راديو

لماذا لن تجرؤ الولايات المتحدة على ضرب دمشق رغم خسارة الإرهابيين في الغوطة الشرقية

ضيفا الحلقة: الخبير الاستراتيجي الدكتور فراس شبول، والخبير العسكري هيثم حسون.
Sputnik

موسكو تدين هجمات الإرهابيين على دمشق وتعتبرها حلقة في سلسلة الاستفزازات
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالتهديد والوعيد بتوجيه ضربة صاروخية إلى مواقع عسكرية وحيوية في دمشق، بعد أن استطاع الجيش السوري وبدعم روسي أن يحرر أكثر من 66 بالمئة من الغوطة الشرقية من سيطرة الفصائل المسلحة التي تستهدف العاصمة دمشق وريفها بالقذائف بشكل مستمر، حيث تخلف ضحايا مدنيين ودمارا وخرابا في الأحياء السكنية، وبعد أن فشلت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية في مجلس الأمن بالتوصل إلى قرار يدين دمشق باستخدام السلاح الكيميائي، لجأت الجماعات الإرهابية في الغوطة الشرقية إلى ارتكاب جريمة بحق المدنيين في سوق "كشكول" الشعبي في مدينة جرمانا، حيث أطلق الإرهابيون على المدينة صواريخ أدت إلى مقتل أكثر من 50 مواطنا آمنا وإصابة العشرات بجروح، لكن لم نسمع أي إدانة لهذا العمل الإرهابي من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية، كما لم تتم دعوة مجلس الأمن لاتخاذ قرار يشجب هذا العمل الإجرامي، بينما كان مجلس الأمن اجتمع عدة مرات لمجرد توجيه اتهامات وبدون أي إثبات إلى الجيش السوري على أنه استخدم غازات سامة ضد الفصائل الإرهابية المسلحة، رغم أن دمشق تخلصت من أسلحتها الكيميائية باعتراف المنظمة الدولية للقضاء على الأسلحة الكيميائية.

حول كل ما تقدميقول الخبير الاستراتيجي فراس شبول: عندما يتم دحر الإرهابيين في الغوطة الشرقية، يقومون بصب جام حقدهم على المدنيين، إن كان في دمشق أو في حلب سابقا أو في مناطق أخرى، واستهداف السوق الشعبي "كشكول" بريف دمشق في عيد الأم، من قبل الإرهابيين ما هو إلا دليل على حقد هؤلاء وداعميهم، ودليل على فشل الولايات المتحدة وتهديداتها، وهي لا تتوانى عن ضرب المقاومة إن كانت في سوريا أو خارج سوريا، ولكن الولايات لا يمكن أن تصرح أنها ستضرب، لأنها يمكن أن تضرب بغدر وبالوساطة، وحتى عن طريق إسرائيل، ولا يمكن استبعاد هذه الضربة على الإطلاق. 

"وما نفذه الإرهابيون واستهداف ريف دمشق كان بأمر من الولايات المتحدة، حتى إحداثيات الأهداف تأتي من الأمريكي، إن كان من غرفة عمليات داخل سوريا أو خارج سوريا، وهذه ليست الضربة الأولى ولن تكون الضربة الأخيرة، وهذه الضربات الإرهابية جاءت بسبب انتصارات الجيش السوري في الغوطة الشرقية وفي أماكن أخرى، لكن الجيش السوري سيدخل ويحرر الغوطة الشرقية ويريح أهالي دمشق من الإرهابيين".

وتابع فراس شبول: "إن الولايات المتحدة هي في قمة خسارتها بهذه الأوقات، ولكن الحديث عن توجيه ضربة إلى دمشق هي من أجل رفع معنويات الإرهابيين وبقايا جيوبهم في الغوطة الشرقية، لكن لا نستبعد بأن تقوم الولايات المتحدة بأعمال حاقدة ضد الدولة السورية، لكنها لا تصرح بذلك، لأنها تعودت على الطعن في الظهر والغدر".     

