عفرين - تنسيق روسي تركي أم صراع مصالح

بعد إعلان أردوغان بدء عملية عفرين، مستجدات الأحداث والسيناريوهات المحتملة على الحدود السورية التركية وإمكانية وقوع مواجهات مختلطة ومتعددة الجوانب في ظل التهديدات المتبادلة بين جميع الأطراف وظهور مؤشرات تدل على أن توافقاً روسياً تركيا قد تم لتوحيد جبهة المواجهات ضد الولايات المتحدة ومنعها من تنفيذ مشروعها التقسيمي الذي يشكل خطراً على أمن المنطقة.
Sputnik

أردوغان: العملية العسكرية في عفرين بدأت فعليا في الميدان
خلال لقاء خاص مع الخبير العسكري الإستراتيجي العميد علي مقصود لوكالة "سبوتنيك" تحدث فيها عن تطور الاوضاع على الحدود السورية التركية و إمكانية وقوع مواجهات.

سبوتنيك: بخصوص المرتكزات التي إستند عليها أردوغان في هذا التصعيد وهل هو بالفعل قادرعلى تنفيذ العملية يقول العميد مقصود:

"مع كل ما نسمعه من تصريحات رنانة وتصعيد إعلامي من قبل المسؤولين الأتراك، نرى أنها لاتعدو مسرحية نسقتها الولايات المتحدة الأمريكية مع الأتراك لتمرير هذه العملية التي كانت بمثابة كرة نار وضعتها أمريكا في عفرين التي تعتبر عقب أخيل بالنسبة للروسي

والسوري، والعلاقة التي تربط هذا التحالف مع تركيا، لذلك أنا أقول بأن تركيا لن تذهب نحو هذه العملية وفق هذه التصريحات، وفي الوقت الذي كان يصرح فيه وزير الدفاع التركي قائلاً بأننا مستمرون في الحوار والإتصالات مع الطرف الروسي لبدء هذه العملية

ولايوجد مجال للتأخير، كان رئيس هيئة الأركان التركية يقول بأن الأخبار التي تقول بأن هناك الكثير من التعزيزات لبدء العملية هي غير صحيحة ونحن لانستهدف الأكراد وإنما نقوم بالرد على مصادر النيران التي تستهدفنا من الطرف الآخر قد تكتفي تركيا برمايات مدفعية

في محيط عفرين لأنها أخذت بعيت الإعتبار التحذيرات السورية في حال إخترق الطيران التركي السماء السورية وفيما لو دخلت هناك قوات تركيا إنها سوف تتعرض للتصدي لهذا العدوان".

سبوتنيك: ماالإمكانات التي يمكن أن تتمتع بها القوة الأمنية التي تزعم الولايات المتحدة تشكيلها في الشمال السوري ومدى خطورتها، استدرك العميد مقصود قائلاً:

تعزيزات عسكرية تركية جديدة تصل إلى الحدود مع سوريا

" إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تشكيل قوة أمنية على الأرض السورية ماهي إلا فقاعة صابون، لأن القوة التي تملكها الولايات المتحدة هي مجرد 5000 آلاف مقاتل من قوات سورية الديمقراطية، لذك نرى عمليات إعتقال الشباب وفرض التجنيد الإلزامي عليهم

في الحسكة وفي مناطق سيطرة قوات "قسد"، إذاً هذه مجرد فقاعة صابون تريد الولايات المتحدة من خلالها تحقيق بعض الأغراض السياسية وربما البقاء على هذه الفوضى التي تسمح لامريكا بالإستثمار وتأخير إعادة البناء والإستثمار من قبل الدول التي دعمت سورية بعد

أن تضع دعامات لنفسها ولحليفها التركي في الميدان السوري، ولكن كان كلام نائب وزير الخارجية المقداد واضحا بأن الولايات المتحدة لن يكون لها دوراً في إعادة الإعمار لأنها أيديها ملطخة بالدم السوري".

سبوتنيك: وماذا بخصوص التهديدات التركية للولايات المتحدة ومقدرة تركيا الدوخل منفردة في مواجهة الأمريكي؟

لافرينتييف: روسيا تعول على حضور الولايات المتحدة خلال مؤتمر سوتشي بصفة مراقب

أشار العميد العميد مقصود إلى أنه "إذا كان كلام الأتراك صحيح بأنهم لن يسمحوا للأمريكي بأن يحقق هذا الهدف بإقامة هذا الكيان فلن تسطيع تركيا بمفردها مواجهة هذه التحديات اذاً الخيار الصحيح إذا كان يتحدث التركي عن أن الأمن القومي التركي مهدد، عليه أن

ينسق مع هذا الثالوث الروسي الإيراني السوري لكي يستطيع مواجهة هذه التحديات وإلا تكون كل هذه التصريحات مجرد زوبعة في فنجان من قبل أردوغان نفسه لأنه بدأ يحصد نتائج سياساته في سورية ".

سبوتنيك: هل يوجد هناك مؤشرات إتفاق روسي تركي قد ينتهي بالتنسيق مع الطرف السوري؟

قال العميد مقصود، ليس لدي معلومات ولكن نحن نحلل من خلال السلوك الذي يقوم به الأتراك وعملية التراجع عن تنفيذ هذه العملية والإكتفاء برمايات مدفعية هو مؤشر على أن الروس تمكنوا مع الأتراك من إيجاد مخرج، ومن ثم وضع قاعدة لبدء تحرك تركيا تجاه

سورية لبدء تنسيق المواقف السورية والتركية لمواجهة هذه التحديات فعلياً، التحديات التي تريد أن تفرضها أمريكا لديمومة الفوضى والصراع ليس في سورية فحسب بل في تركيا والمنطقة كلها، وأنا بتقديري المؤشرات يمكن أن تشير بأن هناك تحولاً في المواقف التركي فلم

نسمع رداً سلبياً أوتصعيداً من قبل كل المسؤولين الأتراك بعد تصريحات نائب وزير الخارجية الدكتورفيصل المقداد بل كانت الردود التركية بالتنفيذ والسلوك على أرض الواقع بما ينسجم مع هذه التصريحات والتهديدات السورية لتركيا".


أجرى الحوار: نواف إبراهيم

 

مناقشة