وهذا ثاني تحقيق قضائي مع ساركوزي الذي يبلغ من العمر 63 عاما والذي تولى الرئاسة من 2007 إلى 2012. فهو مطلوب للمثول أمام المحكمة في قضية أخرى تتعلق بتمويل حملته في انتخابات عام 2012 التي فاز فيها فرانسوا هولند.
ويسمح القانون الفرنسي للمحققين باحتجاز شخص لاستجوابه لمدة لا تزيد على 48 ساعة، وبعد ذلك يتعين على القضاة تحديد ما إذا كانت لديهم أسس تسمح بتحويل التحقيق الأولي إلى تحقيق كامل وهو ما يمكن أن يؤدي إلى محاكمة.
وكان رجل الأعمال الفرنسي الكسندر الجوهري إعتقل في بريطانيا بناء على أمر قضائي أصدرته فرنسا لاشتباه المحققين في نقله أموالا من القذافي لتمويل حملة ساركوزي. واتهم محام الجوهري آنذاك السلطات الفرنسية بتسييس القضية والتلاعب لاستغلالها ضد موكله.
وكان العقيد الليبي الراحل أكد في مقابلة مع القناة الفرنسية الثالثة عام 2011، قيامه بتمويل الحملة الانتخابية الرئاسية لساركوزي في 2007.
أما نجل القذافي سيف الإسلام فقال في مقابلة مع قناة "يورونيوز" في آذار/ مارس 2011، إن "ليبيا ساعدت ساركوزي المهرّج حتى يصبح رئيساً بهدف مساعدة الشعب الليبي ولكنه خيب آمال الليبيين"، لافتاً إلى أنه على علم بكل تفاصيل العملية، وطالبه آنذاك بإعادة الأموال التي أخذها.
من جهته قال الخبير في الشأن الليبي علي شندب أن أنصار العقيد الليبي الراحل في ليبيا يشعرون بالبهجة نتيجة توقيف ساركوزي، الذي أنكر في البداية أنه تلقى مثل هذا الدعم والتمويل، لكن هناك الكثير من الأدلة المادية التي تؤكد ذلك.
وأضاف شندب- الذي كان أخر إعلامي يلتقي الزعيم الليبي الراحل في إطار مقابلة صحفية- أن القذافي أكد له أنه "هو من أوصل ساركوزي إلى الأليزيه، الذي زاره آنذاك بصفته وزيراً للداخلية، وطلب منه الدعم المالي لكي يصبح هو رئيساً لفرنسا".
ورأى شندب أن "طموحات القذافي في ان يكون له بصمة وتأثير في المسرح الدولي شجعه على تمويل حملة ساركوزي الإنتخابية، حتى يكون له تأثير في قرار الإتحاد الأوروبي والقرار العالمي، وهذا طموح إستراتيجي مشروع فعله القذافي".
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني