راديو

هل سيبقى العراق رهين المؤامرات الدولية؟

ضيف الحلقة: المحلل سياسي محمد الفيصل
Sputnik

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة، إنه يبدو أنه ثمة مساع لتنفيذ مشروع لإعادة تنظيم المنطقة انطلاقا من العراق وسوريا، مؤكدا أن عبئا كبيرا جدا سيقع على عاتق تركيا.

وأضاف الرئيس التركي أردوغان أن حساسية الفترة التي تمر بها بلاده والبقعة الجغرافية التي توجد ضمنها، تستوجب اتخاذ قرارات سريعة وتطبيقها بدراية.

ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" محمد الفيصل يقول في هذا الصدد:

"حقوق الإنسان" العراقية تطالب من باريس بتوثيق الجرائم في العراق منذ سقوط صدام

" بعد العام 2003 وتغيير النظام في العراق تحت أكذوبة كبيرة اكتشفها العالم فيما بعد، إلا وهي أكذوبة الأسلحة الكيميائية، والتي هي كانت مجرد آلية لتسويق تدخل الولايات المتحدة واحتلالها العراق، تبين أن هناك مؤامرة ومشروع أكبر من السبب المعلن في احتلال البلد، ومن خلال تتابع السنوات فإن المشروع بدا واضحا من خلال تغذية العنصر الطائفي والقومي في العراق، حيث صار الأخير متناحرا في قومياته ومذاهبه طيلة عقد من الزمن، لذلك لازالت الهواجس من عودة ذلك الاحتراب موجودة، كما أن هناك أيضاً مشروع إقليمي يبدو واضحاً على الأقل من خلال تكوين أقاليم متعددة في العراق. فمشروع إعادة رسم خارطة جديدة في الشرق الأوسط لن يتوقف، وهو بدأ في العراق ولن يتوقف عند حدوده، كما أن الكثير من المراقبين للوضع في سوريا واليمن وليبيا يترقبون المشهد القادم في الشرق الأوسط، ويبدو أن الرئيس التركي استعجل من أمره في هذا التصريح، فهو يحاول النأي بنفسه وبلده عن خطورة هذا التقسيم، خصوصاً وأن هناك من يغذي الانفصال الكردي في تركيا، وهو ما دفع تركيا في الدخول إلى سوريا بعمق حوالي خمسين كيلومترا لإبعاد الخطر، كما يعتقدون، عن تركيا، إضافة إلى قيام الجيش التركي بعمليات تأمين الحدود مع العراق عن طريق التدخل في سنجار والتهديد باحتلال مناطق في شمال العراق، كل ذلك يحمل بين طياته مخاوف تركية كبيرة، لأن التشظي قد يطال الدولة التركية".

تقرير يكشف "الجريمة الأخطر" التي ارتكبها صدام حسين بحق العراق

وأضاف الفيصل، "العراق اليوم من الدول التي نوع ما يضعف فيها القانون وتغيب الدولة عن المفاصل المهمة والحيوية، مع وجود سياسيين عراقيين يحاول جمع الشتات العراقي، وهذا ما تجلى واضحا من خلال الإدارة الحكيمة والهادئة للسيد رئيس الوزراء العبادي، وتعامله مع ملفات الاقتصاد العراقي المنهار وتركيزه على وحدة العراق، وبالتالي أستطيع القول أن السيد العبادي نجح على الأقل في إبعاد العراق عن خطر التشظي في الوقت الحاضر، مع وجود الكثير من السياسيين الذين لازالوا رهن الضواغط الدولية والإقليمية. نتمنى أن تفرز الانتخابات البرلمانية المقبلة الكثير من الوجوه والأحزاب التي ستكون قادرة على تحمل المسؤولية في بناء دولة مؤسسات حقيقية قبل أن يتدحرج العراق إلى مستوى الدول الفاشلة".

إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون

مناقشة