متخصص في الشأن التركي: أردوغان اليوم أمام "الاختبار الشعبي"

وصف الأكاديمي المتخصص في الشؤون التركية، محمد صالح، الانتخابات التي يبدأ المواطنون الأتراك الإدلاء بأصواتهم فيها اليوم، بأنها ستكون انطلاقة وركيزة جديدة أقوى لحكم تركيا.
Sputnik

وقال صالح، في تصريحات لـ"سبوتنيك" اليوم الأحد 24 يونيو/ حزيران، إن هذه الانتخابات اكتسبت أهمية خاصة، من كونها جاءت بدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يعد أكثر الزعماء إثارة للخلاف والجدل في تاريخ تركيا الحديث، وتعبر عن ثقته في أنه سيتمكن من إحراز نتائج غير عادية، حتى وإن لم يحالفه الحظ من الجولة الأولى.

كل ما تريد معرفته عن الانتخابات التركية "الفاصلة"
وأضاف "الرئيس التركي قدم بنفسه موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي كان من المفترض أن يتم إجراؤها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، بهدف تمكين نفسه، ووضع نفسه في مرحلة الاختبار الشعبي، ويسعى إلى الحصول على قوة تجعله يتمكن من معالجة المشكلات الاقتصادية المتزايدة لتركيا، بعد أن فقدت الليرة 20% من قيمتها أمام الدولار".

وتابع "يسعى أردوغان أيضا إلى التأييد لمواجهة الأكراد، الذين يعتبرهم متمردين ويشكلون الخطر الأكبر على دولته، حيث يحاصرونها في الجنوب، ويقفون على حدوده في العراق وسوريا، لذلك يمكن اعتبار هذه الانتخابات هي الضوء الأخضر له لينطلق في معالجة أزمات دولته بأسلوب يختلف عما اعتاد عليه الأتراك خلال السنوات الماضية".

وشدد الخبير في الشؤون التركية على أن الرئيس أردوغان يجد هذه المرة منافسة حقيقية، وكثيرون يتوقعون ألا ينجح من الجولة الأولى، خاصة بعد ما اتخذه من إجراءات بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منذ نحو عامين، والتي جعلته يطمح إلى التحرر من بعض قيود القانون، من خلال صياغة قوانينه بانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة.

ويدلى المواطنون الأتراك بأصواتهم، اليوم الأحد 24 يونيو/حزيران، في انتخابات رئاسية وبرلمانية تمثل بداية نظام جديد لرئاسة تنفيذية قوية يسعى إليه أردوغان منذ فترة طويلة.

ووعد محرم إنجه، مرشح الرئاسة عن حزب الشعب الجمهوري العلماني، خلال كلمة أمام حشد في اسطنبول يوم السبت حضره ما لا يقل عن مليون شخص بإنهاء ما يصفه هو وأحزاب المعارضة بـ"توجه تركيا نحو الحكم الاستبدادي في ظل أردوغان".

يشار إلى أن التصويت سيبدأ في الساعة الثامنة صباحا (0500 بتوقيت غرينتش) وينتهي في الخامسة مساء (1400 بتوقيت غرينتش). ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت نحو 60 مليون شخص من إجمالي عدد سكان تركيا الذي يبلغ 81 مليون نسمة.

وتظهر استطلاعات الرأي أن أردوغان لن يتمكن من تحقيق الفوز في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة ولكن من المتوقع فوزه في جولة إعادة تجري في الثامن من يوليو/ تموز في حين قد يخسر حزبه العدالة والتنمية أغلبيته البرلمانية مما قد ينذر بتوترات متزايدة بين الرئيس والبرلمان.

ويأتي من بين المرشحين الآخرين للرئاسة صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد المسجون حاليا بتهم تتعلق بالإرهاب والتي ينفيها، وإذا تجاوز حزب الشعوب الديمقراطي حد العشرة في المئة اللازم لدخول البرلمان سيصعب على حزب العدالة والتنمية الحصول على أغلبية.

مناقشة