مجتمع

بعد "منصوراصورس"... "سبوتنيك" تنفرد بتفاصيل اكتشاف سلالة جديدة في مصر

قال الدكتور هشام سلام، مدير مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية ومكتشف الديناصور المصري "منصوراصورس" إن البعثة على أعتاب اكتشاف جديد مهم.
Sputnik

اكتشاف الديناصور "منصوراصورس" في مصر يحل لغز الـ30 مليون عام
وتابع سلام في حوار أجراه مع "سبوتنيك"، قائلا إن البعثة التي اكتشفت الديناصور المصري "منصوراصورس" على أعتاب اكتشاف فصيلة أخرى من الديناصورات.

ومضى بقوله: "لن نعلن عن التفاصيل الكاملة، إلا بعد اكتمال الدراسة العلمية والتأكد العلمي من كافة التفاصيل احتراما للجانب العلمي".

وأشار سلام إلى أن الاكتشاف العظيم للديناصور الجديد يعود إلى ديسمبر/كانون الأول 2013، وهو أول اكتشاف لديناصور كامل بمنطقة الواحات، وأنه تم استخراجه في مارس/آذار 2014، ومنذ ذلك الفترة تجرى الدراسات على الديناصور، حتى تأكدت كافة النظريات العلمية التي أعلن عنها.

ويحمل الاكتشاف الرقم العلمي (MUVP-200)، وهي الأحرف التي تعد اختصارا لاسم مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية باللغة الإنجليزية، والتي ينتمي لها فريق البحث.

وأكد الباحث المصري على أن اكتشاف الديناصور يمثل أهمية كبرى في المقام الأول للفريق المصري كونه الفريق الأول، الذي يقوم بمثل هذا الاكتشاف في مصر.

وأوضح سلام أن "منصوراصورس" لن يرسل إلى الخارج، كما تم مع الاكتشافات السابقة، التي ارسلت إلى الخارج ودمرت بالكامل.

وتابع قائلا: "الأمر يؤكد على قدر المصريين على البحث والحفر، وإثبات نقاط فارقة تحل الكثير من ألغاز الحياة على سطح الأرض".

الفريق البحثي مكتشف ديناصور منصوراصورس

البداية

وروى سلام كيف بدأ الفريق البحثي العمل على الاكتشاف قائلا "في عام  عام ٢٠٠٨ بدأت والفريق العلمي بالعمل في منطقة الواحات، وعلى مدار 5 سنوات كان يتم العثور على أجزاء عظام مختلفة، لكن لم يتم العثور على ديناصور كامل".

وتابع قائلا

"ثم قررنا الإقامة الكاملة مع فريق مُكوَّن من الدكتورة إيمان الداودى، أول باحثة مصرية وعربية فى مجال الديناصورات، والدكتورة سناء السيد، والدكتورة سارة صابر، من جامعتي المنصورة وأسيوط، وكان ذلك في ديسمبر 2013".

ومضى بقوله "خلال 21 يوما تقريبا، تمكنا من العثور على الديناصور".

الفريق البحثي مكتشف منصوراصورس

الأهمية العلمية

وبشأن أهمية الاكتشاف العلمية أكد سلام أن الديناصور الجديد يعود إلى أن هناك فترة من الزمن كانت مفقودة وهي أخر 20 مليون سنة في العصر الطباشيري، الذي انقرضت فيه الديناصورات.

وأوضح أن تلك هي الفترة التي لم يتم اكتشافات بشأنها، وهي نقطة بحثية شغلت الكثير من العلماء، وهو ما دفعنا في جامعة المنصورة إلى إنشاء المركز الوحيد في الشرق الأوسط مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية.

وتابع أن

الفارق بين الديناصورات الـخمسة المكتشفة سابقا في مصر، والديناصور المكتشف الجديد هو أن الديناصورات الأولى يتراوح عمرها من 95 إلى 100مليون سنة، أما الديناصور المكتشف الجديد يعود عمره إلى 80 مليون سنة، وهو فارق كبير جدا بين الديناصورات السابقة، وهذا الاكتشاف الذي يؤكد تاريخ غير مسجل بشأن هذه الديناصورات.

