https://sputnikarabic.ae/20230525/شبان-حلبيون-يجندون-موسيقاهم-لغرس-الفرح-في-أرواح-مسني-مدينتهم-المنكوبة-1077418956.html

شبان حلبيون يجندون موسيقاهم لغرس الفرح في أرواح مسني مدينتهم المنكوبة

شبان حلبيون يجندون موسيقاهم لغرس الفرح في أرواح مسني مدينتهم المنكوبة

سبوتنيك عربي

في تلك الليلة، تمايلت (غصون) حتى نال منها الإرهاق. بكلتا يديها اللتين حفرت فيهما السنين تضاريس معقدة، غزلت رقصتها على الطريقة الحلبية، حتى تمايلت معها جدران... 25.05.2023, سبوتنيك عربي

2023-05-25T10:27+0000

2023-05-25T10:27+0000

2023-05-25T11:37+0000

أخبار سوريا اليوم

حصري

تقارير سبوتنيك

https://cdn1.img.sputnikarabic.ae/img/07e7/05/19/1077417265_0:160:3072:1888_1920x0_80_0_0_4161f9dcbdb933ccb2394c3a27b2e4bf.jpg

وحين بدأت عيناها باستلماح ألوان حجارة الدار المغبرّة، وهي تتمازج مع الزخارف المرسومة على قاعدة طبقته العلوية حيث تقف زميلات لها، علمت السيدة السبعينية أن الوقت قد حان فعلا كي تعود إلى كرسيها، وتستريح.وعلى أنغام القدود الحلبية التي عزفتها فرقة "شباب الإغاثة التطوعي"، قضت غصون مع رفيقاتها من نزيلات دار المسنين في حي المشاطية في حلب، ليلة تثير حنين الأيام القديمة، بعدما تراكمت فوقها طبقات متراصة من ذكريات الموت والحرب والفقر.وهي تحاول التقاط أنفاسها بعد جولة رقص حلبية، قالت غصون لـ "سبوتنيك": "إيش بدّي قول، هي الرقصة التي كنا نرقصها كل يوم في ببت أهلي مع رفقاتي البنات راحت هديك الأيام".وعقب لحظة صمت رافقت انحناءة رأسها نحو بلاط الدار المنمنم بزخارفه شرقية، أضافت: "الله يرحم كل اللي ماتوا".ربما لم تعد غصون تتذكر آخر مرة رقصت فيها قبل حفلة اليوم، إلا أن المؤكد بأنها تسبق بزمن طويل الحرب التي نالت مدينتها جرعة قاسية من آلامها. والحال كذلك، ربما يمكن للمرء تلمّس الأثر الإنساني الذي دغدغه فريق "شباب الإغاثة التطوعي"، خلال حفله الذي أقامه لنزيلات الدار.قال محمد شاهين عواد، قائد الفريق، لـ "سبوتنيك": "أطلقنا على الدار اسم (دار الحب) الذي تسكنه أمهاتنا. حاولنا بكل ما نستطيع، التخفيف من آلامهن، وإدخال الفرحة إلى قلوبهن".وأضاف عواد: "منذ أن ضرب الزلزال حلب قبل ثلاثة أشهر، قمنا بالكثير من الأنشطة الموسيقية في مراكز الإقامة المؤقتة للمتضررين وفي دور الأيتام والمسنين، كان ذلك ثمرة تعاون بين مبادرة "نغمة وتر الموسيقية" وفريق "شباب الإغاثة التطوعي".لا يمتلك متطوعي "نغمة وتر" و"شباب الإغاثة" الكثير من الأشياء التي يتمنون بالفعل تقديمها لمسنّي مدينتهم، فقط موسيقاهم التي تشير مجريات الحفل إلى أنها جاءت كهدية ثمينة انتشلت الفرح الغارق في عمق قلوب نزيلات الدار، بعدما ارتشفت قسوة النكبات المتتالية التي حلّت بهذه البقعة من سوريا، كل قطرات السعادة.أكد رضوان ناولو، عازف آلة "القانون" التي تعد أيقونة القدود الحلبية لـ "سبوتنيك" أن "فرقة "نغمة وتر" تحاول الوصول إلى الأماكن المنسيّة التي تحتاجها"، مضيفا: "دار المسنين مكان لا يذكره الناس عادة، حاولنا زرع البسمة على وجوه السيدات".أديبة، السيدة السبعينية التي سكنت الدار منذ وقت طويل، لطالما لوّحت بيدها لكاميرا "سبوتنيك" من حيث تجلس.ورغم رفضها التحدّث بشكل مباشر إلى "سبوتنيك"، إلا أن نظراتها الذابلة بالحنان، تفصح بجلاء عما عايشته خلال سنيّها الطويلة.وعيناها الحّادتين وسط وجهها الصافي، توحيان بمزيج متناقض من الأسئلة الداخلية: هل أرخي الحبل للفرح؟، أم أن الحكمة تفترض أن أحتفظ لنفسي بطريق العودة إلى رتابة الأيام القادمة!.قالت داليا حريري، المتطوعة ضمن مبادرة "شباب الإغاثة التطوعي" لـ"سبوتنيك" "أنها اتخذت قرارها بالانضمام إلى فرق العمل التطوعي بعد الزلزل الذي ضرب مدينتها، نظرا لإدراكها عن قرب حجم الحاجة إلى هذا النوع من الأنشطة للتخفيف من الآلام التي أرخاها على الحلبيين، والشرائح الأكثر هشاشة على وجه الخصوص".وعبر مهند غموري، عازف "الأورغ"، وهو أحد مهندسي العمل الإنساني التعاوني الذي يجمع فرقة "نغمة وتر" بمبادرة "شباب الإغاثة"، لـ"سبوتنيك" عن سعادته البالغة بالمشاركة في رسم البسمة على وجه السيدات من نزيلات الدار.وقال غموري عنهن: "هنّ جذورنا".

2023

الأخبار

ar_EG

أخبار سوريا اليوم, حصري, تقارير سبوتنيك