تفاصيل خطيرة عن خطة مخابراتية لاغتيال زعيم عربي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مقتطفات من كتاب "صعود وقتل أولا"، الذي يصف كيف تم وضع خطة لتصفية زعيم عربي، وكيف تم التراجع في اللحظات الأخيرة عن الهدف.
Sputnik

"صعود وقتل أولا"، كتاب جديد للصحفي الإسرائيلي رونين برغمان، الذي يسرد من خلاله تفاصيل خطة لاغتيال رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، عام 1982، وسيتم نشره في نهاية الشهر، بحسب "نيويورك تايمز".

يوثق الكتاب تاريخ أهداف الاغتيال للموساد الإسرائيلي، ويكشف كواليس الخطة التي أعدتها الأجهزة الأمنية ووزير الحرب الإسرائيلي في حينه أرئيل شارون، ويستعرض محطات تقدم الخطة التي اعتمدت بالأساس على قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لطائرة مدنية كان على متنها عرفات.

المهام الثلاث لعميل "الموساد" في لبنان... أخطرها اغتيال النائب بهية الحريري

يقول مؤلف الكتاب إنه بعد شهر من نهاية الحرب على لبنان، التي سمتها إسرائيل حرب "سلام الجليل"، قررت إسرائيل اغتيال رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، "وكان كل شيء جاهزا، لكن توقفت الخطة في اللحظة الأخيرة"، وتم التراجع عن تنفيذها في اللحظات الأخيرة.

ويصف برغمان كيف تلقى الموساد، بعد ظهر يوم 22 تشرين الأول/ أكتوبر 1982، معلومات من مصدرين داخل منظمة التحرير الفلسطينية، بأن عرفات سوف ينطلق في اليوم التالي على متن طائرة خاصة من أثينا إلى القاهرة.

ووصل اثنان من عملاء الموساد من فرع "قيسارية" بالجهاز إلى المطار في أثينا للتعرف على عرفات وللتأكد بأنه هو الذي كان يستقل الطائرة. وفى ذلك الوقت، ضغط وزير الأمن آنذاك أرييل شارون على رئيس الأركان آنذاك رفائيل إيتان لتعزيز العملية وتعجيلها، بحسب الكتاب.

وكانت طائرتان من طراز "إف —15 "، في وضع الاستعداد للإقلاع من قاعدة تل نوف الجوية.

لكن الرجل الذي كان ببيده وقف العملية قائد القوات الجوية آنذاك، اللواء ديفيد عيفري، كانت تساوره شكوك في العملية برمّتها، ولذلك قال لأحد الطيارين:

"لا تطلق النار دون إذني. حتى لو كان هناك خطأ في الاتصال وكنت لا تسمع تعليماتي، لا تطلق النار تحت أي ظرف من الظروف".

زوجة الأسير مروان البرغوثي تعتصم داخل ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات

وفي الساعة 14:05 يوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر، أرسل عملاء الموساد رسالة إلى مقر المنظمة في تل أبيب. وقال أحد العملاء الذين كانوا حاضرين في المطار في أثينا، كما هو مبين في الكتاب "إنه هنا" (يقصد عرفات).

ويقول عيفري في مقابلة مع مؤلف الكتاب: "لم أفهم القصة بأكملها، لم أفهم السبب الذي يجعل عرفات يسافر  إلى القاهرة، خصوصًا أن تقارير المخابرات أظهرت لنا أنه لم يكن لديه ما يبحثه هناك، لذلك كان لزامًا عليّ التأكد من أنه هو، وطلبت من الموساد أن يحول إليّ معلومات مؤكدة عن هويته ووجوده بالمطار".

نقل عملاء الموساد في المطار في أثينا رسالة أخرى إلى مقر الجهاز، بأن عرفات هو بالفعل الرجل الذي وصل وكان على وشك ركوب الطائرة. في الساعة 4:30 مساء، أقلعت الطائرة وحصل عيفري على أمر من رئيس الأركان إيتان باعتراض وقصف الطائرة.

من جانبه، أمر عيفري الطيارين بالإقلاع. ومع اقترابهم، استمرت الشكوك لتراود قائد القوات الجوية، فيما واصل الموساد إصراره على أن يكون رئيس منظمة التحرير الفلسطينية على متن الطائرة.

بدوره، ضغط رئيس الأركان على عيفري للحصول على معلومات حول سير الخطة وتساءل "أين تسير الخطة؟"، فأجابه قائد سلاح الجو: "ليس لدينا تحديد نهائي وتشخيص مؤكد أن عرفات على متن الطائرة".

نتنياهو يمنع تسمية شارع باسم "عرفات"

وبينما كانت طائرات "إف 15 " تسير في طريقها إلى أثينا، عمل عيفري طريقة أخرى للحصول على المعلومات حتى "لا يقتل الشخص الخطأ"، واتصل بفرع المخابرات التابع للجيش الإسرائيلي والموساد للحصول على تحديد مرئي لهدف الاغتيال.

ويضيف الكتاب أنه حين أقلعت الطائرات المقاتلة من تل نوف، وصل هاتف عاجل، قائلا: "هناك مصادر تقول إن عرفات ليس في اليونان على الإطلاق ولا يمكن تحديد أنه موجود بالفعل في المطار".

وبعد هذه المعلومات الجديدة، أمر عيفري الطيارين: "نحن في انتظار مزيد من المعلومات، حافظوا واهتموا بمراقبة ورصد الهدف وانتظروا تعليمات جديدة".

بعد مرور نصف ساعة أخرى، أبلغت مصادر الموساد والمخابرات العسكرية أن الرجل الذي استقل الطائرة هو شقيق عرفات الأصغر فتحي عرفات وهو طبيب أطفال، وقد أنشأ الهلال الأحمر الفلسطيني، لتتوقف الخطة في اللحظة الاخيرة، بحسب الكتاب.

واختتم الصحفي الإسرائيلي عرضه لمقتطفات من الكتاب بالقول إن إسرائيل خصصت 4 مقاتلات عسكرية، في الفترة من نوفمبر 1982 وحتى يناير 1983، لاغتيال عرفات فور تحديد موقعه.

مناقشة