خبير بالشأن التركي: أردوغان يعتبر فوزه "تفويضا"... وسيبدأ حربه فورا

قال الأكاديمي والخبير في الشأن التركي الدكتور عبدالفتاح الحسيني، إن فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت أمس الأحد، منحه سلطات كبيرة، تمكنه من تنفيذ مخططه لتركيا بالكامل.
Sputnik

وأضاف الحسيني، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين 25 يونيو/ حزيران 2018، أن "هذا الفوز سيكون ركيزة، ينطلق منها أردوغان نحو عملية تصفية كاملة "للإرهاب" الذي يؤرقه، وهنا لا نتحدث عن جبهة النصرة ولا داعش فقط، وإنما نتحدث أيضا عن الأكراد، الذين يعتبرهم خطرا أكبر من خطر الإرهابيين الآخرين".

وأوضح الخبير في الشأن التركي، وهو أستاذ علاقات دولية، أن "أكثر ما يخيف الرئيس رجب طيب أردوغان من الأكراد، هو أنه يدرك جيدا النزعة الانفصالية لديهم، فهم بالنسبة إليه مجموعة من المواطنين يطمحون إلى سرقة جزء من الأرض لإقامة دولة مستقلة عليها، بدلا من التعايش سلميا بين أفراد المجتمع، وهو ما حدث بالفعل في سوريا والعراق المجاورتين".

وتابع: "الآن صار بمقدور أردوغان أن يبدأ حربه ضد الأكراد على الحدود وفي الداخل، خاصة أنه يعتبر أن الفوز الذي حققه على خصومه الرئاسيين والتشريعيين بمثابة تفويض من الشعب التركي له، لبدء مرحلة جديدة بنظام حكم جديد، وقد دل على ذلك بقوله إن الشعب التركي منحه وظيفة الرئاسة والمناصب التنفيذية، وهو إشارة على سيطرته الكاملة".

المرشح الخاسر في السباق الرئاسي التركي: الانتخابات "غير نزيهة" وتلطخت بالدماء

وكان الرئيس التركي أعلن فوزه — وتحالفه — بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية الجارية بحسب النتائج غير الرسمية، مؤكدا أن التصويت جرى بشكل حر.

وقال أردوغان في خطاب ألقاه في أسطنبول، مساء الأحد 24 يونيو/حزيران الجاري: "أريد أن أشير إلى أن الشعب كلفني برئاسة البلد بحسب النتائج غير الرسمية"، مضيفا أن "عملية التصويت في انتخابات الرئاسة والبرلمان تمت بشكل حر… الشعب منحني السلطة التنفيذية والتشريعية".   

كما أكد أردوغان أن الشعب التركي لم ينتخب رئيسا فقط بل أيد نظام الحكم الجديد. وقال: "دعم الشعب لنا سيمكننا من مواصلة مكافحة الإرهاب". وأضاف في كلمته المقتضبة في إسطنبول: "شعبنا منحنا وظيفة الرئاسة والمناصب التنفيذية"، مؤكدا أنه لن يكون هناك تراجع عن المكان الذي جلب فيه هو وحزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية الاقتصاد التركي.

وأضاف: "أتمنى ألا يحاول أحد أن يلقي بظلاله على النتائج ويضر بالديمقراطية لكي يخفي فشله هو"، لافتا إلى أن "سلامة العملية الانتخابية وحرية التصويت يعبران عن قوة الديمقراطية التركية".

كما شدد الرئيس التركي على أن جميع الطاقات ستستنقر للصعود بتركيا إلى مصاف الدول العشرة الأكبر في العالم. وقال: "لن نرتاح حتى نحقق هذا الهدف، فأولويتنا هي تحقيق الأهداف التي نصبو إليها بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية في 2023".

وأعلن رئيس المجلس الانتخابي الأعلى في تركيا، سعدي غوفين، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حصل على الأغلبية من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، وفقا للنتائج الأولية.

وقال غوفين للصحفيين: "تم فرز 97.7 بالمئة من الأصوات حتى الآن. حصل الرئيس أردوغان، على الأغلبية المطلقة من الأصوات. وقد اجتاز حاجز الـ 10% لدخول البرلمان حزب العدالة والتنمية، حزب الحركة الوطنية، حزب الشعب الجمهوري، الحزب الصالح، وحزب الديمقراطية الشعبية".

وتسعى تركيا لتحقيق سلسة من الأهداف بحلول العام 2023، الذي يوافق الذكرى المئوية الأولى لإعلان الجمهورية، ومن أبرزها الدخول في مصاف أكبر 10 قوى اقتصادية على مستوى العالم، ووضعت لهذا الغرض رؤية سياسية واقتصادية تشمل عدة خطط؛ لبلوغ الناتج القومي 2 تريليون دولار في هذا التاريخ.

 

مناقشة