حرب الفصائل ومعادلات نفوذ جديدة بين "النصرة" و"جبهة تحرير سوريا" في الشمال

اشتدت في الآونة الأخير ة حدة المعارك والاشتباك بين الفصائل المسلحة في إدلب وريف حلب الغربي، مما أدى إلى رسم خطوط ومعادلات نفوذ جديدة بين "جبهة النصرة" الإرهابية والفصائل المتحالفة معها و"جبهة تحرير سوريا".
Sputnik

نحو 1780 قتيلا في التصفيات الدائرة بين الفصائل المسلحة في إدلب السورية
ونقلت "الميادين نت" عن مصادر محلية قولها "إن 50 مسلحاً على الأقل قتلوا وأصيب العشرات، بالإضافة إلى سقوط العشرات من مقاتلي "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) أسرى خلال الاشتباكات مع "جبهة تحرير سوريا" التي تواصل تقدمها في مختلف مناطق ريفي إدلب وحلب الغربي، في حين ذكر ناشطون أن "الحزب الإسلامي التركستاني" دخل المعركة لمساندة "جبهة النصرة"، واشتبك مع ألوية "صقور الشام" في جبل الزاوية ومناطق أخرى رغم إعلانه سابقاً تحييد نفسه عن الاقتتال".

وتواصل "جبهة تحرير سوريا" هجماتها الواسعة في أرياف إدلب الجنوبي والغربي وحلب الغربي، بالتزامن مع استقدام "جبهة النصرة" تعزيزات كبيرة، بالإضافة إلى دخول مسلحي "جند الملاحم" إلى جانب "النصرة" في المعركة مع "الحزب الإسلامي التركستاني" بعد أن طالتهم هجمات "جبهة تحرير سوريا" والاعتداء على عناصرهم ومقارهم في المنطقة، في حين دخل "جيش الأحرار" المعركة إلى جانب "الجبهة" بعد رفض الهيئة "إعادة حقوقه التي استولت عليها عند انشقاقه عنها".

ووفقا لـ "الميادين نت" فقد أشارت المصادر إلى أنه لا يوجد حصيلة دقيقة لعدد القتلى من الطرفين، إلا أن مصادر مقربة من "جبهة النصرة" أكدت سقوط أكثر من 50 قتيلاً في صفوفها وبعض الجثث بقيت في مناطق "جبهة تحرير سوريا" إلى جانب خسارتها عدد من الآليات والسيارات ومخازن السلاح.

وتحدثت المصادر عن سيطرة "جبهة تحرير سوريا" على كبرى المدن والقرى جنوب إدلب، بينما تحاول السيطرة على مناطق جديدة غرب إدلب التي تمتلك فيها "جبهة النصرة" حاضنة كبيرة، إلى جانب انتشار كبير للحزب الإسلامي التركستاني الذي تعرّض لعدد من الهجمات ما أجبره إلى دخول المواجهة وإصداره بياناً يؤكد أنه لم يكن طرف في الاقتتال، إلا أن عناصره وبعض مقاره تعرضت لهجمات من "جبهة تحرير سوريا".

وقال "الحزب التركستاني" في بيانه "بعض الفصائل لم تتركنا خارج هذا الصراع وهاجمت أحد حواجزنا بالقصف والرشاشات ما هدد سلامة مجموعة من عوائلنا كانت بالمنطقة، فاضطررنا إلى الرد والتعامل مع المعتدي، بالإضافة إلى استهداف سيارة لنا على جبهة أبو الظهور شرق إدلب، بالإضافة إلى أننا لم ننج من حملة الاغتيالات والاستهدافات التي طالت قياداتنا وكوادرنا في الشمال".

من جهتها، ردّت "جبهة تحرير سوريا" على بيان "الحزب التركستاني"، مؤكدةً أن الأخير شارك عبر عدد من منتسبيه إلى جانب "جبهة النصرة" في البغي على "جبهة تحرير سوريا" في منطقة كفرشلايا بالدبابات والسلاح الثقيل.

وذكر ناشطون أن "جيش الأحرار" نشر حواجزاً له في مناطق عدة بمحافظة إدلب لمنع أي تقدم لـ"جبهة النصرة" نحوه، مشيرين إلى أن أبو صالح طحان، قائد الجيش، وجّه عناصره بالدفاع عن مناطق النفوذ التي يتواجدون فيها ومنع الاستيلاء عليها.

وفي السياق، نشر ناشطون صورة من سيطرة "ألوية صقور الشام" التي يقودها أبو عيسى الشيخ على قرية الرويحة بجبل الزاوية جنوب إدلب. كما نشر ناشطون تسجيلاً صوتياً للقيادي في "جند الملاحم"، مروان الربيع، يطلب من مقاتليه رفع الجهوزية والتحضير لاقتحام مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، بعد سيطرة "جبهة تحرير سوريا" عليها.

في سياق متصل، ألقت "جبهة تحرير سوريا" القبض على عدد من عناصر "جيش النخبة" في "هيئة تحرير الشام" من بينهم المدعو "أبو ناهل الحلفاوي" أمير جيش النخبة في "النصرة" خلال محاولتهم التقدم باتجاه أحراش الهبيط في ريف إدلب الجنوبي.

كما سيطرت "جبهة تحرير سوريا" على معسكرات للهيئة في الفوج 111 و الفوج 46، في حين تستخدم الهيئة طائرات مسيرة مزودة بقنابل متفجرة في استهداف تجمعات الجبهة غرب حلب على محوري دارة عزة و كفرناها.

وفي شمال إدلب، شنّ تنظيم "النصرة" الإرهابي سلسلة اعتقالات وعمليات دهم استهدفت فيها مقاتلي حركة "نور الدين الزنكي"، حيث اعتقلت أكثر من 20 مقاتلاً اعتزلوا الاقتتال، من بينهم القيادي محمد الضلع الذي قالت الهيئة إنه كان يحضّر مع مجموعاته للسيطرة على مدينة الدانا.

من جهته، أصدر عدد من الشرعيين من بينهم السعودي عبدالله المحيسني ومصلح العلياني بياناً مشتركاً أكدوا فيه أن "عذر هيئة تحرير الشام في قتال الزنكي لا ينهض بأن يكون مبرراً شرعياً طالما أنها لم تقبل بالخضوع إلى محكمة شرعية، وأن ما ذكرته الهيئة من أسباب لقتال الزنكي لا يصح به إراقة الدماء".

وتشهد محافظة إدلب وريف حلب الغربي معارك عنيفة منذ 20 شباط/فبراير الحالي بعد إعلان اندماج حركتي "نور الدين الزنكي" و"أحرار الشام" ضمن "جبهة تحرير سوريا"، وانخراطهما في الهجوم على مناطق "هيئة تحرير الشام" ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى ضحايا مدنيين.

مناقشة