بينما قال الخبير العسكري هيثم حسون: إن ما فعله الإرهابيون باستهداف السوق الشعبية "كشكول" بريف دمشق، هي الحرية الأمريكية التي تريدها الولايات المتحدة والدول الغربية لشعبنا، وهؤلاء الإرهابيون هم عصابات واشنطن وأتباعها في أوروبا وفي الإقليم، وهذا العمل الإرهابي هو ابتزاز روسيا لمنعها من تقديم الدعم والمساندة إن كانت سياسية أو عسكرية لسوريا، والأمر الآخر هو وقف العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش السوري في أكثر من منطقة والتي تحقق إنجازات في القضاء على المجموعات الإرهابية التي تمثل الذراع العسكري للولايات المتحدة أكبر راعي للإرهاب في العالم.

وتابع هيثم حسون: نحن نعرف أن الولايات المتحدة منذ البداية أرادات أن توقف عملية تحرير الغوطة الشرقية من الإرهابيين، من خلال اجتماعات متكررة لمجلس الأمن، لكن الحليف الروسي أفشلها"

بدء خروج حافلات تقل مسلحين من حرستا في الغوطة إلى إدلب
وأضاف الخبير هيثم حسون، "لن تجرؤ الولايات المتحدة على تنفيذ تهديداتها بضرب دمشق لمجموعة أسباب: 1-السبب الأول هو التصريحات النارية التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأيضا المسؤولون الروس الذين حذروا بشكل واضح وعلني وصريح، أن أي ضربة على سوريا سيتم الرد عليها، ليس فقط بإسقاط الصواريخ كما حصل أثناء الاعتداء على مطار الشعيرات، وإنما باستهداف مواقع إطلاق الصواريخ التي تستهدف دمشق، إن كان في البحر أو الجو أو في البر، لذلك أعتقد أن الولايات المتحدة انتقلت من طور التهديد إلى طور محاولة الضغط النفسي والسياسي على الجانبين السوري والروسي، لذلك كما أعتقد بأننا انتهينا من مسألة التهديد باستهداف الدولة السورية، رغم أن إمكانية تنفيذ ذلك لا تزال موجودة، لكن بنسبة ضئيلة جدا وهي تتعلق بحماقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يمكن أن يرتكب هذه الجريمة للحفاظ على المجموعات الإرهابية وإنقاذها، من أجل الاستفادة منها في مناطق أخرى من خلال ترحيلها من محيط دمشق، لكن القرار متخذ من قبل الدولة السورية وحلفائها بتحرير هذه المنطقة، سلمت به الولايات المتحدة".

أما بالنسبة للرد الروسي والسوري إذا ما نفذت الولايات المتحدة ضربة ضد مواقع سوريا، قال الخبير الاستراتيجي فراس شبول: القرار السوري مع الحلفاء هو قرار حرب حتى النصر والقضاء على الإرهابيين، وسيكون الرد الروسي السوري، هو ضرب الإرهابيين وذلك هي ضربة لداعميهم في الولايات المتحدة، وسوريا جاهزة للرد على أي ضربة عسكرية، والدفاعات الجوية على أتم استعداد للرد على هذه الضربات، ولكن الولايات المتحدة أجبن من أن توسع هذه الحرب لأنه لا مصلحة لها، ولأن اسرائيل ستكون الهدف الرئيسي في الحرب القادمة، والقضاء على الإرهابيين في الغوطة اقترب من نهايته، فلذلك يتم الرد على أي اعتداء من قبل الولايات المتحدة.

 جدير بالذكر أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، قال إن روسيا تدعو الولايات المتحدة للتخلي عن خططها لتوجيه ضربة إلى دمشق بدون أي تحفظات.

وقال ريابكوف: "كنا ولا نزال نحذر الجانب الأمريكي أنه من الضروري التخلي عن هذه الخطط بدون أي تحفظات. وسيكون أي عمل غير شرعي باستخدام القوة، مثلما حدث قبل عام تقريبا في قاعدة الشعيرات الجوية، عدوانا ضد دولة ذات سيادة، وفقا للمادة المعنية من ميثاق الأمم المتحدة".

إعداد وتقديم: نزار بوش 

مناقشة