راديو

دبلوماسي سوري سابق: إعادة فتح الملف الكيميائي قد يكون تمهيدا لضربات عسكرية

ضيف حلقة اليوم، الكاتب والمحلل السياسي، أستاذ العلاقات الدولية، الدبلوماسي السوري السابق، الدكتور بسام أبو عبد الله
Sputnik

دبلوماسي سوري سابق: ملف السلاح الكيميائي في سوريا وسيلة لابتزاز روسيا
تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في التصعيد وتسعير الأوضاع من كل الاتجاهات وعلى مختلف الصعد رداً على نجاح مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي مؤخراً من جهة، وبسبب خسارتها لأي قدرة على تحقيق أي مكتسب على الساحة الميدانية التي يتضح أنها حسمت فيها أهم المعارك من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة أخرى، مع عدم القدرة على إيجاد أية صيغة للتفاهم مع التركي الذي يبدو أن الروسي يحتويه تدريجياً.

 اليوم يعود وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون إلى الإعلان عن إعادة فتح ملف الأسلحة الكيميائية واستخدام غاز الكلور والسارين في سورية بعد أن فشل تمريرهذا الملف عدة مرات عبر مجلس الأمن للضغط على سورية وحلفائها وحشرهم في الزاوية.

ما هوسبب الإصرار الأمريكي على فتح هذا الملف بالرغم من الفشل الذريع من استثماره؟

هل يمكن أن نقول بناء على الطرائق التي تتعامل بها الولايات المتحدة في مثل هذه المسائل بأن تفتح المشكلة بالعلن وهي تحضر لها بالسر رغم افتضاحها في كل مرة؟

لماذا لا تفصح الولايات المتحدة عن التقارير التي تتذرع بها لاستصدار التهم غير المبنية على أي دليل أو حتى أي شيء يثبت ذلك؟

من أين غاز الكلور في سورية إذا كانت اللجنة الدولية المختصة قد أكدت في تقريرها النهائي أن سورية تخلصت بشكل كامل من سلاحها الكيميائي؟

هل هذا التسعير يأتي في إطار الضغط على روسيا لأجل تحسين ظروف االمتغيرات السياسية لصالح الولايات المتحدة بعد نجاح مؤتمر سوتشي الأمر الواقع؟

ماهي ملامح المرحلة القادمة في ظل هذه المتغيرات المتسارعة والضاغطة بشكل غير مسبوق؟

يقول الكاتب والمحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية والدبلوماسي السوري السابق الدكتور بسام أبو عبد الله:

السبب هو التغيرات الميدانية الكبيرة ، الجزء الأول هو هزيمة تنظيم داعش والجزء الثاني هو تنظيم جبهة النصرة وهي الذراع الأخرى للولايات المتحدة في سورية ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى هو النجاح الكبير مؤتمر الحوار السياسي  السوري في سوتشي وترحيب أوساط دولية وعلى رأسها الأمين العام للأمم المتحدة بهذه الخطوة الهامة التي كما قال هو عنها بأنها ذات معنى جدي ، وبالتالي وجدت الولايات لمتحدة وبعض حلفائها فرنسا وبريطانيا وتابعيها السعودية والأردن بأن الأمور تسير بشكل متسارع نحو هزيمة كبرى للولايات المتحدة.

وأردف الدكتور أبو عبد الله:

جرت محاولات إبتزاز دمشق في ملجس الأمن عندما طرح الملف لتمديد موضوع لجنة التحقيق وخاصة في حادثة خان شيخون ، وموسكو فندت علمياً هذا الأمر فأحرجت الولايات المتحدة ولم تجد بداً من إعادة طرح مشروع قرار أخرى مرة هي ومرة عبر حلفائها ، وأسقطته روسيا عبر إستخدام حق النقض الفيتو ، ليس لأن روسيا لاتريد التحقيق في ملف إستخدام  السلاح الكيميائي ، بل هي تريد تحقيق شفاف ودقيق وعلمي ، وهذا ما أكدت عليه روسيا لأننا نتعاطى مع أسلحة وليست قضية إتهام سياسي الولايات المتحدة أدانت نفسها بنفسها.

 وأضاف الدكتور أبو عبد الله

ماتيس: روسيا تحاول تقويض تماسك "الناتو"
وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قال إننا نحصل على المعلومات من شركائنا على الأرض ، من يتواجد على الأرض ؟ في إدلب هناك تنظيم القاعدة إذا تنظيم القاعدة هو شريك الولايات المتحدة ، هذا من ناحية ، وفي الغوطة الشرقية ، يوجد هناك جيش ما يسمى بجيش الإسلام وغيره من تنظيمات جبهة النصرة وفيلق الرحمن وغيرهم وهذه تابعة لتنظيم القاعدة بشكل عام ، هؤلاء شركاء أمريكا على الأرض.

وأشار الدكتور أبو عبد الله إلى أن

إستخدام هذا الملف من جديد قد يمهد لبعض الضربات العسكرية وهذا إحتمال ووزير الدفاع الأمريكي لم يستبعد ذلك ، ولكن هل هناك حجة منطيقة لأن يتم نقاش هذا الأمر في مجلس الأمر ؟  طبعاً لا ، هذه محاولات إبتزاز سياسية رخيصة من قبل الولايات المتحدة ، بكافة الأحوال يمكن أن نتوقع  كل شئ  منها لأنه لدى الولايات المتحدة جنون حقيقي وهذا يظهر من خلال  وضع قائمة المسؤولين الروس لمعاقبتهم ،وهذا يدل على ضعف الولايات المتحدة وليس قوتها ،  لأن القوي يلجأ إلى الأساليب الدبلوماسية ولايتعامل بمثل هذا الأسلوب.

وختم الدكتور أبو عبد الله حديثه بالقول:

أنا أعتقد أن الولايات المتحدة ستحاول بشتى السبل للقيام بأي شىء لتحقق مرادها  عبر الضغد على روسيا وعلى إيران وحزب الله ، لكن هذا لن يفيدها بأي شيء ، القرار السوري  المدعوم رسمياً ومن قبل الحلفاء والقضاء على آخر إرهابي على الأرض  هو مصلحة لسورية والمنطقة وللإنسانية بشكل عام والكذب والإفترتاء الأمريكي الرخيص لم يعد ينطلي على أحد   

التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق

إعداد وتقديم نواف إبراهيم

مناقشة