سر إقالة مدير المخابرات السودانية... وما هو مخطط البشير القادم

قال المحلل السياسي السوداني فيصل محمد صالح، إن "الرئيس السوداني تعود على التغيير من وقت لآخر في الشخوص وليس في السياسات والمناهج لإشغال الناس من وقت لآخر، والوضع معقد ومن الصعب أن نقول أن هناك مداخل منطقية لما حدث في جهاز المخابرات".
Sputnik

مسؤول يكشف طريقة السودان في إدارة ملف "سد النهضة"
وتابع صالح، في اتصال هاتفي مع سبوتنيك، اليوم الثلاثاء، "ليس هناك دلالات محددة لإقصاء هذا أو الإتيان بهذا، والشيء الآخر في التعديل الأخير في جهاز المخابرات السودانية، أنه لا يوجد فارق كبير بين الرئيس الجديد صلاح قوش، وبين المدير السابق محمد عطا، فالاثنين زملاء في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم، بل هم دفعة واحدة وانتموا للحركة الإسلامية في وقت واحد، ودخلوا اليوم الأول سوياً وعملوا سنوات طويلة جداً، لذا فليست هناك فروق كبيرة في المنهج فيما بينهما".

وأضاف المحلل السياسي، "أعتقد أنه سيحدث تغير كبير في العمل وليس في المنهج، فقوش يمتلك حضورا وشخصية قوية جداً بخلاف المدير السابق، كما أن صلاح قوش يبدو "براجماتيا" وهو الأقرب إلى تفكير الرئيس في هذه الأيام لأنه ليس من الأصوليين الإسلاميين، ولديه استعداد ليكون براجماتيا، ويبرر ذلك ما حدث بعد 11/9 عندما قاد تعاون المخابرات السودانية مع المخابرات الأمريكية حتى ينجو السودان من مقصلة الاتهام بالإرهاب في تلك المرحلة وبالقطع تم هذا بعلم الدولة ورغبتها، والرئيس البشير يريد هذا النوع من الرجال في تلك المرحلة، لأنه يريد الإبتعاد عن الأصوليين الإسلاميين بعد أن قام الرئيس بتهميش الحركة الإسلامية والحزب".

واستبعد صالح، أن تكون المرحلة القادمة بين الليبراليين والإسلاميين، لأن "المعركة الآن ضد الأصوليين والرموز الإسلامية القديمة وهذا الأمر يقوده الرئيس بشكل شخصي، وشعار الرئيس الأساسي في تلك المرحلة هو"الانفراد بالسلطة" ولا يريد أن ينازعه أحد بالسلطة، من الإسلاميين القدامى الذين يحتكمون للتنظيم، فهو يريد التخلص منهم حتى لا يصبح لأحد مشروعية أكثر من مشروعية وجوده هو على السلطة".

ومضى بقوله، "ولا يعني هذا أنه ليبرالي ولم تبد عليه أي ملامح ليبرالية، وسوف يتم إبعاد الجميع خلال المرحلة القادمة حتى لا يظل أحد ينافسه على السلطة، وسوف يقوم بتعديل الدستور ليحصل على ولاية ثالثة في 2020، لأن الدستور الحالي والنظام الأساسي لحزب المؤتمر لا يسمح له بذلك، وهو الآن يريد التعديل ويريد من يقبلوا به وإبعاد الإسلاميين الذين يعارضون وجوده في السلطة".

وأكد المحلل السياسي، أنه "لا ينسجم مع الآراء التي تقول بأن البشير يعود بالبلاد إلى التسعينات"، منوهاً إلى أن "عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، لأن هناك أشياء كثيرة تغيرت، وفي اعتقادي الصراع داخل السلطة لن يجلب خيراً للمعارضة خارج السلطة، فكل طرف يريد أن يقبض على السلطة، ولا أتوقع أن يكون هناك انفتاح ما لم تحدث حركة جماهيرية أو ضغوط خارجية".

مناقشة