هل يفعلها الصدر ويطيح بالمحاصصة؟

المحاصصة لم تكتب في الدستور، لكن العرف سار عليها وأصبحت هذه الظاهرة تحدد مسار الحياة السياسية وتقف بوجه أي منجز يمكن تقديمه للشعب العراقي.
Sputnik

إلا أن اللافت في الموضوع هو الحنكة السياسية التي شكلت بها قائمة سائرون الفائزة في الانتخابات، والتي أعطت ناخبيها صك براءة الذمة من إعادة انتخاب المجربين من السياسيين البائسين، باستثناء من أثبت صولته في الميدان، ومثلهم كندرة الماء في الرمضاء. فقائمة سائرون تضم بين صفوفها مرشحين جدد من مختلف الاتجاهات والمشارب، حيث أنها أسست لمفهوم المواطنة في العراق، جلس فيها العراقيون جنبا إلى جنب في مركب واحد يحتضنهم دون أن يسأل عن الدين أو الطائفة أو القومية أو العقيدة. وهذا موضوع يحسب للسيد الصدر في وضع هذه اللبنة كأساس لبناء جدار الوطن المهدم.

بقيت نقطة جوهرية لازالت تنخر جسد الوطن، ألا وهي المحاصصة، والتي يستطيع أيضا اليوم السيد الصدر تحطيمها، وأعتقد أن الصدر إن لم يكن يعمل على رميها إلى مزبلة التاريخ، فهو يفكر في التخلص منها على أقل تقدير. فالكرة اليوم في ملعبه. وإذا كانت جميع أنظار السياسيين مصوبة نحوه، فعليه أن يلتفت إلى جموع الشعب ومصيرهم، فالموضوع يهم الوطن الدائم لا السياسيين الطارئين.

تحالف مقتدى الصدر يحتل المركز الأول في الانتخابات البرلمانية العراقية

نعم يا سيد مقتدى، افعلها واقتلع جذور المحاصصة، وليكن رئيس الوزراء سنيا والبرلمان كرديا والجمهورية شيعيا أو صابئيا أو مسيحيا أو شيوعيا، أيا كان، المهم لديه جواز سفر عراقي. وإذا كانت جميع الأنظار متجهة نحو كرسي رئاسة الوزراء، فأعتقد إذا ما جئت بشخص لا تختلف عليه مكونات الشعب، حينئذ سوف تلجم جميع معترضيك، والتجارب قدمت شخصيات التفت حولهم الجماهير من كافة مكوناتها، كخالد العبيدي على سبيل المثال، والذي فاز بأصوات تعادل أصوات جميع الفائزين، حيث حصد 83  ألف صوت في نينوى فقط، فما بالك لو كان مرشح في بغداد، علما أن قائمته في العاصمة حصدت 43 ألف صوت كذلك. ورأينا كيف أن الشارع الشيعي صفق له قبل السني. فافعلْها يا سيد مقتدى، لتجد الشعب خلفك.

(المقال يعبر عن رأي صاحبه)

مناقشة