انتقال مقاتلين ومقاتلات من العراق لمواجهة العمليات التركية في سوريا

قتل حتى الآن عراقيان اثنان، من أبناء المكون الإيزيدي في سوريا وقرب حدودها – وهما من الذين تطوعوا في وقت سابق لتحرير قضاء سنجار، غربي مركز نينوى، شمالي العراق، من سيطرة تنظيم "داعش".
Sputnik

وتوصلت "سبوتنيك" إلى معلومات حول انتقال مقاتلين ومقاتلات إيزيديين عراقيين، من خلال شهود عيان ومواطنين من قضاء سنجار الذي يقطنه غالبية من المكون الإيزيدي قبل أن ينفذ تنظيم "داعش" الإرهابي الإبادة بهم في مطلع أغسطس/آب 2014.

وكشف الشاب الإيزيدي، دلدار مراد، في تصريح لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الثلاثاء 6 شباط/فبراير، عن انتقال أكثر من 100 مقاتل بينهم فتيات من المنتمين لوحدات "مقاومة شنكال "سنجار"، إلى مدينة عفرين "شمال غربي سوريا"، عبر حزب العمال الكردستاني. وأوضح مراد، أن قسماً من المقاتلين والمقاتلات الإيزيديين، دخلوا سرا إلى سوريا، ووصلوا مدينة حلب، ومنهم من ذهب علنا عبر قطع الطريق من خلال مدينة كوباني، أيضا بوساطة حزب العمال الكردستاني الذي طوع عددا من هؤلاء المقاتلين في صفوفه منذ وقت سابق.

موقف العراق من توسع العمليات العسكرية التركية نحو أراضيه

وأفاد مراد بمقتل مقاتل إيزيدي في عفرين، إثر العمليات العسكرية التركية، قبل وقت قصير، وأيضا قتل إيزيدي عراقي آخر برصاص حزب العمال الكردستاني مساء يوم أمس الآثنين، أثناء محاولته الهرب من مقر الحزب برفقة أبيه الذي قدم إليه بعد الاتفاق معه، إلى منطقة تربكا الواقعة على الحدود العراقية — السورية.

وأكمل مراد، أثناء محاولة الأب الهرب بإبنه من مقر العمال الكردستاني، باتجاه ناحية سنوني، التابعة إداريا لقضاء سنجار، أطلق عناصر حزب العمال النار على السيارة وتسببوا بانقلابها ومقتل أحدهما، أما الآخر أصيب بجروح بليغة نقل على أثرها إلى المستشفى.

وألمح مراد إلى أن حزب العمال أراد نقل الشاب الإيزيدي، إلى عفرين، ولم يسمحوا له بالمغادرة إلى سنجار. وقال مقاتل من مقاومة سنجار، تحفظ الكشف عن اسمه، في حديث لمراسلتنا: "إن مقاتلي المقاومة يحاولون الانتقال، منذ أيام، من سنجار إلى عفرين لمواجهة العمليات العسكرية التركية، وحماية المواطنين الإيزيديين السوريين في هذه المدينة".

وكشف آمر الفوج الثامن ضمن قيادة قوات سنجار التابعة لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، لقمان إبراهيم كلي، في تصريح خاص لمراسلتنا، "سبوتنيك" في العراق، عن انسحاب مئات المقاتلات والمقاتليين الإيزيديين من حزب العمال الكردستاني.

وأوضح كلي سبب انسحاب المقاتلات والمقاتلين الإيزيديين، هو أنهم وضعوا في مقدمة المواجهات التي اندلعت بين العمال الكردستاني، وبيشمركة "روج آفا" في مارس/آذار 2017، في معارك طاحنة بقضاء سنجار غربي الموصل.

وتابع حينها أن أغلبية المقاتلين الإيزيديين، المنخرطين مع العمال الكردستاني، أصبحوا يتصلون بنا بعدة طرق، منها اتصالات شخصية، وعلاقات، وعبر قيادة "شنكال" سنجار، ومع الحزب الديمقراطي، للالتحاق بالبيشمركة وترك العمال بعد أن ضحوا بهم في مواجهاته الأخيرة.

وذكر كلي أن عدد الإيزيديين الذين تدربوا وقاتلوا مع حزب العمال، والذين يستلمون رواتب من الحزب هم بحدود 700 مقاتل ومقاتلة، عدا الإداريين، والعدد الكلي  يتراوح ما بين (1000-1200).

وكان الجيش التركي وفصائل "الجيش الحر" المدعومة منه قد أطلق، في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي، عملية "غصن الزيتون" ضد "وحدات حماية الشعب الكردية" المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة عفرين شمال غربي سوريا.

مناقشة