بارقة أمل تولد في قلوب أهالي المخطوفين مع انتصار الجيش في الغوطة الشرقية

يشرع الأمل أبوابه في قلوب العديد من عائلات المخطوفين بلقاء أحبتهم أحياء أو استعادة جثامين ضحايا ارتقوا دفاعا عن سوريا مع انتصار الجيش السوري في الغوطة الشرقية ودفعه المسلحين للانخراط في اتفاقات تسوية.
Sputnik

ما هو "سجن التوبة" التابع لتنظيم جيش الإسلام في الغوطة الشرقية
وفي تقرير لوكالة الأنباء السورية "سانا"، تسند أم المخطوف و"الشهيد" حزنها وحيدة على كرسي قرب حاجز للجيش على الطريق الذي يشكل مسار عبور حافلات المسلحين وعائلاتهم من بلدة عربين في الغوطة الشرقية إلى طريق أوتستراد حرستا قادمة ليلا من اللاذقية وبهدوء طاغ ونبرة كالهمس وجمل تفصلها تنهدات وجع الفراق واللوعة.

وأشار التقرير إلى أن أم سومر تتحدث عن أنها جاءت إلى دمشق على أمل أن تلتقي ابنها المخطوف بعد انتظار ست سنوات "فقد يكون من بين المخطوفين ممن يجري الحديث عن تحريرهم ضمن اتفاق التسوية الذي تم التوصل إليه لإخراج مسلحي تنظيم "فيلق الرحمن" الرافضين للتسوية وعائلاتهم من بلدات عربين وزملكا وجوبر وعين ترما في الغوطة الشرقية إلى ادلب.

وقال تقرير "سانا"… على يدها المتعبة اتكأ وجهها وقد زاده الحزن حياء تقول الأم الخمسينية: "جايي أعرف شي عن ابني مخطوف أو شهيد… إذا عايش الله يرجعوا وإذا استشهد متل كل الشهداء… ونحن مثل ذويهم" وقبل أن تكمل تهرب منها دمعة دون بكاء… "ابني حسن ابراهيم كان عسكريا خطف في دوما قبل ست سنوات وبعد 40 يوما استشهد أخوه العسكري سومر… أبوهم عسكري متقاعد لم يتحمل الصدمة أصيب بجلطة وهو طريح الفراش".

تفتح "أم الشهيد" حقيبتها اليدوية وترفع قبعة عسكرية بيمينها "هذه للشهيد سومر" وباليد الثانية تسحب حطة (شماغ) وهذه "لحسن المخطوف" ثم تفرد أمام الكاميرا صورتيهما.

وتمضي الساعات ثقيلة ويخبرها أحد الضباط أن تحرير المخطوفين إلى الغد سيتأخر قليلا لكن القصة لن تطول أكثر من يوم أو يومين… تغير مكانها وتتنقل على مدرجات المسطح الأخضر المنبسط أمام لوحة البانوراما وتوزع نظرها على صفوف الإعلاميين المنشغلين بتغطية حدث خروج حافلات المسلحين وتقترب من أحد الصحفيين وتقول: "أريد أن أرى المسلحين الذين خطفوا ابني" مضيفة: "أشعر أنه استشهد أريد جثمانه… حفرت له قبرا بجانب أخيه الشهيد".. تسقط دمعتين.. "أو ربما يكون على قيد الحياة.. حيرت الله في أمري.. ابني مخطوف أم شهيد".

وزير سوري يكشف تفاصيل عن المصالحة ومسألة إطلاق المخطوفين عند "جيش الإسلام"
على إحدى الدرجات أمام لوحة البانوراما في مدخل دمشق الشمالي جلس والدا المخطوف العسكري نادر شحادة يمر ستة أشخاص قادمين من بلدة الغزلانية جنوب دمشق وبلطف شديد يسألان من يمر بهما إن كان من مخطوفين سيخرجون يقول شحادة والد المخطوف: "إن المسلحين الذين خطفوا ابنه في حرستا قبل ثلاثة أشهر بعد أن يئسوا من الحصول على فدية ثلاثة ملايين ليرة طلبوها لتحريره عبر اتصال هاتفي هددوني بأنهم سيرحلونه معهم إلى إدلب" ويضيف بقلق… "أخشى أن يأتي معهم ولا يخبر عناصر الجيش على الحاجز أنه مخطوف" تتابع والدة نادر حديث زوجها متسائلة إذا كان بامكانهما الصعود إلى حافلات المسلحين والبحث عن ابنهما… "وعدت طفلته الصغيرة أن أعيد لها أبوها الليلة" تقول بحزن شديد.

أما الشابة ميس أحمد فجاءت تبحث عمن ينقل صوت أسر المخطوفين كما تقول "أبي وأخي ما زالا لدى المسلحين منذ أربع سنوات" وبإرادة صقلتها سنوات ثلاث من الصبر والتحمل في أقبية مسلحي دوما قبل تحريرها تضيف: "أخي حسام عندما خطفنا من مدينة عدرا كان في الصف العاشر ويفترض أن يكون في السنة الدراسية الثانية بالجامعة".

ولليوم الثاني على التوالي تأتي الأم صباح السلوم من عدرا العمالية التي خبرت سجون مسلحي "فيلق الرحمن" قبل تحريرها منذ سنة مع ابنتها الشابة تقضي النهار كاملا في نقطة خروج المسلحين تنتظر بفارغ الصبر ابنها عهد الذي ما زال لدى المسلحين.

وذكر تقرير "سانا" أنه ليس من رقم دقيق للمختطفين داخل الغوطة الشرقية المقدر ببضعة آلاف من عسكريين ومدنيين وعائلات بالكامل شكلوا شاهدا على فظاعة الإرهاب الذي ضرب سوريا لا تحاكيه وحشية ما سجله تاريخ البشرية من حروب وستبقى محفورة في القلوب مشاهد رؤية حبس المسلحين للمخطوفين من النساء والأطفال في أقفاص حديدية محملة على سيارات "بيك اب" في شوارع دوما والتهديد بوضعها كدروع بشرية خلال المعارك مع الجيش.

مناقشة