راديو

هل سنشهد عمليات عسكرية تركية-عراقية مشتركة ضد حزب العمال الكردستاني

ضيف الحلقة: الخبير العسكري د. أمير الساعدي
Sputnik

أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس الجمعة 9 مارس/ آذار، أن بلاده قد تنفذ عمليات عسكرية شمالي العراق إذا اقتضت الحاجة، بعد التواصل مع الحكومة العراقية، ضد تنظيم "داعش" الإرهابي أو عناصر حزب العمال الكردستاني التركي (PKK)، الذي تصنفه أنقرة كـ"تنظيم إرهابي".

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال، أول من أمس الخميس، إن تركيا والعراق ستتخذان خطوات مشتركة ضد حزب العمال الكردستاني.

وأضاف أن "تطهير العراق من (PKK) وسائر التنظيمات الإرهابية، ليس مهما لتركيا فحسب بل مهم أيضا لسوريا والعراق".

الجيش التركي: القضاء على 4 مسلحين من حزب العمال الكردستاني في العراق

عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج "الحقيقة"، عبر أثير "سبوتنيك"، الدكتور أمير الساعدي:

"سبق وأن كان التوافق العراقي التركي مدعاة لاستخدام تركيا القوة العسكرية عبر ضربات جوية محددة على أماكن انتشار ووجود مجموعات حزب العمال الكردستاني في العراق، لاسيما في جبل قنديل أو قرب منطقة سنجار والمناطق الحدودية التركية- العراقية. لكن بعد المناورات العسكرية الأولى التي سبقت إعلان استفتاء إقليم كردستان، كان هناك تعاون كبير بين قيادات الجيشين العراقي والتركي، حيث أفضت إلى عمليات ومناورات عسكرية قرب الحدود ووصل الأمر معها إلى توافق سياسي كبير. الآن وقبل تصريحات وزير الخارجية التركي كانت هناك زيارة من رئاسة أركان الجيش التركي لإجراء مناورات عسكرية جديدة في المنطقة، قد تكون المفتاح لتعاون عسكري جديد ينتقل من المناورات إلى عملية استخدام القوة العسكرية، التي تذهب باتجاه عمليات عسكرية على الأرض وليس فقط ضربات جوية، مع أن مثل الاحتمال لازال ضعيفا، علما بأن الضربات الجوية التركية لم تتوقف لحد الآن، حيث إن الطرف العراقي يغض الطرف عنها، ولم يستنكر الخرق السيادي الذي تقوم به تركيا، والتي  تستند في القيام بتلك الضربات على مبدأ حق الدفاع عن النفس، وفي ذلك تسعى تركيا كي تكون أكثر ثقلا وأن تفرض وجودها على ساحة توازن القوى، لاسيما وأنها لم تحقق نتائج كبرى في عملياتها في عفرين السورية، خصوصا مع تصريح أردوغان الذي يقول فيه أنه بعد عفرين سيكون هناك منبج ومناطق أخرى لفرض هيبة الأمن القومي التركي بعيدا عن الجماعات الإرهابية والتي يقصد بها المجاميع الكردية".

الجيش التركي يؤكد مقتل 49 من حزب العمال الكردستاني

وعن موقف الولايات المتحدة من ذلك، يقول الساعدي: "أن الخارجية التركية تعطي إشارة واضحة إلى الطرف الدولي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي ما زالت العلاقة بينهما متوترة، بأن تركيا تستطيع القيام بعمليات عسكرية على الأراضي العراقية وبصورة خارجة عن إرادة واشنطن، بالتعاضد مع الطرف المحلي المتمثل بالعراق، ومع ذلك فإن هناك رفض عراقي داخلي في الأوساط السياسية الكردية وكذلك عند بعض ممثلي مجلس النواب العراقي للتدخل العسكري التركي، على اعتبار أنه يمثل خرقا للسيادة العراقية".

وأضاف الساعدي "لم يخرج أي تأكيد رسمي بموافقة العراق على العمليات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية، لا من قيادة العمليات المشتركة ولا من وزارة الدفاع ولا من القائد العام للقوات المسلحة أو وزارة الخارجية العراقية، بأن هناك تعاون سيبرم مع الحكومة التركية لإجراء عمليات عسكرية مشتركة داخل الحدود العراقية، حيث أن ذلك، ومن وجهة نظري، أمر مستبعد".

أجرى الحوار ضياء إبراهيم حسون

مناقشة