اختلف الكاتب الإسرائيلي مع نظرائه من الخبراء والكتاب الإسرائيليين الذين أجمعوا على فشل جيشهم في مواجهة حركة حماس بالقطاع، بعد انتشار مسيرات العودة وإحراق مئات الدونمات نتيجة لانتشار ظاهرة الطائرات الورقية وبالونات الهيليوم الحارقة، وتسببها في خسائر فادحة للاقتصاد الإسرائيلي، إذ يرى أن الحركة لم تتمكن من حشد مئات الآلاف من الفلسطينيين حول الجدار، كما رددت من قبل، وأن عددهم يقل بمرور الوقت.
ورأى الكاتب أن حركة حماس تتجه أكثر فأكثر تجاه إيران، فيما يسمى ب"الإيرانة"، وانها وقعت في فخ العسل الإيراني، وذلك في ظل توتر علاقتها بدول المحور السني، مثل مصر والسعودية وبقية الدول الخليجية، كما أن الحركة تحاول محاكاة تجربة حزب الله اللبناني، وهذا الأمر يزيد منذ وصول يحيي السنوار إلى قيادة الحركة في غزة العام الماضي، مع إضافة أن مثلث قادة حماس، اسماعيل هنيه وصالح العاروري ويحيي السنوار، فإن وضع حماس داخل المجتمع الفلسطيني في غزة يزداد سوءا، خاصة وهي تقترب من إيران، على حساب علاقة الحركة بالدول السنية القريبة منه، مثل مصر.
وتتناقض هذه الرؤية، ربما الوحيدة، مع كتابات إسرائيلية أخرى رأت أن الحركة الفلسطينية نجحت في حشد الفلسطينيين بطول الجدار الفاصل مع إسرائيل، وتحديدا منذ الاحتفال بيوم الأرض، في الثلاثين من مارس/آذار الماضي، وأن الخسائر التي طالت الاقتصاد الإسرائيلي وتسببت فيها المقاومة هو نجاح آخر يضاف للحركة في القطاع.