ومن هنا لابد من الإجابة على التساؤلات التالية:
كيف يمكن أن نفهم هذا التعقيد ما بين ما يقوله أردوغان على المنصات السياسية وبين ما يفعله في ساحات الميدان؟
هل استوعبت روسيا فعلا أردوغان وهل أردوغان ذات نفسه يستوعب ما يجري؟
إلى ما يمكن أن تؤول إليه الأمور في حال أخطأ أردوغان في حساباته أم أنه يرتكز أو ينتهز الفرص بناء على حكمة السوري وحلفائه؟
ملامح المرحلة القادمة في ظل هذه التشابكات والتعقيدات من يرسمها ويخط حروفها الظرف أم قوى بحد ذاتها ومادور أردوغان فيها؟
هل يحاول أردوغان التودد والتقرب من أوروبا بزيارته إلى بلغاريا وهل يجد ضائعته هناك؟
زيارة وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين إلى أنقرة هل تخفي شراً أو تؤكد اتفاقات تركية أمريكية تحت الطاولة وكل مايصدح به من تصريحات جزء من مسرحية؟
الإعلام التركي: وضع مسودة قانون التجنيد الإجباري للسوريين الموجودين في تركيا الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و42 عاما موضع التنفيذ
أستاذ القانون الدولي في جامعة إسطنبول الدكتور سمير صالحة فيقول بهذا الصدد:
"النقطة الأساسية التي نتابعها في التعامل مع الملف السوري تحديداً في أنه يبدو أن هناك قراراً في إعادة التعامل والتموضع التركي في قراءة الملف السوري والتعامل مع مستقبل هذا الملف، وأسباب هذا التغير في الموقف التركي مرتبطة بتغيير مواقف العديد من اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين يعني هذا التغير يأتي بطلب من عدد من اللاعبين الذين دخلوا على خط الأزمة وليست تركيا وحدها حالياً تغير من سياستها تجاه الأزمة السورية ، ومثال بسيط هو أن طريقة التعامل الأمريكية مع الملف السوري وتصرفاتها في الشمال الشرقي السوري هي التي دفعت أنقرة إلى أن تغيير موقفها بالنسبة لملف الأزمة السورية ".
وأردف الدكتور صالحة:
وأضاف الدكتور صالحة:
ما يقوله الرئيس التركي مرتبط مباشرة بمسار التحولات بملف الأزمة السورية وما أعنيه تحديداً أن هناك عملية تنسيق تركي روسي في التعامل مع هذا الملف وفي أكثر من جانب سياسي عسكري وإقتصادي وملفات أخرى ، كل هذه الملفات الآن تناقش بين أنقرة وموسكو بشكل شفاف وواضح وأظن أن ماقاله الرئيس التركي فيما يخص إعادة الأرض إلى أصحابها الحقيقيين ينبغي أن يندرج في إطار هذا التنسيق العملي التركي الروسي لإعادتها للدولة السورية ، إذا التحولات الحالية هي إستراتيجية مرتبطة مباشرة بمسار الملف السوري ككل ".
أما العلاقات التركية الأوروبية فهي متوترة للغاية وهناك محاولة للحفاظ على العلاقة مع العديد من الدول الأوربية ولكن بشكل منفرد وليس تحت سقف الإتحاد الأوروبي ، وإستطلاعات الرأي في الشارع التركي تقول أن الإتحاد الأوربي لايرد أن يرانا إلى جانبه في هذه العضوية والأتراك أيضا من جهة أخرى ثقتهم بالمواقف الأوروبية تتراجع تدريجياً للأسف ، لذلك الآن التركيز على علاقات ثنائية متبادلة بين العواصم الأوروبية.
بدوره الخبير العسكري الإستراتيجي العميد الركن نصار خير يقول :
"بالعودة قليلاً إلى التاريخ هناك مقولة عربية قديمة تقول "عدو جدك لايودك " ، ونحن إذا ماعدنا إلى الماضي فهناك 13 حرباً ما بين روسيا وبين الدولة العثمانيةعبر التاريخ إنتهاءً بالحرب لعلمية الأولى 1914 —1918 ، في معظم هذه الحروب إنتصرت فيها روسيا ، هنا لابد من أن يكون لكل دول مصالح ولها طموحات وأهداف معينة ، روسيا هدفها الوصول إلى المياه الدافئة ، وتأمين العبور عبر الممرات الرئيسية في البوسفور والدردنيل ،وتركيا أيضا لها أطماع في الشمال وفي أوروبا، لن نعود كثيرا إلى ذلك التاريخ لنعد إلى الحرب التي نشبت بين روسيا والدولة العثمانية 1853-1854 ، وإشتركت فيها فيها بريطانيا وفرنسا ومصر وتونس ودول التي تضوي داخل أو لها مصالح مع الدولة الثمانية ، وانتصرت فيها الدولة العثمانية بمساعدة أولئك الحلفاء ، والحرب التي حصلت في عام 1877-1878 وانتهت بإنتصار روسيا والوصول إلى قرب إستنبول إنتهت بمعاهدة إستيبانو ، ومن ثم تم تعديلها في برلين عام 1878 ،في كل تلك الحرب كان لكلا الدولتين مصالح معينة ، وتركيا لم تنسى ولن تنسى تلك الأطماع.
وأشار العميد الركن خير:
أردوغان لم يأتي عبثاً إلى السلطة في تركيا ، كلنا نعرف تركيا من عه مصطفى كمال وصولاً إلى أردوغان ، الأمريكان لم يسمحوا لهم بالخروج عن الإستراتيجية الأمريكية لو للحظة واحدة، وعندما يحصل أي تغيير يحصل إنقلاب عسكري ، حتى يعودوا بالسلطة التركية إلى الطريق الذي رسمته الإدارة والمخابرات الأمريكية ، إذا أردوغان جاء ضمن مشروع كامل وهو من هيىء لما سمي بالربيع العربي ، الولايات المتحدة تعتبر تركيا جسر بإتجاه منطقة الشرق الأوسط وبإتجاه روسيا ".
وأضاف العميد خير:
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم