"العدوان الأمريكي" على سوريا... اعترافا ضمنيا بدور روسي أكبر على المستوى الدولي

أكد "الكاتب والمحلل السياسي عمار فاضل لـ"سبوتنيك"، أن "العدوان الثلاثيط الأمريكي والبريطاني والفرنسي على سوريا لم يكن له أي وزن عسكري على مستوى الميدان السوري، بل إن الرسالة فقط كانت سياسية تريد من خلاله بعض التيارات في أمريكا فرض سياسة "شرطي العالم" على الدول التي تقف في وجه مصالحها، مشيرا إلى أنه كمثيل العدوان الثلاثي على مصر 1956.
Sputnik

محلل سياسي: ضرب سوريا رسائل إسرائيلية لإيران
سبوتنيك. وأضاف دكتور فاضل، "من الواضح أننا أمام بروتوكول "سيفرز" جديد هدفه شن ضربات عسكرية وانتهاك سيادة دولة تقف في وجه الأطماع الاستعمارية لدول اعتادت انتهاك حقوق الشعوب وسرقة ثرواته تحت حجج مختلفة".

وقال فاضل:

جاء هذا العدوان بعد سلسلة من الاخفاقات للمعسكر الغربي في سوريا أمام الدبلوماسية الروسية وانتصارات محور المقاومة العسكرية بدءا من اتفاق مناطق خفض التصعيد الذي سمح للجيش السوري وحلفائه بالحفاظ على الخط البري الواصل من طهران إلى بيروت مرورا بدمشق، إضافة لعملية "أوفرلورد" بنسختها السورية التي بدأتها الدولة السورية مع حلفائها منذ لحظة إسقاط الطائرة الإسرائيلية بمنظومة دفاع جوي تقليدية معدلة ومرورا بتأمين العاصمة دمشق من خلال إنهاء ملف الغوطة الشرقية خلال شهر تقريبا.

"عدوان ثلاثي" على سوريا... قراءة في الحدث وتداعياته عسكرياً وسياسياً
وأشار فاضل إلى أن هذه الإخفاقات المتتالية المتسارعة إضافة للخلافات الداخلية في الإدارة الأمريكية دفعت بالرئيس ترامب إلى توجيه ضربة عسكرية لا تحمل جديدا عن سابقتها على مطار الشعيرات في أبريل/نيسان العام الماضي مبينا أن طريقة الاعتداء التي انطلقت من شرق وجنوب شرق وجنوب غرب سوريا تعكس أن "أطراف العدوان" تلافوا الصدام المباشر مع روسيا مما يعكس قيمة الموقف الروسي في خفض سقف التوقعات للضربة العسكرية الأمريكية البريطانية الفرنسية وجعلها في حدها الأدنى خوفا من رد فعل روسية عنيفة.

وقال فاضل إن "هذا العدوان اعترافا ضمنيا بدور روسي أكبر على المستوى الدولي، وكما كان لنتائج العدوان الثلاثي على مصر 1956 دورا في أفول القوى الاستعمارية التقليدية، فإن لهذا العدوان اليوم بعدا استراتيجيا يؤذن بأفول دور الولايات المتحدة الأمريكية وسياسة القطب الواحد عالميا، خصوصا في ظل الدبلوماسية الباردة لروسيا ومحور المقاومة واستمرار العمليات العسكرية في سياقها الحالي الذي ينهي المصالح الغربية وأطماعها في سوريا".

 

مناقشة