وأشار إلى أن "منصوراصورس" عبارة عن امتداد لفصائل أخرى، لكن هناك تغير في شكله ووزنه حيث يبلغ وزنه 5 طن مقارنة بما اكتشف في السابق، الذين كان يزن 45 طن.

كما أن الاكتشاف، والقول لسلام، يؤكد أنه كان هناك جسرا بريا بين أفريقيا والقارة الأوروبية، خاصة أنه ينتمي إلى شجرة الأنساب المكتشفة سابقا في أوروبا.

كما قال إن ذلك الديناصور من الديناصورات، التي لا تستطيع السباحة وهو ما يؤكد وجود جسر بري قبل 80 مليون سنة قبل الانفصال، ويؤكد أن البحر المتوسط كان عبارة عن محيط كبير.

ينتمى الديناصور المكتشف حديثاً إلى عائلة تُسمَّى "تيتانورسوريا"، وهي نوع من الديناصورات النباتية طويلة العنق، التي كانت شائعة فى جميع أنحاء العالم خلال العصر الطباشيرى.

الفريق البحثي مكتشف ديناصور منصوراصورس

الأجزاء المستخرجة

وأكد أنه تم استخراج نحو 60% من هيكل الديناصور منها عظمتين من العضد، وأصبعا واحدا من اليد، و3 أصابع من القدم، وجزء من الفك السفلى، وفقرات من الرقبة، وجزءا من الجمجمة، وفقرات أخرى من الظهر والذيل، وعظام الكعبرة وبضعة أضلع.

بعد أن أجرى العلماء مجموعة من المقارنات بين الديناصورات التى تم اكتشافها  في السابق في مصر والعالم وجدت مجموعة من الاختلافات، حيث تميز الأخير يتميز بذقن طويل تم الاستدلال عليه بطول عظمة الفك.

كما أن عدد أسنانه قليل جدا مقارنة بالنوع الذى ينتمى إليه، فداخل الفك لا يوجد سوى ١٠ أسنان فقط.

لا تقتصر الاختلافات التي لاحظها الفريق العلمي على عدد الأسنان وعظمة الفك فحسب، بل امتدت لتشمل عظمة "الريديس"، التي تحظى بنهاية عظمية أكبر من المعتاد، كما أن بها التواء بزاوية ٢٠ درجة، وهى زاوية مميزة لا توجد في الأنواع الأخرى

 

اجريت الدراسة  أجريت بتعاون الفريق البحثي من جامعة المنصورة، و جامعة أوهايو ومؤسسة ليكي للعلوم والجمعية الوطنية الجغرافية والمؤسسة الأمريكية للعلوم — للديناصور الجديد الآن على سَدِّ ثغرة من الثغرات ما قد يُسْهِم في حل أُحْجِية اندثار الديناصورات.
وتجدر الإشارة إلى أن عملية الكشف عن الديناصورات مع  العالم الألماني، أرنست سترومر، عام 1912، الذي تمكن من استخراج عظام ديناصور آكل لحوم من نوع "سبينوصور إيجيبتيكاس" فى الصحراء الغربية.

 

ووصلت بعدها إلى 5 ديناصورات نقلت لألمانيا ودمرت بالكامل، وكانت من أنواع: "سبينوصور"، وهو ديناصور لاحم كبير الحجم يصل طوله إلى 18 مترا فيما يصل وزنه إلى نحو 5 أطنان، و"باراليتيتان"، وهو ديناصور عُشبى يصل وزنه إلى نحو 80 طنا، و"دلتادروميوس"، وهو ديناصور آكل للحوم صغير الحجم، و"كركرودونتوصور"، وهو ديناصور عملاق آكل للحوم، أما الديناصور الخامس فقد اكتشفه فريق أمريكي من جامعة بنسلفانيا عام 2001، وهو محفوظ فى المتحف الجيولوجي المصري.

وفي ذات الإطار، أكدت الدكتورة سناء السيد، الباحثة في الدراسة، ونائب مدير مركز دراسة الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن الفريق يعكف على دراسة الاكتشافات الجديدة، وأنه سيتم الإعلان عليها بعد الانتهاء من الدراسات الكاملة للاكتشافات. 

مناقشة