يأتي العدوان الإسرائيلي المتجدد على سوريا في وقت يحقق فيه الجيش العربي السوري وحلفائه إنتصارات كبيرة جداً على الجبهة الجنوبية التي ينفذ فيهاعملية عسكرية واسعة منذ أسبوعين ، ماقد يثبت فعلياً مرة جديدة ضلوع إسرائيل المباشر في دعم المجموعات الإرهابية
التساؤلات هنا كثيرة جداً
حول حقيقة هذا الإعتداء وأهدافه في هذا التوقيت بالذات ؟
لماذا على مطار التيفور من جديد ؟
جهة الإعتداء هذه المرة من أجواء المنطقة الجنوبية ، كيف يفسر ذلك ؟
ماهية الموقف الروسي تجاه هذا الإعتداء ؟
تم الحديث عن إصابة إحدى الطائرات الإسرائيلية المعتدية هل تأكد هذا الخبر وهل ، سقطت ، وأين ؟
أن يأتي هذا الإعتداء قبيل يومين من زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي الى موسكو التي تدعم سوريا في حربها على الارهاب، كيف يمكن أن يحلل عسكرياً وسياسياً ؟
الكثير من التساؤلات تطرح وتؤكد دور إسرائيل في إعاقة تحقيق النصر على المجموعات الإرهابية المسلحة ، فأين وكيف سيكون الرد السوري هذه المرة ؟
بهذا الخصوص يقول
المحلل السياسي الروسي ونائب مدير المعهد الوطني لتنمية الفكر المعاصرإيغور شاتروف
" إسرائيل قلقة بشأن مشاركة إيران في هذا الصراع ومن جميع أعمالها على الأرض السورية، وهذا مايفسر ردة الفعل على تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، الوضع صعب جداً، روسيا تتخذ موقفا وسيطا في هذه القضية ودائما تدعو إسرائيل إلى أن تكون أكثر حذراً".
وأشار شاتروف إلى أن
" إسرائيل لم تعترف حتى الآن بأن هذه الطائرات العسكرية التي نفذت القصف تعود لها ، على الرغم من وسائل السيطرة المتطورة ، ووسائل المراقبة الحديثة ، الموجودة الآن ، سوريا باتت منطقة رمادية تجري فيها بشكل دوري ما يسمى بالعمليات تحت الأعلام الأجنبية عندما تنخرط دول أخرى في غطاء القوات المسلحة لبعض الدول ، أو يقوم الإرهابيون بممارسة مثل هذا النوع من الأعمال ، لذلك فإننا في كثير من الأحيان نتلقى معلومات متناقضة، و لا نستطيع أن نحدد بالضبط فيما إذا كانت هذه الطائرة إسرائيلة أم لا ، أو على سبيل المثال تتبع لقوات التحالف ، لكن يجب على روسيا أن تكبح وتضبط التحركات العسكرية الإسرائيلية، كما أن الرد السوري يجب أن يردع أفعال الجيش الإسرائيلي".
وأردف شاتروف
من جانبه يقول الخبير بالشأن العسكري الإستراتيجي والسياسي الدكتور كمال جفا
اليوم الموضوع يتعلق بصراع إقليمي كبير في سوريا ومايجري حول سوريا، وإذا ماعدنا إلى الضربات القديمة على مطار التيفور نراها اليوم تختلف عن الاعتداءات الماضية والتي كانت تأتي من جهة لبنان، اليوم تأتي من الجنوب، لماذا الإستهداف من الجنوب؟ أنا أعتقدت أن هناك تعقيدات في المشهد الدولي السوري، وروسيا هي اللاعب الأساسي في المنطقة، روسيا لها دور كبير فيما يجري في سوريا في ترتيب الأوضاع والعلاقات الدولية، وأقصد هنا في ما يخص محور المقاومة أو العلاقات السورية الإيرانية بحزب الله و الروسية أيضاً. صحيح أن سوريا وروسيا وإيران يقاتلون الإرهاب ودفعوا أثمان كبيرة على الأرض السورية، لكن لم يحدث ولا مرة في أن أقرّت روسيا بأنها تنتمي إلى محور المقاومة أو اعتبرت روسيا نفسها جزءً من محور المقاومة، ولايوجد أي تصريح لأي مسؤول روسي بأنها من ضمن هذا المحور.
روسيا لها مصالح استراتيجية، وهي تمسك العصا وتوازن العلاقات ما بين إسرائيل والولايات المتحدة وباقي الدول العربية، لأن الصراع بالنسبة لروسيا ليس فقط في سوريا، وإنما هناك صراع إقليمي وكبير جداً ما بين روسيا وهذه الدول، يديره المستوى الدبلوماسي الروسي بشكل دقيق وبحنكة كبيرة جدا منذ سبع سنوات وحتى الآن، وأعتقد أننا أمام مرحلة جديدة بعد هذه الضربة من خلال تغيير طريقة الإستهداف وما يترتب عليها وغيرها من العوامل الأخرى التي تبنى على هذه المتغيرات والمستجدات"
وأشار الدكتور جفا إلى أن
وأردف الدكتور جفا
"بخصوص إصابة الطائرة إعتدنا أن هناك في بعض الأحيان تأخير في البيانات العسكرية، وفور حدوث الإعتداء كانت هناك بيانات رسمية ومباشرة واكبت وسائل الإعلام الوطني السوري الحدث على مدار الساعة، ولم تخفي أي تفاصيل عن الحدث، وتحدثت عن إسقاط وسائط الدفاع الجوي السوري عدد من الصواريخ، وعن إًصابة إحدى الطائرات، سوريا لايمكن أن تعلن ذلك إن لم تكن إصابة الطائرة، وهذا موضح في الرادارات الروسية التي ترتبط مباشرة بالرادارات السورية، ومن هنا فإن إصابة الطائرة أمر مؤكد وولايبقى أمام إسرائيل إلا أن تعترف بذلك وتعلن إصابة الطائرة".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم