مجتمع

الكرة السورية تودع بطولة آسيا للمنتخبات الأولمبية لكرة القدم

ودع المنتخب السوري الأولمبي لكرة القدم بطولة أسيا للمنتخبات الأولمبية (تحت 23 سنة) التي تقام في الصين بعد تعادله بدون أهداف مع نظيره الفيتنامي في المباراة التي جرت، أمس الأربعاء، في مدينة تشانغ شو الصينية.
Sputnik

بعد مباراة مثيرة خاضها المنتخب السوري تحت ضغط المطالبة بالفوز ولا بديل عنه بعدما دخل لعبة الاحتمالات التي أوصلتها إليه نتائجه الضعيفة في المباراتين السابقتين، حيث لم يحرز سوى نقطة وحيدة من تعادل مع كوريا ج وخسارة أمام أستراليا وتراجعه إلى المركز الرابع أوصله إلى لعبة الاحتمالات ودوامتها.. فالتأهل إلى الدور الثاني كان يتعين عليه الفوز على فيتنام بأي نتيجة، وبذات الوقت فوز كوريا ج على أستراليا بأي نتيجة.. أو الفوز السوري على فيتنام بفارق هدفين وبذات الوقت فوز أستراليا على كوريا بهدف للاشيء، أما في حال فوز سورية على فيتنام بهدفين للاشيء وفوز أستراليا على كوريا ج بهدفين لهدف يتم اللجوء للعب النظيف (الأفضلية للأقل حصولا على الإنذارات).

المنتخب الأولمبي السوري يخسر أمام نظيره الأسترالي بكرة القدم

ضغط وحرق أعصاب

مشكلة المنتخب السوري أنه لعب المباراة بلهجة هجومية وضغط على المرمى في شتى السبل والوسائل الهجومية المتنوعة التي كانت تتوقف عند الصلابة الدفاعية وقوة الحارس لدى المنتخب الفيتنامي، فيما كانت المشكلة الأخرى هي رعونة المهاجمين السوريين الذي أطاحوا بما تبقى من كرات خطرة خارج المرمى ليضيعوا فرصا لا يصح أن تضيع ومعها ضاع حلم التأهل إلى الدور الثاني الذي ذهب إلى المنتخبين الفيتنامي الذي استفاد من التعادل مع نظيره السوري، والمنتخب الأسترالي الذي فاز بدوره على كوريا ج بثلاثة أهداف لهدفين، وبالطبع فالمنتخب الذي لا يسجل سوى هدف وحيد في ثلاثة مباريات فلن يجد له مكانا في الدور الثاني للبطولة الأسيوية.

مدرب المنتخب الإيراني مجموعتنا قوية والمنتخب السوري أثبت علو كعبه في التصفيات

هجوم سوري ودفاع فيتنامي

المدرب السوري حسين عفش بدأ المباراة بتشكيلة مؤلفة من: خالد إبراهيم (حارس مرمى) فارس أرناؤوط — عبد الله جنيات — جهاد بسمار (دفاع) يوسف حموي — محمد مرمور — أحمد أشقر — مؤمن ناجي (وسط) شادي حموي — أحمد الأحمد — رأفت مهتدي (هجوم) والشوط الأول كان سوريا في معظم مراحله مع أفضلية السيطرة السورية على وسط الميدان وامتداده هجوميا نحو المرمى الفيتنامي الذي تعرض لضغط متواصل لكن الدفاع والحارس كانا الأقدر على إبطال الخطورة مرارا، فيما اقتصر الظهور الفيتنامي على كرتين فقط في إشارة إلى أسلوبه الدفاعي طيلة الشوط.

فالدقائق العشرة الأولى مضت دون فاعلية لكن الدقيقة (11) حملت أولى الفرص السورية مع كرة محمد المرمور التي قطعها الدفاع قبل وصولها إلى المرمى وحولها إلى ركنية لتشكل خطورة سورية جديدة بالكرة الرأسية للمهاجم رأفت المهتدي الذي سددها بجانب المرمى، ويظهر المنتخب الفيتنامي للمرة الأولى في الدقيقة (15) بكرة فونغ الذي اخترق الدفاعات السورية بمهارة كبيرة مشكلا خطورة بالغة لكن كرته ابتعدت عن المرمى.

الأسد يستقبل لاعبي المنتخب السوري لكرة القدم (فيديو)

الرد السوري كان سريعا ومتتاليا عبر كرة مؤمن ناجي التي أنبرى لها الحارس الفيتنامي، وتسديدة المهتدي الصاروخية التي حاذت القائم الفيتنامي، وكرة رأسية أخرى للمهتدي لكنها تعلو المرمى، ويكاد المنتخب الفيتنامي أن يسجل بكرة من داخل منطقة الجزاء لكنها تضيع ضربة مرمى.

ويمر الوقت ويزداد الضغط الهجومي السوري ويستمر تألق الحارس الفيتنامي في الذود عن مرماه لاسيما في الكرات العرضية والعالية التي لجأ إليها المنتخب السوري، فيما تكفل الدفاع أمامه بقطع بقية الكرات وأبرزها تسديدة الناجي من داخل منطقة الجزاء لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بدون أهداف.

ما حقيقة تقديم المنتخب السوري شكوى إلى الفيفا

دقائق مجنونة

في الشوط الثاني حاول المدرب السوري حسين عفش تعزيز خطي الوسط والهجوم بإشراك محمد العنز وعبد الهادي شلحة وحمزة محناية، ويتواصل الضغط الهجومي في هذا الشوط الذي شهد امتدادا هجوميا نسبيا للمنتخب الفيتنامي الذي لجا إلى بعض الهجمات المباغتة بهدف الضغط على الفريق السوري وإعادته إلى المنطقة الخلفية، ويكاد الفيتنامي أن يسجل لكن الحارس السوري نجح في اختباره الأول في هذه المباراة عندما تعاون مع الدفاع على قطع الكرة الفيتنامية الأخطر، فيما كانت الهجمات السورية تتوالى في الشوط الثاني وتارة من الأطراف بالكرات العرضية والعالية، وتارة من العمق بالكرات البينية، لكنها بالمجمل كانت تصطدم بالكثافة الدفاعية الفيتنامية، لتأتي أخطر الكرات السورية في الدقيقة (74) بكرة مرفوعة أفلتت من الحارس الفيتنامي وسددها الشلحة وعاد الحارس ليصدها مجددا، ويسددها المهتدي ثانية لكن الدفاع يتكفل في إبعادها مفوتا على المنتخب السوري فرصة هدف لا تتكرر.

قائد المنتخب السوري يعتذر للجماهير السورية

وتشهد المباراة دقائق مجنونة مع زيادة الضغط الهجومي السوري ومحاولات فيتنامية لإيقاف المد المقابل، ويسدد المهتدي رأسية تنحرف بأعجوبة عن المرمى.! وكرة لولبية للعنز تحاذي المقص الأيسر للمرمى الفيتنامي، وفرصة أغلى للمحناية الذي وصلته الكرة داخل منطقة الجزاء وعلى مسافة قليلة من المرمى لكنها يطيح بها خارج المرمى.! وعلى طريقة (أمور لا تصدق) أضاع العنز الفرصة السورية الأخيرة من كرة أستلمها داخل منطقة الجزاء لكنه سددها (على مبدأ ظواهر مدهشة) خارج الخشبات الثلاث، لتعلن صافرة الحكم نهاية المباراة بالتعادل السلبي بدون أهداف، وسط دموع سورية وفرحة فيتنامية.

مناقشة