خبير: إسقاط الطائرة الروسية في إدلب... محاولة لتخريب عملية أستانا

تمكن طيار المقاتلة الروسية "سو-25" من النجاة أثناء سقوط الطائرة، إلا أنه لقي مصرعه أثناء قتاله مع المسلحين. وأفادت الأنباء أن الطائرة أسقطت باستخدام نظام دفاع جوي محمول من المنطقة الخاضعة لجماعة "جبهة النصرة". وتجدر الإشارة إلى أن هذا الهجوم هو الثاني على القوات المسلحة الروسية في محافظة إدلب، بعد الهجوم باستخدام الطائرات المسيرة على قاعدة حميميم.
Sputnik

فمن أين حصل الإرهابيون على منظومات الدفاع المحمولة؟ وما هي الإجراءات التي ستتخذها تركيا وروسيا فيما يتعلق بمنطقة خفض التصعيد في إدلب؟ وهل من الممكن تتبع طريقة توريد هذه الأسلحة إلى سوريا؟

ويرى مدير معهد أنقرة للدراسات الاستراتيجية رأفت أصلانتاش أن منظومة الدفاع الجوي المحمولة "مانبادس"، المستخدمة من قبل المسلحين في الهجوم على الطائرة الروسية، قد تكون وقعت في أيديهم عن طريق القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.

فقد قال أصلانتاش: "ناقشنا منذ فترة مسألة توريد أنظمة الدفاع الجوي ذات التقنية العالية، بما في ذلك مانبادس، إلى وحدات حماية الشعب الكردية. ويشكل تسليم الأسلحة بهذه الكميات للمنظمات الإرهابية دليلا على مستوى معين. وتساءلنا حينها، ضد من سيتم استخدام هذه الأسلحة، إذ أن "داعش" لا يملك طائرة واحدة. لذلك فإن استخدام منظومة الدفاع الجوي المحمولة خلال الهجوم على الطائرات الروسية لا يبدو أمرا غريبا. وقد تم تزويد المنطقة بالكثير من الأسلحة التي يمكنها التنقل بحرية من منظمة إرهابية إلى أخرى.

وقال أصلانتاش، مشيرا إلى أن الطائرة الروسية أسقطت في منطقة خفض التصعيد في إدلب، التي تم الاتفاق على تشكيلها خلال عملية أستانا: "يمكن القول في الوضع الراهن إن العناصر العسكرية التي تعمل على إنشاء منطقة خفض التصعيد والمراقبة في إدلب تواجه تهديدا مباشرا ومحاولة لتشويه سمعتها. فقد تزامن إسقاط الطائرة الروسية مع تدمير دبابة تركية، الأمر الذي يؤدي إلى بعض التساؤلات".

الدفاع الروسية توجه طلبا لتركيا بتقديم المساعدة في استعادة حطام طائرتها في إدلب
وأكد على ضرورة عمل جميع البلدان المساهمة في عملية أستانا على أن تكون إدلب خالية من الاشتباكات. وعلى الرغم من أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق روسيا وتركيا، إلا أن النتيجة تتطلب عمل جميع البلدان الداعمة للعملية معا.

بينما أشار المختص بالشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية الشرق أوسطية أويتون أورهان إلى إمكانية التخمين بقيام الولايات المتحدة بنقل الأسلحة. ويدعم هذه الفرضية البيانات التي تؤكد أن المجموعة التي أسقطت الطائرة كانت سابقا تتلقى التدريب والأسلحة ضمن إطار برنامج الدعم الأمريكي.

ووصف أورهان إسقاط الطائرة الروسية باستمرار هجمات الطائرات المسيرة على قاعدة حميميم، قائلا: "لقد أثيرت حينها التساؤلات حول كيفية وصول السلام إلى أيدي الإرهابيين. وبصراحة تامة، من الصعب تصور إمكانية وصول منظومات الدفاع الجوي المحمولة إلى سوريا من قبل قوات أخرى، غير الولايات المتحدة. لا يمكننا القول بدقة مطلقة، ولكن يمكن اعتبار الهجوم كاستمرار لهجمات الطائرات المسيرة على قاعدة حميميم. وقد تكون الرسالة الموجهة لروسيا تتعلق بالقلق الأمريكي بشأن عملية تركيا في عفرين".

وتوقع أورهان بعد الهجوم على الطائرة الروسية في إدلب، إسراع تركيا في إنشاء مراكز المراقبة في منطقة خفض التصعيد. وأشار أورهان إلى أن الهجوم على الطائرة الروسية محاولة لتخريب سير عملية أستانا وتوجيه ضربة لاتفاقات إنشاء منطقة خفض تصعيد من جانب اللاعبين الذين تم استبعادهم من العملية.

ويرى الخبير أن محاولات تدمير العلاقات التركية الروسية، مثل اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف والهجوم على قاعدة حميميم، أدت إلى نتائج عكسية. فقد تم تعزيز التعاون بين البلدين.

مناقشة