واشنطن تعطي عفرين "جائزة ترضية" لتركيا... فمن سينقذ عفرين

أعلن الناطق باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية، أنّ منطقة عفرين لا تحظى بدعم الولايات المتحدة لأنها ليست جزءاً من المناطق التي يتواجد فيها "داعش"، بحسب ما جاء في مقال للكاتب حميدي العبدلله.
Sputnik

تجاذبات إقليمية على نار حامية... سوتشي وجنيف بين عفرين وإدلب
وذكر العبدلله في مقاله الذي نشرته جريدة "البناء" اللبنانية، أن "هذا الإعلان ينطوي على رسالة مزدوجة، من جهة يبعث برسالة للأكراد مفادها أنّ الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة لهم محصور في المنطقة الواقعة شرق الفرات، وهي المنطقة التي تريد واشنطن تحويلها إلى ورقة ضغط على الدولة السورية وحلفائها لابتزازهم في إطار الحلّ السياسي النهائي وفي المفاوضات التي تجري بين واشنطن وموسكو، ومن جهة أخرى هي محاولة إرضاء لتركيا ومنحها جائزة ترضية، أولاً، لامتصاص اعتراض تركيا على تشكيل الولايات المتحدة قوة أمنية عسكرية مؤلفة من 30 ألف شخص، حيث سوف ينتشر المسلحون الأكراد على الحدود مع تركيا، وثانياً، لإقناع تركيا بالخروج من مسار أستانا".

وأضاف الكاتب "الأمر الواضح من التصريح الأمريكي أنّ الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لتركيا لشنّ عملية عسكرية ضدّ عفرين، والمناطق الأخرى المتاخمة لها التي انتشرت فيها وحدات الحماية الكردية أثناء تحرير الجيش السوري لجزء من الريف الشمالي والأحياء الشرقية في مدينة حلب".

"وبات سكان عفرين الآن خارج الحماية الأمريكية، هذا إذا كان بالأساس لديهم أيّ حماية منذ البداية".

وتابع العبدلله، "السؤال المطروح الآن، ما الذي يفعله سكان هذه المنطقة وحماتها المحليون؟ هل يمتلكون القدرات العسكرية لصدّ زحف الجيش التركي والميليشيات السورية العميلة لتركيا والتي بدأت التحرّش بسكان هذه المنطقة، إضافة إلى التنسيق القائم بين الجيش التركي و"جبهة النصرة"؟ وهل تتخلى قيادة "وحدات الحماية الكردية" عن نهج التعاون مع القوات الأمريكية في الحسكة والرقة بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن "وحدات الحماية الكردية" في عفرين وأعطت الجيش التركي الضوء الأخضر ليقوم بالقضاء عليهم؟".

ورأى الكاتب أنه "لا شك أنّ سكان منطقة عفرين ليس لديهم أيّ خيار في مواجهة الغزو التركي المحتمل سوى خيار التعاون مع الجيش السوري لصدّ هذا الغزو المحتمل والدفاع عن أنفسهم قبل أن يدافعوا عن سورية".

مناقشة