتحدة وبريطانيا، لذلك لا تهتم إسرائيل بالمجتمع الدولي، ولا تكترث له ما دامت الولايات المتحدة وبريطانيا تقدم لها كل هذا الدعم، هؤلاء الوسطاء للأسف يتحركون حين يشعرون أن إسرائيل تضايقت، ولكنهم لا يحركون عندما يعاني الشعب الفلسطيني، للأسف الموقف العربي متفسخ ومتراجع، وهناك حكومات أكدت التزامها بالقضية الفلسطينية فقط كلامياً، لكن على الأرض لا يوجد أي التزام".
وتابع: "نحن منذ عام 2017 لم يقدم لنا أي فلس من أي دولة عربية بل أوقفوا المساعدات بناء على طلب من ترامب، نحن في صدرنا ألم شديد من الموقف العربي، والمجتمع الدولي مجتمع مصالح بلا أخلاق وبلا قيم يكيل بمكيالين".
