النفط الليبي... ورقة الصراع بين الأطراف الدولية والمحلية

أكد عدد من الخبراء أن النفط الليبي أصبح الورقة الأبرز المستخدمة حاليا في عمليات الصراع الدولي والمحلي على الأراضي الليبية.
Sputnik

من ناحيته، قال عادل كرموس عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إن أزمة البلاد تكمن في وجود النفط الليبي المستخدم في الصراع، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.

ما حقيقة الهجوم المتكرر على منطقة الهلال النفطي
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك" أن "عدم التوافق والصراع الدائر في الداخل الليبي ناتج عن الصراع الخارجي من أجل النفط، إذ أن كل من فرنسا وإيطاليا تسعيان للسيطرة على النفط وضمان مصالحهما".

وتابع كرموس قائلا إن "فرنسا تسعى للسيطرة على منطقة الشرق الليبي، لمصالحها الموجودة مع الطرف المسيطر في هذا المكان، فيما تسعى إيطاليا لعرقلة هذا المسعى الفرنسي وتدعم مليشيات وكتائب غير شرعية، كما أنها تدعم وبشكل معلن حكومة الوفاق وكذلك بعض المكونات الموجودة في طرابلس". 

وأوضح عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أن هذا الصراع الدائر أدى إلى تجميد الخطوات والترتيبات الخاصة بتنفيذ اتفاق باريس، وأن الفترة المقبلة قد لا تكون مبشرة إزاء هذه الترتيبات.

وفيما يتعلق بالوجود الأمريكي، أوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد التدخل بشكل مباشر، وأنها تركت ليبيا للصراع الأوربي بين إيطاليا وفرنسا.

من ناحيته، قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا عثمان بركة، إن الثروة الليبية أصبحت نقمة على الشعب الليبي في الفترة الراهنة.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" إن "الصراع بين إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة سيحول دون تنفيذ أية خطوات للأمام في ليبيا، وسيطيل من أمد الأزمة، خاصة أن المليشيات التي تسعى لعرقلة أي اتفاق أو خطوات للأمام هي مدعومة من الخارج".

وتابع أن "الدعم الخارجي والتآمر الداخلي بدأ منذ عام 2011، بالتعاون مع حلف الناتو الذي دمر ليبيا، وأن توالي الخيانات الداخلية آل بالأوضاع لما تشهده ليبيا الآن، إلا أن الشعب الليبي لن يصمت كثيرا على الأوضاع وسيقف بجانب جيشه للحفاظ على وحدة وطنه واستعادته من يد العابثين".

ونجح الجيش الليبي في تحرير منطقة الهلال النفطي من الميليشيات المتشددة، والتي تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة، كونها تحتوي على 80 في المائة من الثروة النفطية للبلاد، مما حولها إلى مطمع للمسلحين.

ويمتد هذا الحوض النفطي، الأغنى في ليبيا، لأكثر من 200 كيلومترا، وتنتج حقوله نحو 60% من الإنتاج النفطي، كما يضم أهم موانئ تصدير النفط.

معارك متكررة

وتعود المعارك في منطقة الهلال النفطي شهر إلى أكتوبر/تشرين الأول 2011، عندما بسطت كتائب عرفت باسم "الثوار" سيطرتها على المنطقة، واستمرت حتى أغسطس/آب 2012، حيث سيطرت كتائب الدروع التابعة لجماعة الإخوان المسلمين على المنطقة.

وفي يناير/كانون الثاني، سيطرت كتائب عرفت باسم "حرس المنشآت النفطية" بقيادة إبراهيم الجضران على منطقة الهلال النفطي، وخاضت معارك متعددة خلال ثلاث سنوات، حتى تدخل الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، في سبتمبر/أيلول 2016، وسيطر على منطقة الهلال النفطي وسلمها للمؤسسة الوطنية للنفط.

وفي يونيو/حزيران، وأثناء عملية تحرير درنة، هاجمت كتائب الجضران الهلال النفطي مرة أخرى، ولم تمر عدة أيام حتى استعادها الجيش الليبي مرة أخرى بعملية خاطفة سميت "الاجتياح المقدس". 

مناقشة