رندة قسيس لـ"سبوتنيك": لن نخرج من سوتشي دون تشكيل "هيئة دستورية"

أكدت رئيسة "منصة أستانة" رندة قسيس أن هناك مجموعات عديدة وكثيرة جاءت إلى مؤتمر سوتشي، مشيرة إلى أن كل من جاء يتمتع بحس وطني وبالمسؤولية تجاه وطنه ومن أجل إيجاد حل لسوريا.
Sputnik

دي ميستورا يعتزم تقييم مسار مؤتمر سوتشي حول سوريا
ولفتت قسيس، التي تترأس أيضا "حركة المجتمع التعددي"، إلى أن كل من رفض المجيء إلى مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي وهاجم هذا المؤتمر ليس لديه إحساس بالمسؤولية.

وأضافت قسيس في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" إلى أن المجموعة التي جاءت بها مؤلفة من "منصة أستانة" السياسية و"حركة المجتمع التعددي" وغيرها من المجموعات الأخرى، إضافة إلى شخصيات سورية مؤثرة تنتمي للفصائل العسكرية، واتحاد السوريين في المهجر إضافة لشخصيات كانت موجودة وبشكل مؤثر في "غوطة دمشق".

لا حل تحت رعاية الأمم المتحدة

وأكدت رئيسة منصة أستانة أن جميع هذه الشخصيات المذكورة تدرك أنه وللأسف الشديد لا وجود لأي حل للأزمة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة "وأن الحل الذي نبحث عنه يمكننا البدء به هنا في سوتشي".

وجاء كلام قسيس في ردها عن سؤال مراسل "سبوتنيك" عن اللغط الذي أثير حول إمكانية المشاركة في سوتشي والتوصيف السياسي والموضوعي المنطقي لهذا المؤتمر.  

وفي سؤال حول وجود ممثلين عن المجموعات المسلحة ضمن هذا الوفد، وعن الذي يمكن انتظاره من سوتشي مع العلم بوجود تداخلات وانقسامات في المعارضات الداخلية والخارجية على حد سواء. أجابت:

أعتقد أنه يجب علينا الاستمرار بالعمل وأن نعمل جميعا على إنجاح سوتشي، وذلك بالرغم من جميع الصعوبات التي تواجه الكثير من المعارضين السوريين.

مسؤوليتنا أمام سورية الوطن والتاريخ

واستدركت بالقول: ولكن مسؤوليتنا اليوم تجاه سوريا كوطن وتاريح وحاضر ومستقبل علينا جميعا العمل سوية برغم اختلافاتنا لإنجاح هذا المؤتمر لأنه الحل الوحيد لسوريا.

وفي سؤال حول ورقة العمل والبرنامج الذي جاءت به "منصة أستانة" إلى سوتشي قالت قسيس: لن نخرج من سوتشي من دون تشكيل "هيئة دستورية" وعند تشكيل هذه الهيئة يجب بدء العمل على كتابة دستور جديد للبلاد. كاشفة أنه في أستانا "عملنا طوال سنة كاملة على إعداد مسودة دستور جديد وهي جاهزة الآن في جعبتنا".

وحول الجديد في هذه المسودة، قالت قسيس: نحن رأينا أن الدستور يجب أن يتضمن الأدوات وأن يكون هناك حل سياسي داخل هذا الدستور…دعونا نقول أن هناك واقع في سوريا، فعلى سبيل المثال هناك مناطق تحت سيطرة جهات متعددة كالدولة السورية و"الإدارة الذاتية" وبعض الفصائل…وعلى ضوء هذا الوضع كيف يمكننا أن نعمل كي نسطيع على الأقل إيجاد شكل الدولة ليكون لدينا سوريا موحدة…إذا نقترح في هذا الدستور شكل الدولة السورية.

حيادية الدولة تجاه المعتقدات

وأوضحت أنه في هذا الدستور نقاش حاد بين أطراف علمانية وجهات أخرى لا تريد أن تتكلم عن العلمانية وتريد أن تتكلم عن "المدنية"، مبينة لا تفهم بصراحة ما معنى دولة مدنية إلا على أنها دولة غير عسكرية وهذا له علاقة بمفهوم كيفية أن يعيش الفرد فيها.

"ولتجاوز هذا الموضوع أنا اقترحت في الدستور أن تكون العلمانية متجسدة في حيادية الدولة تجاه المعتقدات…وحيادية الدولة بذلك تكون تجاه الجميع وتجاه أي معتقد عند المواطن سواء معتقد ديني أو لا ديني لأن المعتقدات ليست فقط متعلقة بالأديان فهي أيضا حرية المعتقد وغيرها.

وحول ما يهم المواطن السوري البسيط والعادي، بينت قسيس أن الذي يهم المواطن السوري البسيط مفهوم الأحوال الشخصية المتعلقة بالزواج والميراث وغيرها…ومن أجل تجاوز هذه العقبة أنا في هذا الدستور اقترح أن تكون هناك حالة خامسة للأحوال الشخصية في الدستور السوري إلى جانب الحالات الأربع الموجودة أصلا وهي: الحالة السنية، الدرزية، الأرثوذكسية، والحالة الكاثولوكية.

المشاركون في مؤتمر الحوار السوري في سوتشي يعقدون جلستين عامتين يوم غد
وقالت: إذا لماذا لا نضيف "حالة مدنية بحتة" دون أي مرجعية دينية ولذلك نحن لا نفرض على الآخرين منهج معين ولكن على الأقل نعطي للمواطن السوري حرية الاختيار…يعني من يريد أن يتزوج أو يطلق أو أن تطبق عليه الأحوال المدنية من دون أي مرجعية دينية سيكون لديه خيار الحالة الخامسة.

نثق بميادرة الرئيس الروسي بوتين

وفي سؤال حول أن يكون الرئيس الروسي بوتين المبادر في حالة سوتشي…وفيما لو كانت هناك ثقة بسوتشي وبالسياسة الروسية وتوجه الرئيس الروسي،  أكدت قسيس أنه كمبادرة من الرئيس بوتين اعتبرها رسالة مهمة جدا وللأسف لم يلتقطها الجميع…لأنه عندما يبادر الرئيس بوتين فهذا يعني أن هناك نية للحل في سوريا وليست فقط نوايا وإنما أيضا السعي لتحقيق هذا الحل ولذلك نعم لدي ثقة كبيرة في هذه المبادرة وهذا سبب وجودنا في سوتشي…وعملت لتجميع أكبر عدد من المعارضين السوريين لتشكيل فريق عمل والمباشرة في إيجاد حل وهذا الحل لا يمكنه أن يبدأ من دون كتابة دستور جديد.

ومضت قائلة: نحن عملنا على إقناع كافة الأطراف بهذا الأمر…وبشكل دائم كان هناك صدام بين الحكومة والمعارضة، واليوم نحن نفتح هذا الموضوع مجددا، وواجبنا هو أن نتكلم مع الآخرين ومع الجميع كونهم سوريون وهذا أهم شيء.

وختمت بالقول: ما دام هناك عدد من السوريين هنا في سوتشي فهذا يعني أن مجيئهم إلى هنا مبادرة وخطوة جيدة.

أجرى الحوار نواف إبراهيم.

مناقشة