تقرير- سبوتنيك. تقول هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن"امرأة من كل ثلاث نساء في العالم تتعرض لشكل ما من أشكال التحرش الجنسي مرة واحدة على الأقل في الحياة"، وهذا ما جعل الكثيرون يبحثون عن آليات لمواجهة التحرش. من ضمن هؤلاء إليسا ماري دي سيلفا، خبيرة الطيران التي اقترحت مبادرة "سيف سيتي"، التي تقوم على تشجيع النساء على البوح، وتوثيق حوادث التحرش والاعتداء الجنسي على النساء التي حدثت وتحدث في الأماكن العامة، لمعرفة المدن الأكثر أمانا للمرأة، والاحتياطات التي يجب اتباعها عند ذهاب المرأة إلى الأماكن التي يكثر تواجد المتحرشين فيها.
وتهدف المبادرة إلى التوعية بنوعية المضايقات التي تتعرض لها النساء في الشوارع، وإقناعهن بكسر الصمت والبوح بتجاربهن الشخصية من دون الكشف عن هويتهن، لتبادل القصص واليقين بأنهن ليست وحدهن "ضحايا"، ليستطيعن الوقوف مع أنفسهن والتعامل مع الجاني.
وقد أطلقت دي سيلفا موقعا إلكترونيا باسم "سيف سيتي" في ديسمبر 2012، بما يمكن النساء من الوصول إليه والتواصل عبره ومشاركة تجاربهم، لتقوم دي سيلفا وشركائها بعد ذلك باستخدام المعلومات الواردة في قصص التحرش، مثل المكان والوقت والكيفية التي تم بها، لإضافتها إلى خريطة تفاعلية، توضح أماكن تمركز المتحرشين في المدن على مستوى العالم.
منذ انطلاق المبادرة وتدشين الموقع في 26 ديسمبر 2012، أفصحت أكثر من 10 آلاف امرأة ينتمون لأكثر من 50 مدينة في الهند وكينيا والكاميرون ونيبال عن معاناتهم مع التحرش، مما مكن سيف سيتي من الوصول إلى قاعدة بيانات عن أكثر أماكن العالم تحرشا.
ووفقا للمعلومات المتوفرة لسيف سيتي تعد الهند أكثر مناطق العالم خطورة من حيث التحرش، فتلقى الموقع 9076 شكوى تتعلق بالتحرش بها، وأظهرت خريطة الموقع المدن والقرى التي حدث فيها التحرش، وجاءت باكستان في المركز الثاني بعد الهند بعدد شكاوي 4806 شكاوي، ثم كينيا بـ"1122 شكوى"، والغابون 281 شكوى؟
توفر مبادرة "سيف سيتي" للنساء أيضا خدمة تصنيف الأماكن من حيث التحرش، من خلال إتاحة معلومات تتعلق بسلوك الشرطة و العادات الإجتماعية في كثير من مدن العالم، مما يسهل على النساء فهم المشهد الأمني للمناطق التي يرغبون في السفر إليها مثلا، واتخاذ قرارات تتعلق بالوقت المحدد للزيارة، وطريقة المواصلات المستخدمة "جماعية أو فردية"، ومدى حاجتهم للسفر مع أشخاص أو بمفردهم والملابس المناسبة لارتدائها.