البضائع العربية تتحدى العقوبات الغربية
14:40 GMT 01.02.2023 (تم التحديث: 07:04 GMT 02.02.2023)
© Sputnik . Sergey Pyatakov
/ تابعنا عبر
حصري
شهدت السوق الروسية خروج عدد من الشركات الغربية بسبب العملية الخاصة في أوكرانيا، حيث تعرضت لضغوطات سياسية من قبل حكوماتها للخروج بالإضافة إلى أن فرض عقوبات على روسيا خلق نوعا من الصعوبات اللوجيستية أمام إيصال البضائع الأوروبية للسوق الروسية.
خروج هذه الشركات بمنتجاتها لم يخلق فراغا في السوق الروسية حيث سارع عدد من الشركات العربية والصينية وشركات الدول التي صنفتهم الدولة الروسية بالصديقة، لتسد هذا النقص وتطرح بضائعها المنافسة بجودتها وأسعارها لتلك التي خرجت من السوق.
في لقاء مع "سبوتنيك" تحدث نيكيتا شمارانوف، صاحب شركة "آغرو تيك"، عن استيراد المشروبات الغازية بشكل مباشر من المملكة العربية السعودية، لتعويض خروج شركات كبرى في هذا المجال من السوق الروسية قائلا: "بدأ تعاوننا مع المملكة العربية السعودية بتصدير المنتجات الزراعية، لكن مع رحيل العديد من منتجات المشروبات الغازية من روسيا، قررنا أن نستورد هذه المنتجات من المملكة، ونخطط مستقبلا لتطوير العلاقات التجارية مع المملكة العربية السعودية على أمل توسيع نطاق المنتجات."
وحول سلاسل التوريد وعملية نقل البضائع قال شمارانوف: "نستورد بضاعتنا من المملكة العربية السعودية بشكل مباشر، عن طريق البحر بالحاويات التي يتم تفريغها في ميناء نوفوروسيسك ليتم شحنها لمستودعات في المرفأ".
وحول الكميات التي يتم استيرادها قال شمارانوف: "نحن نشتري بكميات وأحجام محددة لأننا بدأنا العمل في هذا المجال منذ وقت ليس بالبعيد، حيث نقوم بتحليل أداء السوق لمعرفة حاجته وتلبيته بالإضافة لمحادثات نجريها مع سلسلة متاجر التجزئة والمواد الغذائية".
ولم يغب زيت الزيتون العربي عن واجهة السوق الروسية، ليكون حاضرا لتلبية حاجة المستهلك الروسي. في هذا السياق تحدث حسان الطريقي، مندوب الغرفة التجارية التونسية في روسيا، لـ"سبوتنيك" قائلا: "لدينا مصانعنا في تونس حيث ننتج التمور والحلويات، وشركاؤنا الذين ينتجون ويصدرون لروسيا زيت الزيتون، وتونس تحتل المركز الثاني عالميا بعد الأوروبيين بإنتاج الزيوت، وخاصة الزيوت التي تدخل السوق الروسية أننا نركز على الجودة فأشجار الزيتون قريبة من المناطق الصحراوية لتعطي صبغة تتماشى مع طبيعة المطبخ الروسي، فالروس يفضلون الزيوت التونسية لأنها لا تحتوي على حرقة كبيرة بالإضافة للونها الأصفر، وأسعارها المنخفضة مقارنة بالأوروبية".
مضيفا أن: "الأمور تجري بشكل جيد ويوجد تجاوب مع السلطات الروسية هنا وكذلك المواطنين الروس حيث هناك رغبة بالبضائع العربية خاصة في الظروف الحالية، ونلاحظ عودة العقلية السوفيتية في تفضيل البضائع العربية من تونس والجزائر ومن دول المغرب وسوريا ومصر".
وحول إمكانية أن يكون الزيت التونسي قد عوض خروج زيت الزيتون الأوروبي، بعد خروجه من السوق الروسية؟
زيت زيتون تونسي
© Sputnik . Johnny Elias
قال الطريقي: "شيء مؤكد أن كميات كبيرة من زيت الزيتون التونسي تصدر لأوروبا، فسنويا تونس تصدر لأوروبا أكثر من 80 ألف طن أو100 طن وليس زيتا معلبا وإنما في البراميل والبواخر، ولو أن روسيا تزيد طلباتها من الزيوت فباستطاعتنا أن نعوض الخروج الأوروبي الممثل في الزيت الإسباني والإيطالي".
زيت زيتون تونسي
© Sputnik . Johnny Elias
واختتم قائلا: "ننتظر أن يتم اتخاذ قرارات لنستفيد نحن والمواطن الروسي، فالزيوت الأوروبية باهظة الثمن حيث يصرفون أموالا باهظة على الدعاية ونحن مستعدون لزيادة كميات التصدير من تونس وبلدان أخرى لتعويض الزيوت الأوروبية".
يذكر أن السوق الروسية شهدت خروجا جماعيا لعدد من الشركات الأوروبية بسبب فرض دولها عقوبات ضد روسيا الأمر الذي أدى لخسارتها موارد وأموالا كبيرة في وقت بدأت بمراجعة قراراتها في الخروج من السوق الروسية والعودة تحت مسميات أخرى أو بطرق جعلتها تلتف على العقوبات.
