الملحق الثقافي السعودي في القاهرة: ليس لدينا خطوط حمراء على النشر والتأليف

تمر المملكة العربية السعودية خلال السنوات الحالية بعمليات تحول كبيرة، لم تحدث منذ تأسيس المملكة في كل المجالات، يصنفها البعض بأنها انقلاب على الماضي، وانتهاج فكر أكثر انفتاحا على العالم، بعد أن تحول العالم إلى كوخ صغير، والبعض الآخر يرى في تلك التحولات نوعا من التنازل عن الثوابت إرضاء للغير.
Sputnik

حول التحولات التي تشهدها المملكة ونصيب الثقافة منها، والقرارات الحكومية بحق المرأة والأساليب الثقافية الجديدة خلال المرحلة القادمة، أجرت "سبوتنيك"، مقابلة مع الدكتور خالد بن عبد الله النامي الملحق الثقافي للسعودية في مصر… وكان الحوار التالي…

سبوتنيك: هناك تحول ثقافي واضح في جناح المملكة العربية السعودية وشكل مختلف عن السنوات السابقة…هل يرتبط هذا برؤية المملكة 2030؟

الحقيقة لا يرتبط هذا التطور برؤية المملكة 2030، لكن طموحنا عالي، وبتوجيهات من حكومة خادم الحرمين الشريفين بتعزير المشاركة في كل المجالات، ونحن في الملحقية الثقافية نحاول كل عام أن نضيف جديد في المساحة وفي التصميم وفي المشاركين.

سبوتنيك: هناك عدة قرارات حكومية خاصة بالمرأة سبقت المعرض…هل ساهمت في تغيير شكل الرسالة الثقافية التي توجهها السعودية للعالم؟

المرأة السعودية تستحق أكثر من هذا وتلك القرارات حكيمة ومدروسة، نظرا لمكانة المرأة وتقديرها وثقة ولاة الأمر فيها، والمرأة السعودية مبدعة ومشاركة في كل المجالات، ونحن نفخر بها لأنها شريك في الحياة وشريك في التنمية، لذا هي تستحق منا الكثير.

سبوتنيك: ما هي خطتكم القادمة لنشر الثقافة السعودية حول العالم؟

الثقافة مسؤولية المثقفين والمثقفات وليست مسؤولية الدولة في المقام الأول، ونشر الثقافة يتبع وزارة الثقافة والإعلام، والملحقية الثقافية تتبع وزارة التعليم، وعلينا جميعا دور كبير كمثقفين ومبدعين، ودور الملحقية الثقافية هو فتح المجال ونقل الكتب وغيرها إلى جميع دول العالم.

سبوتنيك: هل هناك محاذير سعودية من التعاطي مع ثقافات قد تختلف معها كليا؟

المملكة العربية السعودية منفتحة منذ تأسيسها على كل الثقافات، وتقبل الرأي والرأي الآخر وتنتهج الوسطية في كل تعاملاتها، وطبيعة الشعب السعودي هي الوسطية ولو كانت هناك بعض تجاوزات من أفراد فهي فردية وشخصية من بعض أهل الفكر الظلامي، فالتنظيمات الإرهابية التي ظهرت في السنوات الأخيرة هي عمليات طارئة ولا تمثل أي سعودي، بل على العكس، المملكة العربية السعودية بكل مكوناتها وسطية ومعتدلة وتقبل الآخر وتتحاور مع جميع الثقافات.

سبوتنيك: هل هناك تعاون بين الثقافتين السعودية والروسية؟

يفترض هذا، وزيارة خادم الحرمين الشريفين إلى روسيا أكبر دليل على ذلك، وهناك عدد كبير من الاتفاقيات تم توقيعها، وأنا من جانبي لا أرى أن هناك ما يمنع من التعاون الثقافي السعودي الروسي أو يقف حائلا دون ذلك، فنحن منفتحون على الآخر ونتعاون مع الجميع سواء كانت روسية أو أوروبية أو آسيوية.

سبوتنيك: ألا ترى أن هذا الانفتاح يمكن أن يصطدم بالناحية العقائدية المحافظة في السعودية؟

هناك أشياء تخرج عن مسمى الثقافة وترفضها دول كثيرة وتصطدم بالعقائد، أما الثقافة التي نتحدث عنها هي الشعر والأدب والرواية والفنون الراقية وغيرها من الأدوات الثقافية المحترمة، وجيد أن تقرأ للآخرين وتتعرف على أفكارهم حتى ولو كنت غير متفق مع آرائهم والإطلاع على ثقافتهم هو شيء ضروري.

سبوتنيك: ما هو الجديد الذي تأمله مشاركتكم هذا العام في معرض القاهرة للكتاب؟

في هذا الجناح نمثل جزءا بسيطا من ثراث المملكة، فنحن ننقل الثقافة والوجه المشرق للمملكة، وننقل المبدعين بكتاباتهم للجمهور في مصر ولكل زوار المعرض، ونحن نزاحم على القمة إن لم نكن قد تبوأناها بالفعل نتيجة نسبة الزوار والمريدين للكتاب السعودي نتيجة ثقتهم فيه، وأن الكتاب السعودي نجح في الشكل والمضمون.

سبوتنيك: هل هناك خطوط حمراء على النشر والتأليف في المملكة؟

لا توجد أية خطوط حمراء، لكن هناك أدبيات ورقابة ذاتية تطرد أي فكر منحرف تلقائيا، فهل تقبل أن يطبع كتاب في المملكة العربية السعودية يروج للفكر الداعشي ويتم توزيعه على كل دول العالم بحجة حرية الرأي والفكر، بالقطع هذا الأمر غير مقبول سواء في المملكة العربية السعودية أو غيرها، وتلك هي الرقابة الذاتية، فالفكر الداعشي مثله مثل الانحلال، والإنسان بطبيعته معتدل وثقافته معتدله يقبل الجميل ويرفض القبيح.

أجرى الحوار أحمد عبد الوهاب

مناقشة