راديو

هل غيرت رسالة المرجع الديني الأعلى موازين القوى في العراق؟

ضيف الحلقة: المحلل السياسي الدكتور أحمد الأبيض
Sputnik

قالت المرجعية الدينية الشيعية في العراق، ممثلة في السيد علي السيستاني، إنها تقف على مسافة واحدة من المرشحين والقوائم المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، ودعا السيستاني في بيان ألقاه خطيب الجمعة بمدينة كربلاء عبد المهدي الكربلائي الناخبين العراقيين إلى "تفادي الوقوع في شباك الفاشلين والفاسدين".

المرجعية الدينية العليا في العراق تحذر وتكشف موقفها من الانتخابات

وقال ممثل السيستاني إن المسار الانتخابي الحالي لن يؤدي إلى نتائج مرضية ما لم تتحقق فيه شروط عدة، أهمها أن يكون القانون الانتخابي عادلا ويراعي حرمة أصوات الناخبين، وأن تمنع التدخلات الخارجية في الانتخابات المقررة يوم 12 مايو/أيار الحالي.

وقال ممثل علي السيستاني إن "الإخفاقات التي رافقت الانتخابات الماضية والتي أدت إلى بروز شخصيات سياسية وحكومية أسفرت عن سوء استخدام السلطة، ما زال كثير منها متوفرا حتى الآن، لكن الأمل في الإصلاح في هذه الانتخابات ما زال قائما".

ودعت المرجعية الدينية لشيعة العراق القوائم الانتخابية إلى "التنافس على برامج اقتصادية وتعليمية وخدمية قابلة للتنفيذ بعيداً عن الشخصنة والشحن القومي أو الطائفي والمزايدات الإعلامية".

صراع على شخص رئيس الحكومة وشكلها قبيل إجراء الانتخابات العراقية

ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور أحمد الأبيض يقول حول رسالة المرجع الديني الأعلى:

"قبل صدور الرسالة كانت هناك نوع من الحملة الإعلامية جعلت بعض المرشحين يقلق من أن تكون تلك الرسالة بمثابة حد فاصل وتكون أدق وأوضح في تسمية الأسماء، رغم أن ذلك ليس من شأن المرجعية أن تحدد الأسماء، ولكن الأبرز في هذا الموضوع يكمن في أن المرجعية لا تحض الناخبين على المشاركة الواسعة في الانتخابات، واعتبرت ذلك حق على عكس الانتخابات السابقة عندما اعتبرت الانتخابات واجبة، ويعد ذلك تطور في موقف المرجعية في تحميل الناس مسؤولية الاختيار وكونه حق لا يمكن فرضه على الإنسان العراقي. التطور الآخر هو إن المرجع الأعلى أوصى بشكل خفي بعدم التصويت لرؤساء القوائم كونهم مسؤولين عن الفساد والخراب في البلد، وهذا الموضوع هو تفسير لمعنى "المجرب لا يجرب" التي أخذت مديات واسعة في الإعلام."

الانتخابات البرلمانية العراقية قادمة… هل من تغيير؟

وأضاف الأبيض، "إن المرجع الأعلى أراد إبراء الذمة حيث أنه تحدث تاريخيا عما ما حصل وموقف المرجعية منذ انتخابات عام 2003 وبالتالي أراد أن يوصل رسالة مفادها أن المرجعية حاولت توصيل الأمور إلى أن تكون الانتخابات هي الطريق الوحيد لحكم العراق والسبيل الذي ينتج الحكومات والأوضاع الجيدة للشعب العراقي، إلا أن ذلك لم يحصل، مع وجود الأمل بحصوله، إلا أن الأمل ليس بكبير، والإحباط واضح لدى المرجعية الدينية، كون أن الانتخابات هي الطريق الوحيد، لكن ليس فيه الأمل الكافي لتغيير الأوضاع. وواضح جدا سوف تكون هناك عملية تدوير للسلطة وتعود نفس الزعامات التي تحكم البلد، ولكن أعتقد أن المشاكل ستكون بعد الانتخابات والصراع على منصب رئاسة الوزراء".

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة