خبير: هكذا تدير إيران أزمة انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي

قال الدكتور محمد نور الدين، الأكاديمي المتخصص في الشأن الإيراني، إن إيران ما زالت تدير أزمة انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي ببراعة، حيث ما زالت تؤكد مواصلتها الالتزام بالاتفاق، طالما يحقق مصالحها.
Sputnik

وأضاف نور الدين، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين 14 مايو/ أيار 2018، أن إعلان إيران مواصلة التزامها بالاتفاق، يضع الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق في موقف حرج، يمنعهم من الانسحاب من الاتفاق، أو محاولة فرض أي شروط جديدة على طهران، دون محاولة للتواصل والاتصال المسبق على ذلك.

وتابع: "الرئيس الإيران حسن روحاني، أكد أن بلاده ستواصل الاتفاق، طالما أن مصالحها لم تتأثر، وهو ما يجعل أي محاولة لفرض عقوبات من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، اعتداء على الاتفاقية وكافة الدول الموقعة عليها، وليس اعتداء على إيران وحدها، وبالتالي سيجعل من أمريكا خصما — ولو بشكل بسيط- للدول الأخرى".

ظريف: خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي أدى لاختلال التوازن فيه

ولفت الأكاديمي المصري إلى أن الفترة المقبلة ستشهد كثير من المحاولات الأمريكية لإجبار إيران على اتخاذ مواقف سياسية أو دبلوماسية معينة، لقلب الدول الصديقة لها الأن عليها، وخاصة الدول التي وقعت على الاتفاق النووي العالمي، وكذلك لدفعها لنقض اتفاقاتها والتزاماتها الدولية، بردود أفعال على جبهات مختلفة.

وفسر ذلك بقوله، إن "مصالح بعض الدول الموقعة على الاتفاق النووي، تتعارض مع المصالح الإيرانية داخل سوريا، لذلك سيحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يجر إيران إلى مواجهة مع هذه الدول داخل سوريا، وقد سبق له ذلك بالفعل، عندما أوعز إلى إسرائيل بقصف مطار التيفور العسكري، وتزامن ذلك مع الإعلان عن هجمة محتملة في سوريا".

وأوضح الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد نور الدين، أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ودول أخرى، استغلت الفترة التي سرى فيها الاتفاق النووي مع إيران، وعقدوا علاقات اقتصادية تجارية وصناعية معها، لذلك يدركون أن مطاوعتهم للرئيس الأمريكي في عدائه الصارخ ضد إيران، سيكلفهم كذلك مصالحهم الاقتصادية المشتركة مع طهران.

وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أكد أن إيران مستعدة للاستمرار بالاتفاق الدولي حول برنامجها النووي، فيما أكدت وزيرة الخارجية البريطانية، تيريزا ماي، أن الاتحاد الأوروبي سيناقش مقترحات للحفاظ على هذا الاتفاق.

وبحسب موقع الرئاسة الإيرانية، أكد روحاني، خلال اتصال هاتفي مع ماي، أن "حفظ الاتفاق النووي بدون الولايات المتحدة ممكن، أما بدون ضمان حق إيران فهو غير ممكن".

وأضاف أن "الضمانات يجب أن تكون واضحة وشفافة في حق إيران ببيع النفط، والارتباط البنكي، والاستثمار، وغيرها"، محذرا من أن "أي وضع كان موجودا قبل الاتفاق النووي وسيعود وسيظهر الآن ستتحمل أمريكا المسؤولية عنه".

ونقلت الرئاسة الإيرانية عن ماي قولها إن "الاتحاد الأوروبي حضر مجموعة من الاقتراحات لحفظ الاتفاق النووي سيتم مناقشتها يوم الثلاثاء"، مؤكدة أن "حفظ الاتفاق هو هدف للاتحاد الأوروبي".

مناقشة