بين ملف القدس والتحدي التركي... تيلرسون في الشرق الأوسط

قال المحاضر في جامعة جورج واشنطن عاطف عبد الجواد، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى الشرق الأوسط مهمة لأن تيلرسون بهذه الزيارة "يعيد هيمنة وزارة الخارجية الأمريكية على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، نظرا لخضوعها من قبل إلى تأثير 3 أو 4 مستشارين لترامب، ما يؤكد إنه منذ الآن، ستكون السياسة الأمريكية في المنطقة أكثر تماسكا".
Sputnik

تيلرسون يحث دول الخليج العربية على استعادة الوحدة
وأضاف عبد الجوادفي حديث لـ"سبوتنيك"، عبر برنامج "البعد الآخر"، قائلا "إن ثاني هذه الأسباب هو عدم إدراج إسرائيل في جدول زيارة تيلرسون، وهو أمر غير مألوف، ما يعني رسالة إلى الدول التي تشملها الزيارة، أن تيلرسون بعد قرار الرئيس ترامب بخصوص القدس، أتى ليستمع إليهم، ولم يأت ليستمع إلى إسرائيل، كمحاولة أمريكية لمكافحة الفكرة الشائعة، حول عدم أهلية أمريكا للعب دور الوسيط في عملية السلام".

ووصف عبد الجواد زيارة تيلرسون لتركيا، بأنها "التحدي الأكبر أمام السياسة الأمريكية، على خلفية التدخل التركي في شمال غرب سوريا"، مؤكدا أن وزير الخارجية يحمل رسالتين لتركيا، أولهما طمأنة الجانب التركي بأن التعاون الأمريكي الكردي لن يشكل تهديدا للأتراك، وثانيهما هو تحذير تركيا من المساس بأرواح الأمريكيين المتواجدين في منبج، وسيكرر تيلرسون على تركيا، بأن القوات الأمريكية في منبج موجودة لكي تبقى" حسب قوله.

من جانبه قال عضو اللجنة التنفيذية لحماية الوطن ومجابهة التطبيع جمال غنيمات في حديثه لسبوتنيك إن "هذه الزيارة جاءت لتهدئة الأوضاع، وطمأنة حلفاء أمريكا في المنطقة، وترميم ما أحدثه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهويد القدس".

واستدل غنيمات على حديثه باستئناف إرسال المعونات الأمريكية السنوية إلى الأردن قبل حوالي أسبوعين، كتمهيد لهذه الزيارة "من أجل تخفيف الأعباء الاقتصادية على الأردن، ومن أجل أن يرضخ الأردن لهذا القرار الأمريكي حول القدس".

وحول عدم زيارة تيلرسون لإسرائيل وصف غنيمات هذا الأمر بـ"المسرحية، التي لا تغيب عن وعي الشعب العربي، لأنه للمرة الأولى نجد هذا التبني الأمريكي المطلق للموقف الإسرائيلي".

وعلى الصعيد التركي يرى المحلل السياسي التركي دكتور سمير صالحة أن "القيادات التركية أعلنت أنها جاهزة للاستماع للقيادة الأمريكية إذا ما كانت مستعدة لقبول وتفهم الموقف التركي".

وأكد صالحة أن القطيعة في العلاقات التركية الأمريكية أمر وارد إذا تصلبت أمريكا عند موقفها مشيرا إلى أن تركيا ربما تلجأ إلى حلف شمال الأطلسي لحسم هذا الخلاف.    

مناقشة