"الوطن" السورية: "سوتشي" فرصة لقطع الطريق أمام مشروعات التقسيم والوصاية

اعتبر رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السورية، وضاح عبد ربه، أن هناك ازدحام في التصريحات والمواقف والمبادرات الهادفة إلى إسكات صوت السوريين وفرض وصاية أممية عليهم وصياغة دستورهم ومستقبلهم وتقرير مصيرهم.
Sputnik

رئيس منصة موسكو يكذب الحريري: هيئة المفاوضات لم ترفض حضور مؤتمر سوتشي
وأشار عبد ربه في افتتاحية الصحيفة السورية في عددها اليوم، إلى أن جملة هذه المواقف والمبادرات تأتي في الوقت الذي تغادر فيه طلائع الوفود السورية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، إلى مدينة سوتشي الروسية.

ولفت رئيس تحرير "الوطن" إلى أن هناك أيضا ما يشبه الاستنفار عند المحور المعادي لسوريا، ليس فقط لإفشال مؤتمر الحوار في سوتشي، بل أيضا لإفشال كل حل سياسي يمكن أن ينتج عن أي حوار بين السوريين، والعودة إلى الخيارات العسكرية التي كانت ولا تزال تدعمها واشنطن مباشرة أو من خلال الدول التي تضع نفسها تحت تصرف الولايات المتحدة الأمريكية، ويعد قادتها "موظفين" لدى الخارجية الأمريكية مثل السعودية والأردن، على حد تعبير عبد ربه.

وبين الكاتب أن واشنطن تحت إدارة الرئيس ترامب حسمت خياراتها بالنسبة لسوريا وللمنطقة عموما، فالحرب يجب ألا تنتهي، والحل يجب ألا يأتي، وعلى السوريين أن يدفعوا مزيدا من الدماء والحصار، ليس لأنهم سوريون فقط، بل لأنهم جزء لا يتجزأ من محور المقاومة جغرافيا وانتماء وعقيدة، وكل هذه السنوات من الحرب لم تركعهم بعد أو تغيرهم، لا بل زادتهم إصرارا وتصميماً وقوة في مواجهة التيار "الاستسلامي" و"التطبيعي" مع العدو. على حد وصف عبد ربه.

واستدرك قائلا:

اليوم هناك فرصة أمام السوريين ليقولوا كلمتهم، وهذه الفرصة تتمثل في سوتشي وفِي روسيا تحديدا، إحدى الدول القليلة في العالم التي لا تزال تحترم سيادة الشعوب والقانون الدولي وتدافع عنه بكل صلابة وقناعة، وتدفع دماء من أجل استقلال الدول ومحاربة إرهاب تستثمره الولايات المتحدة الأمريكية ومن تحت إمرتها، من أجل تحقيق طموحاتها في المنطقة وأهمها: تدمير الدول لحماية حلفاءها وتحصينهم.

وأشار عبد ربه في افتتاحية الصحيفة إلى الاجتماعات في باريس وفيينا، والمهاترات حول ملف الكيميائي، معتبرا أنه هدفها ممارسة مزيد من الضغوطات لإسكات صوت السوريين والتشويش على حوارهم الوطني، وتزامن ذلك مع معلومات كشفها مركز المصالحة الروسي في حميميم عن تحرك لمجموعات إرهابية دربتهم ومولتهم واشنطن، انطلاقا من منطقة التنف في المثلث مع الأردن والعراق، للهجوم على الجيش العربي السوري الذي كان لهم بالمرصاد، فأخفقت هجماتهم، وردهم قتلى وجرحى إلى قاعدتهم الأمريكية.

وأضاف: تشير المعلومات والمصادر اليوم إلى أن هدف الولايات المتحدة بالنسبة لسوريا لم يعد بصيغة "إسقاط النظام" كما كان في السنوات السبع الماضية، بل تحول إلى رغبة، أو وهم، لفرض وصاية دولية وأممية على سوريا والسوريين، من خلال فرض دستور جديد، وتقسيم البلاد إلى كانتونات وتحديد هوية "حكام المناطق"، عبر معركة سياسية دولية، قد تكون طاحنة، مع روسيا والصين والدول الداعمة لسوريا، ومن خلال إبقاء القوات الأمريكية في سوريا وتمويلها وتدريبها لعشرات 

الأسد يناقش مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني جهود إنجاح مؤتمر سوتشي
الآلاف، على زعمهم، من المرتزقة في شرق الفرات ومنطقة التنف، وإبقاء حالة الحرب قائمة، وهذا ما كشف عنه جهارا وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون، وما تضمنته "اللا ورقة" التي تم تسريبها خلال اجتماعات فيينا الأخيرة. على حد قول عبد ربه.

وقال: إذا، أمامنا نحن السوريين فرصة في سوتشي، فرصة لنقول كلمتنا ولنعبّر عن تطلعاتنا، ولنثبت للعالم أننا لسنا من يقبل بفرض الحلول علينا.

وحول مؤتمر الحوار في سوتشي، أكد رئيس تحرير الصحيفة السورية إلى أنه يعتبر فرصة لنؤكد أننا متمسكون بكل شبر من الأراضي السورية، وأننا جميعا نقف خلف جيشنا وقواتنا المسلحة، لدحر الإرهاب ودحر المحتلين أينما وجدوا على الأراضي السورية، ونقرر مستقبلنا ومصيرنا من خلال دستور تتم صياغته في دمشق وبأياد سورية وتحت سقف القانون السوري والدستور القائم، وليس تحت وصاية الأمم المتحدة، وقطعا ليس من الولايات المتحدة الأمريكية والدول التابعة لها.

وأضاف: الحوار في سوتشي يجب أن يكون البوصلة لكل السوريين المتمثلين فيه، ويجب أن يتبعه "سوتشي2" و3 وحتى ربما سوتشي10 لنصل إلى اتفاق يتم تتويجه في جنيف. إن مؤتمر سوتشي الذي يشارك فيه مختلف فئات الشعب، هو الترجمة الحقيقية لأي حل سياسي يجب أن يناقشه السوريون بعضهم مع بعض، لا أن يناقشه السعوديون أو الأردنيون أو الفرنسيون والبريطانيون والأمريكيون نيابة عنا.

"هو فرصة يجب أن نستغلها ونقطع الطريق أمام مشروعات التقسيم والوصاية، ونحدد مستقبلنا وندعم جيشنا حتى سحق آخر إرهابي في سوريا وإخراج كل القوات المحتلة، حتى لو كلف ذلك ما كلف من التضحيات ومن الوقت."

وخلص عبد ربه في افتتاحيته إلى أن الذين قاطعوا سوتشي، من أفراد و"هيئات"، يثبتون مجددا أنهم ليسوا بسوريين ولا ينتمون إلى سوريا، ومكانهم الطبيعي عند أسيادهم خارج حدود الوطن، "فالحل في سوريا يصنع من أبنائه المخلصين والمنتمين الذين ينطلقون من تاريخهم العريق وهويتهم التي يعتزون بها لبناء سوريا المستقبل، تلك التي سنورثها للأجيال القادمة بحيث تبقى سوريا سيدة مستقلة كما كانت على مر العصور دون أي تدخل أجنبي ودون وصاية من أحد".

وختم بالقول: وهذه فلسفة مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، وهي فرصة يجب أن يعلو خلالها صوت السوريين لتصل رسالتهم إلى كل العالم، رسالة بسيطة وواضحة "نحن من يحدد مستقبلنا ويرسم ملامح سوريا المستقبل وليس أحد سوانا".

مناقشة