راديو

بعد روسيا والصين... هل قال الاتحاد الأوروبي "لا" للولايات المتحدة

ضيف الحلقة: الدكتور باسم الكناني-أستاذ العلوم السياسية
Sputnik

أعلن وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يوم الجمعة، أنه سينقل الالتزامات المطروحة في اجتماع فيينا إلى طهران، وسيتخذ كبار مسؤولي البلاد القرار اللازم بهذا الشأن معتبرا اجتماع اللجنة المشتركة للدول الموقعة على الاتفاق النووي بالجاد والبناء جدا.

لافروف: روسيا والصين مهتمتان بالحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني

فيما قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن إيران أكدت خلال الاجتماع الوزاري في فيينا التزامها بالاتفاقيات حول برنامجها النووي، وحذرت من أن لديها الحق في الانسحاب من الصفقة بعد انسحاب واشنطن، لكنها لن تفعل ذلك.

وقد صدر البيان الختامي للاجتماع الأول للجنة المشتركة للاتفاق النووي على صعيد وزراء خارجية ايران ومجموعة 4+1 (بدون مشاركة أمريكا) وقد ناقش المشاركون في الاجتماع (وزراء خارجية روسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وإيران) الحفاظ على مصالح جميع الدول الموقعة على الاتفاقية النووية بالرغم من خروج الولايات المتحدة منها وإعلان واشنطن عقوباتها ضد إيران.

كما اتفق المجتمعون على الدفاع عن مصالح شركاتهم ضد العقوبات الأمريكية وأعلنوا عن عزمهم تطوير العلاقات الاقتصادية والصناعية مع إيران وتوفير دعم واضح وفعال للوسطاء والعملاء التجاريين الذين يعقدون صفقات تجارية مع إيران… فهل عُزلت الولايات المتحدة دوليا؟ وهل سيتنازل الرئيس ترامب عن مطلبه بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران؟ وهل قالت أوروبا كلمتها للولايات المتحدة؟

عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور باسم الكناني:

برلماني إيراني يرجح انسحاب الأوروبيين من الاتفاق النووي

" إن ترامب ومنذ حملته الانتخابية قد بين أنه سوف ينسحب من الاتفاق النووي مع إيران، والتي أبرمت بعد مفاوضات ماراثونية، وفعلا قام ترامب بالانسحاب من هذه الاتفاقية، إلا أن هذا الانسحاب جوبه بردود أفعال من الدول الأوروبية وروسيا والصين، فهذه الدول تعمل على تعزيز السلم والأمن الدوليين، كون عدم التعاطي مع القضايا المتعلقة بالأسلحة النووية بحكمة فإنه قد يؤدي إلى الحروب. فـ حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لعبوا دوراً سلبيا كبيرا، ودفعوا الكثير من الأموال من أجل أن تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، في الوقت الذي ترغب فيه باقي الدول الأوروبية وروسيا والصين في أن يكون لهم دور في النظام العالمي، ولا تستطيع الولايات المتحدة أن تضع كل ذلك خلف ظهرها وتنفرد في إدارة النظام الدولي، فـ الاتفاقية مع إيران مدعومة من المجتمع الدولي، فعندما يصرح الرئيس الفرنسي أن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران قد يؤدي إلى حدوث حرب، عندها يجب أن نضع في الاعتبار نشوب حرب، وكذا الحال في مواقف روسيا وبريطانيا وألمانيا، حيث اعتبروا الانسحاب خطوة متسرعة، إلا أن الملاحظ أن الولايات المتحدة تعول على إسرائيل والمملكة العربية السعودية وبعض الدول الخليجية في قضية الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي".

ظريف: اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي كان بناء وأكثر جدية

وأضاف الكناني، " إن البروز القوي على الساحة الدولية لروسيا الاتحادية والصين، وكذلك الاتحاد الأوروبي الذي يمثل قوة اقتصادية كبيرة والذي لعب دورا كبيرا في هذه الاتفاقية، يضاف إلى ذلك الدول الإقليمية المؤثرة كإيران وكوريا الشمالية والبرازيل والهند، جميع هذه الدول سوف تصحح وتعدل مسار النظام الدولي، ولن تتركه بيد الولايات المتحدة تلعب في النظام كيفما تشاء، لذا فإن الرئيس ترامب يمكن أن يتراجع عن انسحابه من الاتفاق ولو جزئيا، فـ الاتحاد الأوروبي يتضرر من هذه السياسات الأمريكية، حيث  هناك مصالح كبيرة للاتحاد في إيران، كما أن هذا الاتفاق يعتبر من أهم الوثائق التي وقعت في الشأن النووي منذ مباحثات السيطرة على الأسلحة النووية".

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة