وزير الدفاع العراقي السابق: المال السياسي يلعب دور في انتخابات العراق

اعتبر وزير الدفاع العراقي السابق، خالد العبيدي، أن المال السياسي لا يزال يلعب دورا بارزا في انتخابات العراق، محاولا استغلال ضعيفي النفوس.
Sputnik

وجاءت تصريحات العبيدي في مقابلة خاصة أجراها مع "سبوتنيك".

إلى نص المقابلة:

سبوتنيك: اهنئكم باجراء الانتخابات بعد أربع سنين، وكانت المصائب كثيرة في هذا البلد، دولة العراق سوف تصبح اكثر استقرارا والإختلافات السياسية، سوف تنتهي بعد اجراء هذه الانتخابات البرلمانية؟

نعم طبعا على ضوء ما لاحظته، من خلال الشعب العراقي ومحافظة نينوى بشكل خاص، وإصرار المواطنين على المشاركة الفاعلة في الانتخابات، والتوجه نحو الوجوه الجديدة المرشحة للانتخابات. أنا لدي نوع من التفاؤل أن نتائج هذه الانتخابات سيكون أفضل من سابقاتها، وعلى ضوء هذا النتائج أعتقد أنه من المفترض أن تكون هذه الحكومة أيضا أفضل، العامل الإيجابي الآخر الذي يدعني أن أكون متفائل في تشكيل الحكومة أنه لم يبق هناك أحزاب كبيرة بالمعنى الطائفي، مثلا أحزاب شيعية أو سنية بكتل كبيرة هذا أيضا عامل مهم أصبح الطاغي الآن هي الكتل الوطنية المنتشرة في مختلف محافظات العراق مثل: قائمة النصر هي قائمة وطنية فيها مختلف شرائح المجتمع العراقي وهم الشيعة والسنة والأكراد والمسيحية واليزيدية وهي الكتلة الوحيدة، التي نزلت في كل المحافظات العراقية على ضوء هذا التنوع وهذا النوع من المرشحين، وهذا التفتت والتشظي في القوائم الطائفية وانا متفائل خير، ممكن أن نجتاز هذا الحاجز الطائفي وينتج من إنتاج الانتخابات نواب جيدين وصالحين وقادرين على تمثيل شعبهم بالشكل الصحيح، وبالتالي نصل إلى تشكيل حكومة أيضا قادرة على القيام بأعمالها، طبعا الطموح حقيقة ان تكون هناك كتلة تنتج من هذه الانتخابات هي الكتلة الأكبر وتتولى هذه الكتلة الأكبر تشكيل الحكومة بالطريقة، التي تراها مناسبة وتتحمل المسؤولية كاملة، ومن لم يشارك في الحكومة ينبغي ان يكون في المعارضة، لأنه إذا عدنا إلى أسلوب التوافق السياسي والمحاصصة والطائفية، بمعنى رجعنا إلى المربع الأول، وهذا ليس من مصلحة العراق أو الكتل السياسية أو الجميع، على ضوء ما موجود أعتقد ستكون النتائج مقبولة بنسبة معينة.

نسبة بطاقات الاقتراع التي وصلت الناخبين في عموم العراق
 سبوتنيك: مشاركتكم في هذا التحالف حيث ينضم إليه الممثلين من مكون شيعي بارزين يعني انتهاء الخلافات الطائفية؟

حقيقة التحالف مع الأخ العبادي وهو كذلك على هذا المبدأ اتفقنا ان تحالفنا يجب أن نكون نحن بناة ونواة مشروع وطني عراقي يعني هو كقائد في المجتمع الشيعي، أنا أيضا من المجتمع السني عندي مكانتي وعندي قبولي في المجتمع الشيعي والسني، وهناك بعض الأخوان الأكراد اتفقنا أن نشكل هذا التحالف وندخل الانتخابات كتحالف نعتقد أن التحالفات قبل الانتخابات والاتفاق على شكل إدارة الدولة قبل الانتخابات أفضل بكثير ما بعد الانتخابات، لأن بعد الانتخابات التحالفات التي ظاهرها وطني ستصبح حقيقة الأمر التفاوض على أساس تقاسم الغنائم، وهذا ما لا نقبل فيه أبدا ولهذا السبب كان تحالفنا قبل الانتخابات.

سبوتنيك: كما قرات في التاريخ، وبعدما أتى الأمريكيون إلى العراق صارت المشكلة طائفية وكلها بسبب العداوى بين المكون الشيعي والسني والسنة دائما هناك تظاهرات وتذمر وانتفاضات، والبعض يقول إن هذا هو سبب احتلال داعش السريع للمناطق السنية، هل ممكن الحكومة المقبلة أن تكون أكثر عدالة بالنسبة للسنة؟ أو أن بعض الخبراء يقولون إن الإرهاب ممكن أن يعود ولكن تحت اسم علامة اخرى غير داعش؟

طبعا الأمريكيون يتحملون جزء كبير مما حدث في العراق، لأنهم هم أول من بدؤوا بتشكيل الحكومة على أساس المحاصصة، وكان منذ مجلس الحكم عندما أتى الحاكم المدني بريمر، وقرر أنه للسنة خمس وزراء وللشيعة 11 وزارة وللأكراد 7 وزارات، هذا هو بداية التقسيم الطائفي والقومي وهذا هو الذي أوصل الوضع في العراق إلى ما وصل عليه من محاصصة وطائفية، التأسيس والبناء الخاطئ ليس لحكومة وطنية بينما لحكومة محاصصة، طبعا احتمالية إذا لم تكن هناك حكومة وطنية وقوية في العراق وقادرة أن تؤمن مستقبل مستلزمات الحياة البسيطة الكريمة للمواطن العراقي كل شيء وارد لأن البيئة مناسبة لازال هناك خلايا لداعش نائمة ولو قليلة، الحمدالله قواتنا الأمنية استطاعت أن تقضي عليهم عسكريا، ولكن داعش ليس سلاح فقط بينما هو فكر وأيديلوجي، فكر ممكن أن يكون هادئ ونائم في مرحلة معينة ولكن إذا كان هناك تقصير في المستقبل من الحكومة وعدم الإيفاء بالتزاماتها، ولم تقدم شيء للشعب العراقي فاتوقع أن تعود داعش بمسميات وأشكال أخرى، وقد تكون أشرس من داعش الأولى التي دمرت المدن السنية وطبعا إذا استمرينا بسياسة التهميش والإقصاء مثل المرحلة السابقة هي التي ولدت هذا الموضوع، ظهور داعش كان سببه المحاصصة الطائفية التهميش والإقصاء وعدم التعامل من منطلق الوطنية والمواطنة مع الجميع، كان هناك تمييز بالتعامل  ولهذا السبب شعرت بعض المناطق أن مواطنيها من الدرجة الثانية وأصبحت بيئة مناسبة للعراك وتوقعوا بأن هؤلاء الإرهابيين أو هؤلاء الدواعش سيدافعون عن حقوقهم، وسيعيدون لهم حقوقهم، لكن أصبحت الصورة واضحة بأن هذه المجاميع الإرهابية تستهدف الجميع وتريد أن تدمر العراق ولكن يجب على الحكومة أن تفي بالتزاماتها اتجاه الشعب.

وزير الدفاع العراقي السابق، خالد العبيدي

سبوتنيك: اليوم كانت الانتخابات الخاصة، كيف جرت في كافة أنحاء العراق؟

أعتقد إلى حد الآن لم أسمع بوجود مشكلة معينة الانتخابات دائما الخاصة تجري بانسيابية، والقوات العسكرية لديها انضباط ونظام فياتون بانسيابية عالية، وحسب ما سمعت لا يوجد أي ضغوط أو مشاكل الكل يدلي بصوته، ولا زال مستمر التصويت، وأعتقد نتائجه ستكون طيبة ونسبة المشاركة أيضا جيدة.

سبوتنيك: هل تخشون من اي عمليات تزوير خلال الانتخابات؟

اعتبر أن هذا التحدي الأكبر، لأن المال السياسي يلعب دور أيضا اخشى أن يكون هناك نفوس ضعيفة في بعض مفاصل المفوضية اتمنى الا تكون آلية التصويت مطمئنة مادام العامل البشري موجود ينبغي أن يكون القلق موجود أيضا اتجاه عمليات التزوير في كل الأحوال مهما يكن أعتقد أنه إذا كان هناك تزوير فسيكون صغير جدا.

 سبوتنيك: هل تؤيدون فكرة المشاركة تحت قيادة الحشد الشعبي؟

قيادات الحشد السعبي أعلنت أنها نزعت السلاح، والآن هي كتل سياسية، وليس كتل أو قطاعات مسلحة وشاركت تحت هذا العنوان بأنها كتل سياسية نزعت سلاحها وسلمت سلاحها إلى الدولة في الانتخابات الحالية.

سبوتنيك: لو تحالفكم فاز بالانتخابات وربما العبادي سيكون رئيسا للوزراء مرة ثاتية، وربما أنتم سيكون لكم منصبا مهما في الدولة أيضا ما هي السياسيات التي ستستخدمونها في السياسية الداخلية والخارجية؟

السياسة الداخلية أعتقد أنها من أهم المهام التي تواجه الحكومة هي محاربة الفساد وفرض القانون والتأسيس والبدء بعمل لدولة مؤسسات ودولة مواطنة ودولة مدنية هذا على المستوى الداخلي يجب أن نعمل بقوة لأن هذه هي التحديات الأكبر محاربة الفساد الذي هو حقيقة سبب دمار الدولة العراقية والشعب العراقي وتأسيس دولة مؤسسات تقوم على اساس المدنية والمواطنة هي القاسم المشترك، الذي نجتمع عليه جميعا، ويجب أن تكون حكومة قوية قادرة على فرض القانون  والنظام وعلى المستوى الخارجي أعتقد في المرحلة السابقة السيد العبادي نحج بشكل كبير وبهدوء من أن ينفتح على الإقليم العربي والمنطقة والدول العربية دون أن يثير حساسية الدول الإقليمية الأخرى  الموضوع فيه توازن وعلى ضوء المسيرة السياسية للسيد رئيس الحكومة أعتقد أنه ستستمر هذا النهج مع تطوير هذه العلاقات بشكل أفضل نحن توجهنا بأن لا نكون جزء من أي محور في المنطقة، علاقات متوازنة تقوم على احترام السيادة المتبادل وعلى المصالح المشتركة، وعلى المستوى العالمي أعتقد أن العراق اصبح له قبول كبير، خاصة بعد الانتصار على داعش، نحاول أن تكون علاقاتنا متوازنة مع دول الإقليم والمنطقة وما يحقق مصلحة العراق وعدم  التدخل في السيادة الداخلية للعراق وللدول الأخرى

العراق... الحشد الشعبي يعلن إحباط محاولة إرهابية لاستهداف مراكز اقتراع
سبوتنيك: العلاقات مع روسيا الاتحادية؟

أعتقد العلاقات جيدة مع روسيا الاتحادية لا بأس ولحد الآن بما أن العراق ليس ضمن أحد المحاور لا المحور الروسي أو الأمريكي فهو يلعب دور حيادي ومتوازن، ولحد الآن العراق كل هذه المشاكل التي حدثت في المنطقة وهو ليس جزءا من هذه المحاور، ونحن حقيقة في العراق لدينا ما يكفينا من المشاكل لا ينقصنا أن نكون جزءا من محور أمريكي أو روسي حتى نكمل مصيبتنا نحن مصيبتنا داخلية، وتريد أن نعيد إعادة بلدنا ونعيد بناء الحياة الكريمة للمواطن العراقي بأي طريقة تحفظ سيادة العراق.

سبوتنيك: قلتم عن منصبكم أي أنتم تريدون أي حقيبة في الحكومة؟

المنصب ليس مهم بقدر ما نحقق شيء للعراقيين في أي مكان كان حقيقة أنا شخصيا في أي مكان يرتأي مجلس النواب أو الحكومة أن اكون لا يوجد لدي أي مشكلة المهم أن نقدم شيء إلى شعبنا.

