راديو

لماذا اندلعت شرارة الإحتجاجات والتظاهرات في إيران ؟

ضيف الحلقة: الإعلامي الإيراني محمد غروي
Sputnik

تجددت مساء أمس  الأحد الإضطرابات في العاصمة الإيرانية طهران ومدن أخرى للبلاد على خلفية استمرار المظاهرات المعارضة لليوم الرابع على التوالي وسط اتخاذ السلطات الإيرانية  إجراءات أمنية مشددة.

من جهته، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، في أول تعليق له على الاحتجاجات التي تعمّ إيران منذ 4 أيام، أن الشعب الإيراني لديه الحق في التظاهر والانتقاد دون الخروج عن الإطار القانوني. وقال:  نرحب بالانتقاد لكن هناك فرق كبير بين الاحتجاج وتدمير الممتلكات العامة.

وقلل الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماعه برؤساء اللجان التخصصية في البرلمان من أهمية الأحداث التي تشهدها البلاد وأكد أن إيران ستتجاوز هذه المرحلة.

وقال روحاني في خطاب ألقاه بشأن الاحتجاجات، اليوم الاثنين: "هذه الأحداث لا أهمية لها. والشعب الإيراني شهد الكثير منها وتجاوزها بسهولة". 

وتابع: "المسألة باتت اليوم تمس النظام والثورة والمصالح الوطنية والأمن القومي واستقرار إيران والمنطقة"، مشيرا إلى أن جميع المتظاهرين ليسوا مدعومين من الخارج.

ودعا روحاني لتحويل ما حدث خلال الأيام الماضية في إيران إلى فرصة لحل المشاكل.

من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض رسميا تأييده الكامل للمتظاهرين المحتجين في إيران. وقالت المتحدثة باسمه سارة ساندرز: "إننا نؤيد حق الشعب الإيراني في التعبير عن آرائه سلميا ويجب أن يسمع صوته".

كما اعتبر قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، أن ثمة عاملا خارجيا وراء الاحتجاجات في إيران، وإن كانت الأسباب الداخلية المؤثر الأول.

وفي تصريح لوكالة "نوفوستي" قال كوساتشوف، يوم الأحد 31 ديسمبر الماضي، إن موجة الاحتجاجات التي تشهدها إيران عشية أعياد رأس السنة، تأتي أساسا كمؤشر لتطورات سياسية داخلية، وثمة عوامل اقتصادية واجتماعية، بينها مستوى البطالة وتضخم العملة الوطنية، تؤثر هي الأخرى على الوضع في البلاد، وإن كانت الأوضاع الاقتصادية في إيران ليست هي الأسوأ في المنطقة.

مع ذلك أشار السيناتور الروسي إلى أن هناك ما يدل على وجود عامل خارجي معين وراء هذه الأحداث، مشيرا إلى أن متظاهرين رددوا في بعض المدن الإيرانية هتافات تدعو إلى ترك طهران دعمها لسوريا و التخلي عن أي دور في لبنان وقطاع غزة، أي هتافات تمثل هجوما على سياسة إيران الخارجية.

يقول الإعلامي الإيراني محمد غروي في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد، لا شك أن بداية هذه التظاهرات والإحتجاجات كانت مطلبية محقة واقتصادية تطالب بخفض الإسعار على المواد الغذائية والوقود،  لكن تطورت بعد أيام قليلة، وما شاهدناه قبل يوم أمس كان ذروة أعمال الشغب، حيث دخلت بعض المجموعات المغرضة في هذا الحرك،  والتي لم تطالب بأي مطالب معيشية اقتصادية، بل كانت تقوم بأعمال الحرق للمحال التجارية وإلخ. وكانت تردد شعارات وهتافات سياسية بامتياز ليس لها أي علاقة بالمطالب الإقتصادية.

ويتابع غروي قائلا: لكن بمجمل هذه التظاهرات كما قال الرئيس حسن روحاني، فهي احتجاجات محقة، الشعب يريد حقوقه، ومطالبه بخفض الأسعار محقة. ومشرع الموازنة الذي قدمه رئيس الجمهورية إلى مجلس الشورى كانت الشرارة الأولى التي أطلقت هذه الإحتجاجات. ونحن نرى أن النظام استوعب ما حصل، وسمع ما يقوله المحتجون، وكلام روحاني امتص نقمة الناس، حيث سيكون هناك تعديل في بنود الموازنة الإيرانية. ولن يكون هناك أي ارتفاع في أسعار الوقود.

التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.

إعداد وتقديم: عماد الطفيلي

مناقشة