محلل: تدخل روسيا عسكريا في سوريا لم يمنع بلورة مشروع ينهي الحرب

قال المحلل السياسي والمتخصص في الشأن السوري نضال سعيد السبع، إن دعوة روسيا للولايات المتحدة والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، للمشاركة بصفة مراقبين في مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر في سوتشي، سوف يوفر للمؤتمر رعاية دولية.
Sputnik

 

سياسي سوري: هناك تصميم روسي على حل الأزمة السورية في "سوتشي"
وأضاف السبع، في تصريح خاص لـ "سبوتنيك"، أنه من الواضح أن الرئيس فلاديمير بوتين يعيد رسم ملامح الحل الروسي في سوريا بدقة متناهية، فتدخله العسكري في نهاية 2015، لم يثنه عن بلورة مشروع سياسي ينهي الحرب وفق الرؤية الروسية.

وأوضح أن الرؤية الروسية تضمن حضور الجمع، بعيداً عن فكرة الإلغاء أو إسقاط النظام، والتي يعمل عليها الغرب منذ بداية الأزمة السورية، وذلك عبر إصدار بيان "جنيف 1"، الصادر في 30 يونيو/ حزيران 2012، والذي هو في الواقع فكرة إلغائية، الهدف منها إطالة أمد الحرب، ومنع السوريين من الوصول لأي اتفاق سياسي.

وتابع: "موسكو لا تستفرد بالحل في سوريا، وهي تعمل على إحداث خرق في مفاوضات جنيف، عبر تنظيم مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، والذي سيكون عاملا مساعدا لعملية جنيف التفاوضية وليس بديلا لها، كما هو الحال في اجتماعات آستانا، التي أنتجت الهدنة في المناطق الأربع، ووفرت آلية عملية للتهدئة للمرة الأولى منذ بداية الحرب السورية.

ولفت المحلل السياسي إلى أن "أمريكا تحاول إعاقة أي تقدم في مسار مفاوضات جنيف، عبر الإيعاز للوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا بتأجيل الجلسات وإغراق المتفاوضين بكم هائل من التفاصيل، ما يجعل المفاوضات تمتد لسنوات، بينما تعمل بشكل جد وحثيث على إنشاء "كيان انفصالي" في الشمال، ما يفتح الأبواب نحو تقسيم سوريا، وهذا ما ترفضه موسكو بالمطلق"، حسب قوله.

وشدد على أنه في جميع الأحوال، فإن دعوة السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي للمشاركة بصفة مراقبين في مؤتمر الحوار الوطني السوري، المقرر في سوتشي 29 و30 يناير/ كانون الثاني الجاري، بمثابة دفع للمجتمع الدولي للوقوف أمام التزاماته الدولية، والبحث عن حلول للأزمة السورية، بعد سنوات من التهرب والمماطلة.

 

مناقشة