سبوتنيك: العقود بين روسنفط وروسيا وحكومة كردستان على الحقول النفطية، هل الحكومة الجديدة سوف تنظر في هذه العقود تعيدها؟

أعتقد أن يكون هناك موقف ورأي في هذا الموضوع وأكيد سيكون للحكومة المركزية دور وسيتم بالتأكيد التنسيق مع الأخوة الأكراد، ولا يمكن أن يبقى الوضع على ما هو عليه، أيضا الأكراد هم جزء من الحكومة والشعب العراقي ومن العراق، ويجب أن يكون لهم مشاركة، ونحن نحترم هذه المشاركة وأيضا يوجد دستور حاكم لكل هذه الأمور، وسيكون العمل وفق الدستور ووفق القوانين، التي تتيحها الدولة العراقية

سبوتنيك: تعمير المناطق المتضررة من وجود داعش في الفلوجة، كيف يتم بنائها هل أحرزتم اي شيء؟

مع الأسف الشديد هذا موضوع مهم جدا، ولا زال لم يحصا اي بناء في مدينة الموصل رغم التعهدات الدولية والإقليمية لأنه سيعاد بناء مدينة الموصل بشكل أفضل، وأنا اذكر عند إعداد خطط تعمير الموصل دائما كان السؤال، الذي يطرح أو نتكلم به ماذا سنفعل بالموصل بعد التحرير هذا على المستوى الدولي والإقليمي والداخلي مع الحكومة المركزية والكل كان مهتم بهذا الموضوع، ولكن بالنتيجة عندما انتهت الحرب الكل نسى الموصل وفقط رفعت راية النصر على أساس انتصار عسكري والمدينة لا تزال الجثث موجودة تحت الأنقاض، وهي مدمرة حتى الأنقاض لم ترفع طبعا هناك تقصير واضح جدا وتتحمل  المسؤولية الأكبر هي الحكومة المحلية في محافظة نينوى، لأنها حكومة فاسدة غير قادرة على إدارة الموارد المتاحة بالشكل الصحيح.

وتتحمل الحكومة المركزية أيضا جزء من المسؤولية تجاه محافظة نينوى وأهالي نينوى.

العراق يرفع الحظر عن حركة الطيران بكافة المطارات
سبوتنيك: أنا سمعت أن هناك جثث؟

جثث حتى يوم أمس فرق وصلت إلى نينوى واخرجوا قبل يومين  70 جثة من تحت الأنقاض. 

الجثث لا تزال موجودة وقدر ما يرفعون الأنقاض سيحصلون على جثث، هناك أعداد كبيرة جدا من الجثث تحت الأرض من مدنيين وإرهابيين وأطفال ونساء، ولكن هناك تقصير والسبب في الدعم الدولي والإقليمي،  وكنا معولين على مؤتمر الكويت ولكن أيضا هذه الدول عندما تريد العراق بشكل منح او شكل قروض تحتاج إلى ضمانات، أعتقد في ظل هكذا نظام ومنظومة فاسدة الدول غير مستعدة أن تقدم المساعدات إلى العراق  وإلى محافظة نينوى بشكل خاص.

سبوتنيك: نفس الشيء بالنسبة لمحافظة الأنبار؟

أعتقد انه كله بشكل كامل يعني الدول لن تثق بالحكومة فهذا السبب تعطي قرض أو تعطي منحة تريد ضمانات أن  هذه المنحة يجب أن تستثمر ويستفاد منها الشعب العراقي بالشكل الصحيح، وهذا ما نفتقده مع الأسف الشديد.

سبوتنيك: قيادة داعش: ذكر ان البغدادي لا يزال حيا؟

نعم لايزال حيا

سبوتنيك: أين هو؟

 أعتقد قريب إلى مناطق الحدود السورية

سبوتنيك: على أرض العراق؟

قريب ما بين سوريا والعراق

سبوتنيك: ولماذا لا يتم ملاحقته ؟

هناك متابعة له، ولكنه متخفي بشكل دقيق وإنشاء الله يتم القضاء عليه قريبا.

سبوتنيك: كم بقي من داعش في العراق؟

القليل جدا ممكن أن يكون بشكل خلايا نائمة أغلبهم الآن على الحدود العراقية السورية، من جهة سوريا كتنظيمات عسكرية.

سبوتنيك: والوضع الأمني في الموصل والمناطق المحررة  ليلا؟

الوضع الأمني نسبي مقبول ليس 100% هناك نوع من الفوضى الامنية ليست قوية جدا، وسببها فقدان القيادة والسيطرة لأن الجهات الامنية متعددة التي تتولى الملف الأمني في الموصل والمحافظات الأخرى يجعل هذا الموضوع صعب السيطرة عليه.

أجرى الحوار/ رافايل دومينوف

مناقشة